أزمة جديدة يعاني منها التلاميذ بمراحل التعليم المختلفة بسبب تقديم موعد امتحانات نهاية العام الدراسي الحالي مما يهدد بصعوبة إجراء المراجعات النهائية واتمام شرح المناهج الدراسية ويُحمل المىدرسين عبء الانتهاء السريع من المقررات مما دفع وزارة التربية والتعليم لإرسال تعليماتها لكافة المديريات التعليمية بالقاهرة والمحافظات للتأكيد علي مراعاة الظروف الصعبة التي عاني منها التلاميذ طوال العام الدراسي ووضع الامتحانات واقتصارها علي الموضوعات التي تم تدريسها بالفعل وأن يكون نموذج الإجابة مرناًً ويتحمل كافة الإجابات. أكد المدرسون أن هذه الإجراءات غير كافية ولا تغني بشكل موضوعي عن ضيق الوقت والضغط الذي يتعرض له التلاميذ بسبب عدم وجود فترة كافية لمراجعة المناهج في الفصل مما يجعلهم يلجأون للدروس الخصوصية كحل بديل يعينهم علي تدارك ما فاتهم من مادة علمية وممارسة الحل علي مزيد من الأسئلة علي الدروس المقررة عليهم. قالت عايدة شفيق مدرسة لغة عربية إنه من المعتاد أن ينتهي المقرر الدراسي الخاص بالفصل الدراسي الثاني مع نهاية شهر أبريل وتخصيص أسبوع من مايو للمراجعات العامة إلا أن تقديم موعد امتحانات نهاية العام وبدء الامتحانات العملي والشفوي منها بنهاية أبريل المقبل أدي لأزمة فعلية تضطر المدرسين إلي اللجوء إلي وسائل مختلفة لتحقيق الفائدة الأكبر للطالب ومنها عدم شرح الجزئيات التي تحتوي علي الحشو واستغلال حصص النشاط المدرسي لتدريس المواد الأساسية. أضافت أيفيت باخوم مدرسة علوم بالتعليم الأساسي أن هناك بعض الجزئيات في مقرر العلوم للصف الثالث الإعدادي لا تضيف شيئاً للتلميذ ولا تأتي غالباً في الامتحانات مثل الجزئية الخاصة "بمراحل نمو الجنين" لذا فمن الأفضل أن يتم استبعادها من المنهج لمصلحة التلاميذ حتي يتمكنوا من التركيز علي مضمون المادة العلمية المقررة عليهم. المشكلة يري توفيق فهمي مدرس رياضيات أن الفترة المخصصة لتدريس منهج الفصل الدراسي الثاني كافية ولن تكون هناك مشكلة في تدريس مضمون المنهج نفسه وإنما المشكلة في حل التمارين علي الدروس والتي يجب أن تكون كافية حتي تصل الفكرة للطالب لذا فإننا نتبع وسيلة أخري بديلة وهي المراجعات الدورية عقب انتهاء كل درس مباشرة وعدم الانتظار لنهاية الفصل الدراسي الثاني. أكد الرأي عبدالله رسلان مدرس رياضيات لمرحلة التعليم الأساسي الذي يري أن المشكلة ليست في شرح المنهج في حد ذاته وإنما في إجراء المراجعات اللازمة والتدريبات وتوصيل المعلومة بالشكل المطلوب للتلميذ كما أنه يوجد بعض الجزئيات في المناهج يتطلب فهمها وجود نقاش وحوار متبادل بين الطالب والمدرس وهذا لن يكون ممكناً في ظل ظروف الضغط الذي يعاني منه التلاميذ والمدرسون علي حد سواء مؤكداً أن الأوضاع العامة التي يعاني منها المجتمع تؤثر بشكل سلبي ومباشر علي التلاميذ ودرجة استيعابهم وحضورهم للمدرسة وبالتالي تفويت بعض الدروس عليهم وهذا أمر لا يمكن تداركه بسهولة. أوضحت صفاء عبدالعاطي مدرسة دراسات اجتماعية إن المشكلة لا تكمن في إنهاء المناهج فقط وإنما انهائها