* نجح مهرجان الأقصر للسينما الافريقية في أن يتخطي العقبات والعوائق التي زرعت في طريقه من أجل وقف مسيرته.. فقد لا يدري الكثيرون أن دورة المهرجان الثانية كادت تصاب بالسكتة القلبية وعدم إقامتها بالرغم من أهمية المهرجان فنيا وثقافيا وسياحيا وسياسيا ولكن المسئولين أغلقوا آذانهم في عدم دعم المهرجان الذي يحمل اسم مصر ويطير به إلي أنحاء القارة الإفريقية التي كادت أن تضعنا في ذاكرة النسيان!! * لا أعلم كيف أن وزارة الثقافة ترفع يدها عن الوقوف مع إدارة المهرجان لتدعيمه معنويا وماديا.. بالرغم من أن "الثقافة" منوط بها نشر الثقافة ودعمها في جميع المجالات الثقافية والفنية كما أننا نعلم المأزق الذي تعيشه مصر من جراء التجاهل لسنوات مع الدول الافريقية المجاورة.. ولذلك فإن هذا المهرجان هو أحد عوامل التواصل مع أبناء افريقيا فلغة الفن والثقافة هي أقرب لغات التقارب بين الشعوب كما أنه علي وزارة الخارجية عامل أساسي في دعم المهرجان أدبيا ومعنويا علي الأقل. * يقيني أنه لو تراجعت مصر عن إقامة المهرجان فإن مردود ذلك سيكون واضحا علي ساحة السياسة الافريقية بأن مصر التي تقيم مهرجان القاهرة السينمائي كأكبر تظاهرة سينمائية فنية في منطقة الشرق الأوسط تتغاضي عن إقامة مهرجان للسينما الافريقية علي أرضها لذلك فإن إقامة المهرجان الأفريقي أصبح أمرا حتميا لما له من مدلولات سياسية مهمة بالإضافة إلي التعريف بثقافات الشعوب الفنية والأدبية.. فدعم الدولة واجب وطني وليس من أجل عيون سيد فؤاد رئيس المهرجان أو جمعية شباب الفنانين المستقلين.. ولكن من أجل التقارب المصري الإفريقي الذي يساهم في تحريك المياه الراكدة في العلاقات الدولية الإفريقية!! * ترك مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية بصمات واضحة في دورته الأولي دفعت الكثير من فناني القارة وضع موعد المهرجان في أجندة العام وتمثل ذلك في عدد الحضور وزيادة أفلام المهرجان.. ومن بين الأسماء الإفريقية التي اهتمت بالمهرجان المخرج العالمي الإثيوبي هايلي جريما والذي كرم في دورة العام الماضي وأصر علي الحضور في دورة هذا العام بل وأقام ورشة فنية في كيفية صنع فيلم سينمائي شارك فيه 22 شاب بينهم 12 شاباً إفريقياً اسفرت عن تقديم عشرة أفلام قصيرة عرض في حفل الختام عكست موهبة شباب يبحث عن الخطوة الأولي في السينما!!. * امتد الاهتمام بمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية للجانب الأوروبي.. ووضع ذلك من خلال إشراف الناقد السينمائي الفرنسي أوليتيه بارليه مدير تحرير مجلة "افريكلتير" الفرنسية علي ورشة تدريب للنقد السينمائي حرص علي حضورها عدد من الزملاء الصحفيين الذين اعتبروها غنيمة وهما فاعليتان ورشة النقد ووشة صناعة الفيلم لا تحدث في أي مهرجان سينمائي آخر!! * إذا كانت هناك لوحة شرف فاعتقد أن هناك بعض أسماء الفنانين لابد أن تحمل اللوحة اسماءهم عندما وجدوا أن المهرجان يعاني أزمة مالية قد تطيح به.. فبادر الفنان خالد صالح بالتبرع ب100 ألف جنيه كمساهمة في دعم المهرجان.. كما أن هناك عدداً كبيراً من الفنانين حضروا المهرجان علي نفقتهم الشخصية سواء يتحمل تذاكر الطيران أو الإقامة في الوقت الذي ألغي فيه سيد فؤاد رئيس المهرجان الجوائز المالية 20 ألف دولار المقدمة للأعمال الفائزة بسبب ضيق اليد! * لأول مرة أجد كتالوج مهرجان فني سينمائي ليست به أي إشارة لوزارة الثقافة أو كلمة من وزير الثقافة.. فهل مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية مهرجان سيأتي فقط أم أنه ينتمي للثقافة.. أم أن البعض يعتقد أن المهرجان يقام في أدغال أفريقيا خارج حدود مصر!!