اليوم تمر الذكري 36 لرحيل الفنان عبد الحليم حافظ عن دنيانا ورغم مرور هذه السنوات الطويلة إلا أن المقولة التي نرددها دوما بأن رحيله قد حدث بجسده ولكنه لم يرحل بفنه. تنطبق عليه فعليا بدليل كم المواهب التي تتغني بأعماله ويرددها العشاق ولايزال في وجدان أجيال كثيرة عاصرته أو أجيال جديدة استمعت إليه ووقعت أسيرة في حب صوته القوي الشجي وحنجرته المتفردة ولمس شغاف قلوبهم فورثوا هذا الحب لصوته. بل إن نجومية كثير من المطربين علي الساحة حاليا إنما جاءت من غنائهم أغاني حليم يتحدون بها أنفسهم ويقدمون بها موهبتهم أو ليأخذوا جواز دورهم لصفوف المطربين. وأسرة حليم لم يعد يتبقي منها إلا محمد شبانه ابن شقيق حليم واسمه "محمد شبانه" وزينب ابنة شقيقته "عليه" و"زينب" هي الوحيدة التي لاتزال تعيش في شقة عليه وهي الشقة المواجهة لشقة حليم التي كان يعيش فيها في الزمالك وهي متزوجة من المخرج محمد الشناوي ابن الفنان الكبير كمال الشناوي ومن الأسرة ايضا ابتسام ابنة شقيقة المطرب اسماعيل شبانه. وقد أنجب محمد شبانه أولاده عبد الحليم شبانه 13 سنة وعبدالله 10 سنوات وزينب 5 سنوات أما زينب فلها من الأولاد عبد الحليم 30 سنة وعبدالله 28 سنة ونور 19 سنة. يقول محمد شبانه إننا اليوم في ذكري رحيل حليم سوف نتوجه في العاشرة صباحا إلي مقبرة حليم نقرأ الفاتحة علي روحه وندعو له ونظل عند قبره حتي الثانية ظهرا ونعود بعدها إلي البيت نفتح شقة حليم الخاصة به في شارع حسن صبري بالزمالك من الثانية والنصف بعد الظهر وحتي منتصف الليل لكل من يريد زيارتها ويسترجع معنا الذكريات حوله والاستماع لصوته من خلال تسجيلات نادرة تضم أغانيه المتنوعة. يضيف محمد شبانه أن أمامه ثلاثة مشروعات لحفظ تراث حليم ورعاية المواهب العاشقة لصوته. الأول: عمل موقع "ديب سايت" علي النت يكون لائقا بمكانته ويتضمن مقتنياته من مذكرات وبيانات وصور نادرة وكل أغانيه المسجلة والمصورة وأفلامه وأحاديثه لمن يريد مشاهدتها وبروفات حفلاته. "المشروع الثاني": برنامج "كأس العندليب" للغناء العربي وهذا البرنامج سوف يتبني المواهب التي تنتمي أصواتها لصوت حليم وهي مدرسة الإحساس إذا لايكفي أن تغني الموهبة صوت حليم أو أغنية له فقط ولكن كيف يكون الصوت ذو إحساس عال سواء كان رجالياً أو نسائياً وهذا البرنامج وفكرته سجلتها في جمعية الملكية الفكرية بدولة الإمارات والأصوات الفائزة سوف يمنحها ملفا ماليا كبيرا وسيارة فاخرة ونتبني صوت لدي شركات الإنتاج. "المشروع الثالث" متحف حليم المتنقل وسوف ندعو شركات الدعاية للمشاركة في تأسيسه وسوف يكون متحفا متنقلا يجوب البلدان العربية وأماكن تجمع الجاليات العربية ولن يكون المتحف مجرد مجموعة فاترينات جامدة تحتوي صوراً أو أشياء من حاجيات حليم الخاصة ويوضح محمد شبانه أن كثيرين يتصورون أن بيت حليم هو ذلك المكان القريب من ميدان لبنان وهذا غير صحيح فهذا المكان كان أرضاً مملوكة للفنانة ليلي حمادة ثم باعتها لشخص عشق قصيدة "قارئة الفنجان" التي كانت منتشرة في هذه الأيام ولهذا فقد بني مقهي علي هيئة فنجان وشغل فيها أغنية قارئة الفنجان ولم ينف أحد أن هذه لم تكن فيلا حليم ودعم البعض مقولة أنه كان يجري فيها بروفات أغانيه وهذا غير صحيح بالمرة. كنا نفي محمد شبانه أن يكون بيت الزقازيق هو بيته بل كان بيت خاله الذي عاش فيه بعد أن انتقل إلي الزقازيق حيث ماتت أم حليم بعد مولده بسنة ثم موت والده بعد وفاة أمه بستة أشهر أما حليم فقد انتقل مع شقيقه إسماعيل ومحمد إلي القاهرة حيث كان إسماعيل قد تخرج في معهد الموسيقي وعمل به معيدا. ويقول محمد شبانه إنه حاليا يتبني الموهبة الجديدة "محمود راتب" وهو مطرب وملحن موهوب وينتمي لأسرة حليم وسوف يقدمه قريبا في أغنية سنجل يليها ألبوم كامل وهو يمتلك صوتا حساسا وقوياً.