في واحدة من المرات القليلة التي تتفق فيها المعارضة مع الحكومة وافقت قيادات جبهة الإنقاذ علي قرض صندوق النقد الدولي وإن كان الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور قد أبدي تحفظه في حين طالب حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي بحماية الفقراء ومحدودي الدخل وخرج حزب مصر القوية برئاسة عبدالمنعم أبوالفتوح برؤية مغايرة تنتقد ما وصفته باكتفاء السلطة الحالية بالحصول علي القرض دون أن تشغل بالها بالاستقلال الوطني. التقت بعثةالصندوق أمس مع البرادعي وصباحي بعد أيام من لقائها مع عمرو موسي رئيس حزب المؤتمر وعمرو حمزاوي رئيس حزب مصر الحرية وتلتقي اليوم السيد البدوي رئيس حزب الوفد. علمت "الجمهورية" أن عمرو موسي أكد أنه مع جميع الطرق التي تخرج بالاقتصاد المصري من أزمته الحالية لافتا أن الأزمة الاقتصادية كان يمكن ان تحل باجراءات بسيطة بعد الثورة مباشرة لكن النظام الحالي ترك الأزمة حتي تفاقمت. أعرب البرادعي خلال اللقاء عن تحفظاته علي السياسات التي قد تؤدي إلي تحمل الفقراء تبعات زيادة الدعم وغلاء الأسعار..قال بيان للتيار الشعبي إن صباحي أبلغ بعثة صندوق النقد الدولي ترحيب التيار بأي دعم غير مشروط للاقتصاد المصري علي عدة أسس وهي. ألا تحمل شروط القرض أي أعباء إضافية علي الفقراء والمعدمين والعمال والفلاحين والطبقة الوسطي. والذين يشكلون النسبة الغالبة من الشعب. أضاف صباحي وفق البيان "فلا يمكن للتيار الشعبي الموافقة علي قرض تحمل شروطه رفع الدعم عن السلع الأساسية التي ستتحملها الشريحة الأكبر في مصر". أصدر حزب مصر القوية برئاسة عبدالمنعم أبوالفتوح بيانا انتقد فيه ما وصفه باكتفاء السلطة الحالية بالحصول علي قرض من صندوق النقد الدولي أو علي بيع سندات للخزانة أو علي منح من هنا أو هناك مما يؤكد أن أمر "الاستقلال الوطني" لا يشغل تلك السلطة من قريب أو بعيد. وأن كل ما يشغلها هو أمر بقائها في الحكم ولو كان ذلك علي حساب الكرامة المصرية أو علي حساب المواطن المصري الذي سيدفع ثمن كل هذه الاستدانات ماليا وسياسيا في القريب العاجل. من جانبه أكد خالد الشريف المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية أن الحزب يرفض السياسة الاستعمارية لصندوق النقد الدولي بشأن فرض سياسات اقتصادية معينة.. مشيرا إلي أن الحزب لم يلتق بفريق صندوق النقد الدولي حتي ان وجهت لنا الدعوة فلن نجلس معهم فموقفنا واضح من القرض.