لم تعد ظاهرة البيع في الشوارع وعلي الأرصفة علامة مميزة للدول النامية والأقل تقدما فحسب.. لكنها ظاهرة تعاني منها عدد من المدن الكبري في العالم فولاية لوس أنجلوس الأمريكية تواجه نفس المشكلة حيث يفرش الباعة الجائلون بضائعهم كنباتات الزينة البلاستيك وأشرطة الكاسيت والهواتف المستعملة والملابس القديمة مقابل أسعار زهيدة للغاية بعد جمعها من صناديق القمامة وتنظيفها وعرضها للبيع. يؤكد سكان لوس أنجلوس أن هذه الظاهرة منتشرة منذ زمن إلا أنها ساءت بشكل كبير في هذا الوقت.. ورغم ذلك أبدي السكان تعاطفا مع الأحوال الاقتصادية الصعبة لهؤلاء الباعة الذين تطالبهم السلطات البلدية أحيانا بترك المكان.. وأحيانا بالبقاء نظرا لظروفهم الصعبة ولارتفاع حجم نشاط البيع غير المقنن. يسرد نافارو. الذي يبيع الأجهزة الالكترونية والملابس والأحذية قصته كبائع علي أحد أرصفة لوس أنجلوس أنه يعاني من مرض القلب وأن وظيفته الحالية لا تكفي مصروفاته. نافيا أن يكون نشاطه بسبب مشكلات للسكان أو المارة.. وأكد أن شواحن الهاتف المحمول هي العنصر الأكثر شعبية له حيث يبيعها مقابل دولارين بينما تباع في المحلات ب 10 دولارات مضيفا أنه إما يجد بضاعته بنفسه أو يحصل عليها من العائلة والأصدقاء. وفي ناصية شارع بوليفارد وشارع كوميتون بالولاية تقوم ماريا فاسكيس ببيع الملابس المستعملة التي تعلقها علي أفرع إحدي الأشجار والنظارات الشمسية التي تضعها علي لافتة لعبور المشاة.. تقول ماريا ان ما دفعها لذلك هو أنها كانت تضطر إلي دفع مبلغ 20 دولارا مقابل تأجير مساحة صغيرة في السوق رغم أنها أحيانا كانت لا تبيع شيئاً وهذا دفعها إلي الانتقال إلي الرصيف المجاني. ومن المقرر أن ينظر مجلس لوس أنجلوس في مسألة إشغال الباعة للطرق ويتوقع اتخاذ اجراءات صارمة ضد هذه الأنشطة غير القانونية التي تضر عمليات البيع في الشركات المحلية بالولاية كما دعا بعض المسئولين الي مساعدة الأعمال التجارية المشروعة لأن الباعة يقومون بفرش بضائعهم أمام الشركات والسكان في نهاية المطاف يفضلون الشراء منها نظرا لانخفاض سعرها. لكن الظاهرة ليست مقتصرة علي الولاياتالمتحدة فقط ففي فرنسا علي سبيل المثال يقوم الباعة في العاصمة باريس بممارسة نشاطهم علي الأرصفة لكن تحت سمع وبصر الشرطة المحلية. حيث يخصص يوما واحدا في الأسبوع لذلك ومن الساعة 9 صباحا حتي 4 عصرا. يقوم بعدها الباعة بالانصراف ومن ثم يأتي عمال النظافة لرفع القمامة وغسل الأرضيات.