لا يمر يوم إلا ونسمع عن اعتداء علي محطات الكهرباء بالأسلحة والمولوتوف وحصارها. حدث ذلك في محطة أبو قير فتوفي واحد وجرح أربعة وتدخل الجيش لفض الحصار. ثم تكرر المشهد في محطات أبو قير والعين السخنة وبنهاوالجيزة والمحطات المائية وأخيراً الهجوم المسلح علي محطة كهرباء الشيخ زويد بشمال سيناء وخطف اثنين من العاملين ومحطة الطور والاستيلاء علي 2 طن كابلات. المعتصمون حول المحطات يطالبون بالتعيين مؤكدين أن الحكومة تراجعت عن وعودها والمسئولون يؤكدون أن الباب مفتوح أمام الشباب طبقاً لحاجة العمل وبالتأكيد فإن حصار المحطات سندفع ثمنه جميعاً. يقول بدران خليل: أحد المعتصمين أمام محطة العين السخنة: نحن أولي بالتعيين من أي شخص آخر لأننا قمنا ببناء المحطة طوال الشهور الماضية. وتم التعيين لمن هم خارج المحافظة بالكامل. وعود المسئولين لنا أصبحت حبراً علي ورق. ويري شريف محمد أحد العاملين بشركة المحطات المائية بأسوان أن الأهالي تضرروا من تعيين آخرين لذا تم محاصرة الشركة من أكثر من 100 شاب من الذين تقدموا لشغل الوظائف المعلن عنها ولم يتم تعليق كشوف الناجحين كما هو متبع. وهو ما أدي إلي غضب باقي الشباب واحتجاز رئيس الشركة داخل المقر خاصة أن الامتحان شمل محافظات أسوان والأقصر وقنا وسوهاج وقد تم ايقاف اعلان النتيجة من قبل المهندس جابر الدسوقي رئيس الشركة القابضة لحين بحث الأمر ومراجعته. المهندس جابر الدسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر يعلق قائلاً: أدت المطالبات بالتعيين من العمال القائمين بالانشاءات في محطات العين السخنة. وأبو قير وبنها وشمال الجيزة إلي تعطل العمل خمس أيام مما أخر استلام تلك المحطات وعرض الشبكة القومية للانهيار وإذا تكرر فهو ينذر بكارثة الصيف القادم فنحن نعمل علي إضافة 2800 ميجاوات للشبكة القومية. والتأخير يعني اهدار استثمارات تصل إلي 24 مليار جنيه موضحاً أنه تم الاتصال بكل الجهات الأمنية. وممثلي المناطق المحيطة بالمحطات وشركات الكهرباء لتسوية الأمر. والحفاظ علي تلك المشاريع الهامة. معايير التعيين ثابتة ويكشف المهندس أحمد صوان رئيس شركة وسط الدلتا لإنتاج الكهرباء حجم المأساة بقوله: كان المفروض أن يتم افتتاح محطة بنها أول يونيو القادم بقدرة 750 ميجاوات واستثمارات بلغت 4 مليارات جنيه.. لكن محاصرة الموقع ووضع الأقفال. والجنازير علي البوابات لمدة أربعة أيام أدي إلي تأخر تسليم الموقع. وهروب الخبراء الأجانب. ووضع شروط تأمينية مغالي فيها في العقود التالية وبلا شك كل سيدفع ثمنه المواطن المصري سواء العامل في الشركة أو المسئول أو المشترك الذي يحتاج لمزيد من الطاقة والاستقرار في الشبكة دون انقطاعات كما حدث الصيف الماضي. يضيف الصوان الواقع الفعلي أن محطة بنها لم يتم التعيين بها أصلاً لكن بدأ الأمر بتكوين هيكل وظيفي يبدأ بالكبار مدير للمشروع بخبرة لا تقل عن 30 سنة بمسابقة لمديري العموم. ومجموعة من المهندسين من داخل الشركة. وحملة الدبلوم.. لكن من شهر تم تعيين 30 مهندساً اخترناهم من 3000 مهندس بمعايير محددة ولجنة مختصة من هندسة المنصورة اختارت 500 حاصلين علي تقديرات مميزة ومن بينهم تم اختيار من حصل علي أعلي التقديرات في الامتحانات داخل اللجنة. ومن هم أقرب في السكن للمحطة من غيرهم. ويضيف أمام اتهام الشركة بأنها تقوم بتعيين شباب الحرية والعدالة فهو أمر غير صحيح. والدليل أننا فتحنا الباب أمام جميع القوي السياسية ومنها الحرية والعدالة لمراجعة المسابقة. والكشوف التي تؤكد تلك المعايير ومن ممثلي الأهالي من مركز كفر شكر. وبنها. وطوخ ومايتبعها من 50 قرية إلا أن الأهالي رفضوا هؤلاء الممثلين واعتبروا أنهم الأولي بالتعيين. واغلقوا البوابات. ولم يفض الحصار إلا بعد تدخل رئيس الجمهورية. مأساة مغالاة التعويضات من جهة أخري نتعرض لمشاكل أخري لنقل الكهرباء التي تدخل الشبكة سواء عن طريق الأبراج التي تنقل لشركات التوزيع أو توصيل الغاز للمحطة من خلال مواسير تمتد في أراضي الغير لأن التعويضات بعد الثورة زادت للملايين وكل هذا يثقل كاهل قطاع الكهرباء. ويهدر التنمية وزيادة الضخ للمزيد في الكهرباء في دفع التعويضات للأهالي الذين أصبحوا يتفننون في عرقلة المشاريع. أبو قير وتفعيل القوانين المهندس محمود النقيب رئيس شركة شرق الدلتا لانتاج الكهرباء: للأسف استمرار الحصار كل عدة شهور لمحطة كهرباء أبو قير يعني إهدار 15 مليار جنيه من الاستثمارات. وحرمان المشتركين من ضخ 2300 ميجاوات أمبير للصيف القادم ولم يعد الحوار يجدي. والمطلوب التوعية من خلال وسائل الإعلام المختلفة وتفعيل القوانين التي تحمي المنشآت الحيوية في الدولة.