تحتفل مصر والقوات المسلحة اليوم بذكري يوم الشهيد والذي يوافق ذكري استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق في ميدان المعركة ووسط جنوده في 9 مارس عام 1969 مخلفاً وراءه رمزاً ومثلاً وقدوة في الفداء والشجاعة والبطولة لتؤكد عراقة العسكرية المصرية وأصولها وتقاليدها الراسخة في حب هذا الوطن والاستعداد الدائم للتضحية دفاعاً عنه وعن سيادته وأرضه وكرامته وأخذاً بثأر لهزيمة عابرة في غفلة من الزمان. الفريق عبدالمنعم رياض الذي أصبح رمزاً مصرياً في حب الوطن والتفاني من أجله.. واهداء الروح حتي يستعيد كرامته وعزيمته تأتي ذكراه في وقت تمر به بلحظات دقيقة تحتاج للخروج منها إلي روح وشجاعة وبطولة الفريق رياض والذي عمل مع رجال القوات المسلحة في انكار للذات وتفان وإخلاص. مصر في حاجة إلي ابنائها المخلصين.. في اشتياق إلي وحدتهم وتلاحمهم وعودتهم صفاً واحداً متلاحماً حتي تعود مصر القوية الفتية التي يضرب بها العالم المثل في الاصالة والعراقة والنهضة فروح الفريق رياض هي التي جاءت بنصر عظيم مثل أكتوبر .73 المشير أحمد بدوي القائد العام الأسبق وزير الدفاع الاسبق أيضاً الذي استشهد خلال شهر مارس وتحديداً في الثالث منه عام 1981 خلال أداء الواجب الوطني في حادث طائرة كان متواجداً بها في مهمة عمل بالمنطقة الغربية العسكرية.. ليكون أيضاً بطلاً مهماً لجميع المصريين في التضحية والإخلاص لهذا الوطن الذي يحتاج الوحدة والتلاحم بدلاً من التشرذم والفرقة والانقسام وان يرفع الجميع شعار "مصر فوق الجميع". الفريق عبدالمنعم .. الجنرال الذهبي رئيس أركان حرب القوات المسلحة الذي استشهد في ميدان المعركة أنا لست أقل من أي جندي يدافع عن الجبهة ولابد ان أكون معهم في كل لحظة من لحظات البطولة إذا تواجدنا كقادة هنا بالقاهرة. فالهزيمة لنا محققة ان مكان القادة الصحيح وسط جنودهم في مقدمة الصفوف الأمامية. فالقادة العسكريون يمتازون بالعلم والتجربة والعزيمة والثقة والقائد الذي يقود هو الذي يملك المقدرة علي اصدار القرار. ولن نستطيع ان نحفظ شرف هذا البلد بغير معركة. عندما أقول شرف البلد فلا أعني التجريد وإنما أعني شرف كل فرد شرف كل رجل وامرأة.. هكذا تحدث الجنرال الذهبي الفريق عبدالمنعم رياض عن رؤيته العسكرية في أعقاب هزيمة 1967 وهي المرحلة التي عهد إليه - كرئيس لأركان حرب القوات المسلحة مع وزير الحربية الفريق محمد فوزي إعادة بناء القوات المسلحة واسترداد ما خسرته مصر في نكسة يونيو. ومن أشهر أقواله "لقد حقق أجدادنا أعظم البطولات وخلفوا لنا تراثاً عظيماً يجب ان نصونه ومستقبلاً يجب علينا أن نطوره ولن يكون ذلك إلا بهمة الرجال الأقوياء. والناس يولدون فتصنعهم ظروفهم وبيئاتهم ولابد من ان نصنع نحن في الجيش الرجال الأقوياء". ولو اكتفينا بمشهد الختام في حياة الجنرال الذهبي عبدالمنعم رياض يوم 9 مارس 1969 والذي صار "يوماً للشهيد" فإننا نتوقف أمام دقائقه الأخيرة الفاصلة بين الحياة والموت في سبيل وطن قدس كل ذرة في ثراه يقول الرائد سمير نوح "أحد أبطال المجموعة 39 قتال" عن قصة استشهاد الفريق ان موقع لسان التمساح كان دائماً ما يوجه قذائف صاروخية وهاون ومدفعية علي مدينة الاسماعيلية وكانت تخلف الكثير من الخسائر. يضيف: لاحظ العدو من مظهر دخول الفريق عبدالمنعم رياض إلي نادي الشاطيء بالاسماعيلية ومن السيارات المصاحبة له ان هناك شخصية مهمة ستكون في النادي وبكل الغدر اطلقوا قذائف