مع وجود تحصيل فعلي للمعلومة خاصة أن مادة الدراسات الاجتماعية لها طبيعة خاصة تتمثل في كونها مادة تثري الثقافة العامة للطالب وليست فقط معلومات يقوم بسكبها في ورقة الإجابة في امتحان نهاية العام وهنا يكمن دور المعلم وصعوبة تحقيق توافق بين الدور الإثرائي للطالب ودوره في تأهيله للامتحان بشكل لائق. أشار محمد السيد مدرس لغة إنجليزية إلي أن المناهج موزعة علي أساس موعد الامتحانات المقرر مسبقاً ولذا فإن الأزمة الفعلية تتمثل في وجود ضغط للمناهج وفق الخطة الزمنية التي وضعتها الوزارة للمناهج فمثلاً منهج اللغة الإنجليزية للشهادة الإعدادية يتضمن 12 وحدة تحتوي كل منها علي قواعد وكلمات جديدة يجب إجراء تمارين عليها بشكل متكامل وضيق الوقت لن يسمح بذلك مما يضطرنا للتركيز علي الشرح فقط وإعطاء التمارين وفق الوقت المتاح فقط. تكَيُف أضاف رزق النواوي مدرس لغة إنجليزية للمرحلة الثانوية أن الوسيلة الوحيدة التي يمكن بها إنهاء المناهج في هذه الفترة القصيرة هي التواؤم مع المعطيات الحالية وذلك من خلال إجراء مراجعات أسبوعية مع السير في الشرح للدروس الجديدة وفق الخطة الزمنية المحددة من وزارة التربية والتعليم وان كانت هذه الوسيلة لا تحقق الفائدة المرجوة للطالب إلا أنها تؤدي الغرض الأساسي وهو إنهاء المنهج المقرر وهو الأمر الذي يدفع الطلاب للدروس الخصوصية لتعويض عدم وجود تدريبات داخل الفصل وهو أمر لا مفر منه. قالت سحر سعد مديرة مدرسة العزة للتعليم الأساسي إنه يتم تحقيق توافق بين مدرسي المواد الأساسية ومدرسي النشاط للوصول لأكبر استفادة ممكنة للطالب بأخذ بعض حصص النشاط لتدريس مواد أساسية للتغلب علي مشكلة ضيق الوقت وهو نوع من التكامل يحدث غالباً في حالة غياب مدرس النشاط بدلاً من أخذها احتياطي فقط مركزين علي جانب جذب التلاميذ للحضور اليومي بالأسلوب الشيق في التدريس والتدريبات. قال زغلول بطرس مدرس مجال صناعي إن مشكلة ضيق الوقت لا تنطبق علي مواد الأنشطة لأن المادة التي تحتويها ليست كبيرة مقارنة بالمواد العلمية مما يجعل الفرصة أمامهم متاحة للانتهاء من المقررات قبل الوقت المحدد لها حيث تخصص حصتين أسبوعياً علماً بأن المنهج يتضمن 4 دروس كل شهر وبالتالي فإن مواد الأنشطة لا تعاني من هذه المشكلة. التلاميذ من جانبهم أكد التلاميذ علي تخوفهم من عدم الانتهاء من المناهج في الفترة القصيرة المتبقية والتي لن تسمح لهم بالفهم الجيد للشرح داخل الفصول. قال التلاميذ محمد علاء وإسلام أشرف ومحمود جلال بالشهادة الإعدادية إنهم يعالجون مشكلة عدم التحصيل وعدم وجود تدريبات داخل المدرسة عن طريق الدروس الخصوصية خاصة مع ضيق وقت الحصة وقلة الفترة المتبقية علي امتحانات نهاية العام الدراسي. أضاف عبدالله هشام ومحمد أنور وأحمد عطية ومصطفي علام انهم في كل الأحوال يحصلون علي دروس خصوصية ولكن الحاجة لها الآن ماسة بسبب ضيق الوقت المخصص للفصل الدراسي الثاني والذي يمنعهم من إجراء المراجعات وحل التمارين بشكل كاف مع تخوفهم من الظروف العامة التي تؤثر كثيراً علي حضورهم للمدرسة بشكل يومي.