"سوريا ربما تصبح أسوأ من الصومال.. ما لم يتم التوصل إلي حل سلمي لأزمتها"!! هذه العبارة قيلت علي لسان الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي والدولي في سوريا عقب لقائه مع وزراء خارجية الاتحاد الأوربي في بروكسل الاثنين الماضي واصفاً الوضع السوري حالياً.. يوميات الأحداث في سوريا تشير إلي أن جرس الإنذار الذي أطلقه الإبراهيمي في بروكسل ليس من قبيل التشاؤم أو المبالغة.. فالتقارير الإعلامية الغربية وأيضاً المخابراتية تشير إلي وجود 65 ألف مقاتل سني من 29 دولة إسلامية مسلحين بأسلحة حديثة من كرواتيا وليبيا بتمويل من بعض دول الخليج.. الأمر الذي يسير بالأوضاع في سوريا إلي حرب أهلية تحمل في طياتها ثقافة التطهير العرقي والمذهبي والطائفي في بلد يعيش فيه حوالي 17 طائفة عرقية ومذهبية وطائفية.. حيث تشير التقارير والمعلومات إلي أن الهتاف الأكثر شيوعاً في سوريا خاصة تلك الخاضعة لسيطرة بعض قوي المعارضة "المسيحي إلي التابوت" والشيعي والعلوي إلي بيروت!!! ويؤكد هذا المنحي الذي تتجه إليه سوريا أنه رغم تراجع المعارضة السورية عن إعلان حكومة انفصالية علي ما أطلقت عليه الأراضي المحررة من خلال مؤتمر كان مقرراً له الانعقاد في اسطنبول بداية الأسبوع الحالي إلا أن ذلك لم يثن مجموعات إسلامية مقاتلة عن تشكيل ما يسمي "الهيئة الشرعية للمنطقة الشرقية من سوريا" لكي تتولي إدارة شئون المناطق التي تسيطر عليها هذه الجماعات. ومن بين هذه المجموعات "جبهة النصرة" التي أدرجتها الولاياتالمتحدة مؤخراً علي قائمة الإرهاب لارتباطها بتنظيم القاعدة. ورغم خطورة الوضع في سوريا من حيث تهديد البنيان الاجتماعي والوطني. إلا أن ذلك يدأ يمتد إلي خارج سوريا لما يعرف بمنطقة الهلال الخصيب. حيث قام مؤخراً بتنظيم دولة العراق الإسلامية بتوزيع منشورات في ديالي تدعو لقتل الشيعة وعناصرهم في الشرطة والجيش العراقي.. وقيام السنة في بلدة عرسال اللبنانية الحدودية بتهريب السلاح إلي المناطق الحدودية السورية لضرب الشيعة هناك!! ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد. كشفت وسائل الإعلام الأمريكية عن أن الرئيس أوباما خلال زيارته القادمة لإسرائيل الأسبوع القادم.. سيشدد علي الالتزام الصلب للولايات المتحدة تجاه إسرائيل. خاصة أن الشرق الأوسط يتحول إلي منطقة قاسية جداً بالنسبة لإسرائيل وفقاً لأوباما في ظل تحديات صعبة من قبل مصر وسوريا وإيران. وبالتالي علي الولاياتالمتحدة أن تقف بحزم إلي جانب إسرائيل... ولا تعليق.