الهاون والصواريخ المدفعية واستشهد الفريق بين جنوده لكن جنوده لم يخذلوه وثأروا له حيث صدرت التعليمات إلي المقدم إبراهيم الرفاعي "آنذاك" للتعامل مع النقطة والثأر لمقتل الجنرال واختار الرفاعي عدداً من الضباط لاستطلاع الموقع وفي يوم 19 ابريل 1969 وكانت تلك ليلة الأربعين من استشهاد الفريق رياض غادر الرفاعي توجه وأفراد مجموعته إلي الاسماعيلية للقيام بالعملية وحينما حل الظلام طلب من المدفعية قذف موقع العدو والمواقع المجاورة بالضفة الشرقية كساتر وكان تراشق المدفعية في هذا الوقت شيئاً عادياً. ويشير إلي انه كان من الطبيعي أثناء قذف المدفعية ان يختبيء أفراد العدو داخل المخابيء وكنا نهدف لذلك وعبرت المجموعة تحت ساتر القذف في اتجاه موقع لسان التمساح وطلب الرفاعي عند وصول الزوارق بإيقاف ضرب المدفعية علي الموقع واتجهت كل المجموعة وقائدها إلي الدشم المكلف بتدميرها وبدأ أفرادها يلقون القنابل اليدوية من فتحات التهوية بالدشم وقطع أسلاك التليفونات وحرق عربات العدو واسقاط العلم الاسرائيلي وتدمير الموقع بالكامل وقتل 44 جندياً إسرائيلياً وذلك رداً علي استشهاد الفريق. المشير أحمد بدوي .. وزير الدفاع الذي ظل يعمل لمصر حتي آخر لحظة في حياته المشير أحمد بدوي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة في الفترة ما بين عامي 1980 و1981 أحد أبطال القوات المسلحة ضرب أروع أمثلة الشجاعة والفداء من أجل الوطن خلال حياته العسكرية واستشهد في 3 مارس .1981 الثغرة عندما قامت القوات الإسرائيلية بعملية الثغرة علي المحور الأوسط اندفع بقواته إلي عمق سيناء لخلخلة جيش العدو واكتسب أرضاً جديدة من بينها مواقع قيادة العدو في منطقة "عيون موسي" جنوبسيناء ولما حاصرته القوات الاسرائيلية استطاع الصمود مع رجاله شرق القناة في مواجهة السويس وتدبير وسائل الاعاشة لهم من البيئة المحلية ومن الرصيد المتبقي معه وذلك بحسن الاستخدام والاستهلاك وبما يحفظ الروح المعنوية عالية علي الرغم من المحاصرة القاسية للعدو وانقطاع الامدادات ووسائل الاعاشة عن قواته وقد كان موقفه هذا مثار إعجاب الخبراء العسكريين العالميين وبرز اسمه كبطل من أبطال الصمود وفي 13 ديسمبر 1973 رقي إلي رتبة اللواء وعين قائداً للجيش الثالث الميداني. في 3 مارس سنة 1981 لقي الفريق أحمد بدوي هو وثلاثة عشر من كبار قادة القوات المسلحة مصرعهم في حادث أحاط به الغموض عندما سقطت بهم طائرة عسكرية في منطقة سيوة بالمنطقة العسكرية الغربية بمحافظة مطروح وهم اللواء صلاح قاسم رئيس أركان المنطقة العسكرية الغربية. اللواء علي فايق صبور قائد المنطقة الغربية. اللواء جلال سري رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. اللواء أحمد فؤاد مدير إدارة الاشارة. اللواء عطية منصور رئيس هيئة الإمداد والتموين. اللواء محمد حشمت جادو رئيس هيئة التدريب. اللواء محمد أحمد المغربي نائب رئيس هيئة التنظيم والإدارة. اللواء فوزي الدسوقي مدير إدارة الاشغال العسكرية. اللواء محمد حسن مدير إدارة المياه. عميد أركان حرب محمد اسعدي عمار مدير هيئة عمليات القوات المسلحة. عميد أركان حرب محمد أحمد وهبي من هيئة العمليات بوزارة الدفاع. عقيد مازن مشرف من هيئة العمليات. عقيد أركان حرب ماجد مندور من هيئة العمليات وفي نفس اليوم اصدر الرئيس أنور السادات قراراً بترقية الفريق أحمد بدوي إلي رتبة المشير وترقية رفاقه الذين استشهدوا معه إلي الرتب الأعلي.