تعيش مصر واحدة من أسوأ فترات تاريخها .. فأيدي الجميع أصبحت ملطخة بالدماء والعنف أصبح اللغة الرسمية للبلاد .. والكل مذنبون .. بل مجرمون في حق الوطن الذي خرج الملايين من أبنائه ينادون بسقوط نظام الفساد والاستبداد ليصلوا إلي ما هو أكثر وأعمق خطراً. يطالبون بالعيش ليجدوا الجوع والفقر يحلمون بالحرية فتكويهم نيران العبودية والذل وما تمسكوا بمصريتهم وبساطتهم وسماحة دينهم ووسطيتهم فتاهوا بين التشدد والانحلال. بين بيع عقولهم لمن يسيطر عليها زوراً وبهتاناً بكلام لا تقبله الجاهلية علي غرار والدتي كانت تشرب بول أبي أو احتلال يهدر القيم والأخلاق المصرية الحميدة وضاعت العدالة الاجتماعية بين أطماع الفاسدين فلا حافظ الفقراء علي فقرهم الذي أصبح أشد وأخطر ولا أستمتع الأغنياء بأموالهم التي ضاعت في غياب الأمن وتوقف العمل والانتاج وارتفاع معدل السرقات والسلب والنهب. أما الكرامة الإنسانية فلم يشعر بها المصريون إلا أياماً معدودات لتعود ريمة إلي عادتها القديمة..العنف في المقطم وحول محيط مكتب إرشاد جماعة الاخوان المسلمين ليس إلا حلقة جديدة من سلسلة طويلة يبدو أنها لن تنتهي في وقت قريب بعدما أقسم كل طرف علي فرض أجندته علي الجميع ولو بالقوة ولا عزاء لدولة الدستور والقانون الشعب لن يسمح مرة ثانية بانتاج القمع والفقر والتبعية تحت مسمي جديد. والرئيس فقط من يملك مفتاح الحل وإنهاء تلك الأزمة بداية من ضرورة احترام دولة الدستور والقانون ومنح المناصب والمواقع إلي الكفاءات وأهل الخبرة وليس أهل الحظوة والثقة كما كان يفعل نظام مبارك وتشكيل حكومة انقاذ وطني تشمل كل أطياف المجتمع بعدما أصبحت مطلباً وطنياً نادي به الإسلاميون وجبهة الانقاذ وشباب الثورة نتيجة فشل حكومة قنديل علي أن يمثل فيها الشباب وفقاً لقدراتهم واحترام آليات الديمقراطية ليس فقط لحين القفز علي السلطة ثم التنصل منها ولكن بما يحقق تداولاً سلمياً للسلطة وتعديل المواد الخلافية في الدستور بما لا يمس مواد الشريعة ووضع قانون جديد للانتخابات يضمن نزاهة العملية الانتخابية من بدايتها لنهايتها وتكون تحت اشراف قضائي كامل.