قال حسين عبدالغني، القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني والعضو المؤسس بالتيار الشعبي، أن تصريحات القيادي الإخواني صابر أبوالفتوح، التي هاجم فيها جبهة الإنقاذ، تعبر عن خيانة للثورة المصرية وتؤكد من جديد أن نظام الإخوان المسلمين ومكتب "الخراب" في المقطم، في إشارة لمكتب الإرشاد، هو تجسيد للثورة المضادة، حسب قوله. كان صابر أبوالفتوح، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، قال إن لقاء وفد صندوق النقد الدولي، بحمدين صباحي، زعيم التيار الشعبي، وقيادات جبهة الإنقاذ الوطني، يعتبر تدخلاً في شؤون مصر الداخلية. وأضاف عبدالغني، في تصريحات ل"الوطن": "الثورة قامت من أجل إنهاء سياسات التكيف الهيكلي التي فرضها صندوق النقد الدولي، والمتبعة منذ عهد مبارك وحكومة عاطف صدقي، والتي أدت إلى جعل 60 % من المصريين تحت خط الفقر، وأدت إلى أن معظم الثروة تتركز في 20 % من المصريين، وأدت إلى سرقة القطاع العام في صفقات شابها الفساد واستمرار تبعية الاقتصاد المصري لصندوق النقد الدولي والولايات المتحدة من ورائه، وعندما يتبع النظام الحالي نفس السياسات بنفس الشروط هذا يعني رغبتهم الأكيدة في القضاء على الثورة وخيانة الفقراء الذين أتوا بمرسي رئيسًا". وتابع القيادي بجبهة الإنقاذ: "نحن كمعارضة من حقنا أن نطالب بإلغاء شروط قرض صندوق النقد المجحفة؛ لأنه عندما تم تنفيذ شرطين منهم فقط أدى ذلك إلى خراب اقتصادي كامل، فتعويم سعر الجنيه أدى إلى ارتفاع أسعار السلع على الفقراء، ورفع الدعم عن الطاقة أدى إلى غلاء أنابيب البوتاجاز التي تعتبر المورد الرئيسي للطاقة عند المصريين". وأضاف عبدالغني: "قول صابر أبوالفتوح إن جلوس المعارضة مع صندوق النقد الدولي هو قبول بالتدخل الأجنبي في شؤون البلاد هو دليل قاطع على عدم معرفة هؤلاء بالديمقراطية أو أساس العلاقات الدولية، فهم لا يعلمون أن الديمقراطية تعني أن جميع القوى الوطنية من حقها أن تطرح برامجها وآرائها وخططها على الشعب لإبداء الرأي فيه، ولو كانوا يرون أن جلوس المعارضة مع وفد صندوق النقد هو قبول للتدخل الأجنبي، فهم أول من قبلوا فكرة التدخل، والدليل على ذلك أن عصام الحداد ، التابع لمؤسسة الرئاسة، يقابل أعضاء الكونجرس الأمريكي من الحزب الجمهوري مع أن أوباما من الحزب الديمقراطي، ولا أستغرب من يتهمون الإعلام المعارض لهم بالفساد ويجرمون التظاهر السلمي وحرية التعبير، ألا يكون لهم أي دراية بأصول الديمقراطية وأنهم، كما قيل عليهم، أناس أتوا من وراء الكهوف ليحكموننا". وأضاف: "كلام صابر أبوالفتوح به تناقض مضحك، فهو يقول إن المعارضة ستكون سببًا في رفض صندوق النقد لإعطائنا القرض، وهذا سيؤدي إلى الانهيار الاقتصادي، ثم يعود ويقلل من قيمة هذا القرض قائلا: "إن هذا القرض ليس طوق النجاة للاقتصاد المصري، وإذا كان يقول أن طوق النجاة قائم على الاستقرار السياسي فليعلم أن مرسي هو من يتحمل مسؤولية عدم وجود هذا الطوق لعدم سعيه إلى التوافق الوطني الذي سينجو بالمصريين من خطر وضعهم الحالي". ولفت عبدالغني في ختام تصريحاته، إلى أن المعارضة لم ترفض فكرة قرض صندوق النقد الدولي أو أي دعم مالي لمصر من المؤسسات الدولية أو الدول العربية، مشيرا إلى أنهم يرفضون شروط القرض وأي دعم مشروط سياسيًا أو اقتصاديًا وأي دعم يعاون جماعة الإخوان المسلمين على تحسين موقفهم من أجل النجاح في الانتخابات القادمة فقط.