تجددت المواجهات الأمنية في بورسعيد بعد عصر أمس وأسفرت عن إصابة 72 مواطنا باختناقات الغاز المسيل للدموع وكذا إصابة مواطن يدعي عبدالحليم مهنا برصاص حي وتم نقله إلي مستشفي الإسماعيلية الجامعي لخطورة حالته. وتواصلت أمس ولليوم الثاني علي التوالي. حدة الاحتقان بين أهالي بورسعيد. والشرطة.. خاصة بعد ارتفاع نسبة الضحايا في الأحداث أمس الأول والتي أسفرت عن مصر شابين من أعضاء الألتراس المصري هما "عبدالرحمن العربي - 16 سنة". و"السيد علي السيد - 22 سنة". وإصابة أكثر من 050 آخرين. إثر المواجهات التي شهدتها المحافظة بمحيط مديرية الأمن التي تبعد خطوات عن ميدان المسلة بسبب قيام مصلحة السجون ووزارة الداخلية بالتنسيق مع الجيش في نقل وترحيل "61" متهما في قضية مذبحة الاستاد من محبسهم بسجن بورسعيد العمومي إلي سجن وادي النطرون. بشكل مفاجئ ودون علم مأمور وضباط السجن ولا حتي القيادات الأمنية بالمحافظة. والتي أعربت عن استيائها من التصرف. أدي ذلك إلي اندلاع المواجهات بين أهالي المدينة وبين رجال الشرطة حتي الساعات الأولي من صباح الاثنين.. والتي تم خلالها التراشق بالحجارة بين المتظاهرين الغاضبين وبين قوات الأمن المركزي. والتي استخدمت القنابل المسيلة للدموع لتفرقة آلاف المتظاهرين دون جدوي. وفي الثامنة والنصف مساء أمس الأول.. استغل مجموعة من البلطجية المأجورين. احتدام المواجهات المستمرة طوال النهار بين الشرطة والمواطنين.. وكذا الظلام الدامس الذي خيم علي منطقة المواجهات بميدان المسلة وحضروا - كما قال شهود العيان - علي "4" موتسيكلات أتت مسرعة من شارع عرابي خلف ميدان المسلة. ليدخلوا الميدان من أكثر من اتجاه. وبعدها سمع المتظاهرين وجميع المواطنين بأرجاء المكان صوت طلقات النار علي قوات الأمن المركزي بالميدان من أكثر من اتجاه.. ليصاب علي أثر ذلك العقيد أركان حرب شريف العرايشي مسئول قوات الجيش الثاني المكلفة بتأمين بورسعيد. بطلق ناري بالفخذ. أثناء وقوفه وجنوده وضباطه في وسط الميدان كساتر أمني حائل بين المتظاهرون الغاضبين من جهة وبين جنود الأمن المركزي المرابطة علي حدود مديرية الأمن من جهة أخري.. ويتم نقله إلي المستشفي العسكري بالمحافظة. ثم إلي مستشفي حلمية الزيتون العسكري بالقاهرة بعدما تبين اختراق رصاصة البلطجية المندسين لعظام الفخذ. وذلك بعد قيام اللواء أحمد وصفي قائد الجيش بزيارة عاجلة له بالمستشفي للاطمئنان عليه حيث أمر بنقله بسرعة للعلاج بالقاهرة. كما أسفرت رصاصات المندسين والذين - كالمعتاد - ارتكبوا فعلتهم النكراء وسرعان ما اختفوا وسط الزحام. عن إصابة "5" مجندين بالأمن المركزي استشهد منهم اثنان هما "إبراهيم عبدالعظيم مصطفي - 21 سنة - بطلق ناري في الرأس". "علاء محمد الشوادفي - 21 سنة - بطلق ناري في الصدر". بينما تم نقل "3" مصابين من جنود الأمن إلي مستشفي دمياط التخصصي هم: "محمود خليل عثمان - 21 سنة - طلق ناري بالفخذ". "رضا محمود نعمان - 21 سنة - طلق خرطوش بأسفل العين". "محمد شعبان سعد - 21 سنة - بطلق خرطوش في الظهر". وعلي ذلك الهجوم الخاطف للمندسين المسلحين. أخذ ضباط وجنود الجيش الثاني في التعامل مع الاتجاه القادم منه طلقات المندسين.. مما ظن معه بعض أهالي المحافظة المتظاهرين أن رجال الجيش يطلقون النار علي قوات الأمن المركزي. علي عكس الحقيقية.. ولكن الظلام الدامس ساعد في هروب المندسين المجهولين علي دراجاتهم البخارية. أعلنت جمعية مستثمري بورسعيد. تضامنها التام مع أهالي المدينة والسماح بخروج عمالها أمس "الاثنين" في الثانية والنصف ظهرا لمؤازرة شباب ألتراس جرين إيجلز. بعد عملهم نصف يوم فقط.. للتعبير عن الغضب الشعبي في المدينة. وشهدت المديرية جلسة عتاب ساخن. بين عدد من ضباط الأمن المركزي والمباحث الجنائية وبين عدد كبير من أهالي المدينة الذين وجهوا لهم اللوم علي مواجهتهم لأهالي المحافظة. وقيامهم بإلقاء القبض علي "5" مواطنين بتهمة الشغب ومقاومة السلطات من بينهم طفل يدعي "ياسر أبوالحمد - 13 سنة".. وطالب الأهالي من الضباط بإخلاء سبيلهم إلا أن أحد ضباط الجيش تدخل وأقر أنه لابد من عرض الأمر علي النيابة لأنها الجهة الوحيدة صاحبة الحق في إخلاء السبيل.. وذلك وسط غضب جماهيري متزايد ومتصاعد من جراء تلك الممارسات. وسط الآلاف من أسر القتلي شيعت بورسعيد جنازة الشهيدين عبدالرحمن السيد العربي 17 سنة طالب الصف الثاني الثانوي والسيد علي السيد 20 سنة طالب جامعي بعد الصلاة عليهما من مسجد مريم القبطية وشارك فيها اللواء عادل الغضبان قائد قوات تأمين بورسعيد وعدد من جنود الشرطة العسكرية الذين حضروا لتأمين الجنازة ومنع تكرار ما حدث من اندساس عناصر خارجة بين المشيعين وإطلاق نيران كما حدث من قبل في جنازة شهداء سجن بورسعيد وقد التف الأهالي حول رجال الجيش قبل تشييع الجنازة وطالبوهم بمساعدتهم في القصاص من رجال الشرطة الذين تسببوا في مقتل الطالبين وردد الأهالي شعارات تندد بالداخلية وطالبوا بالقصاص للشهداء وقالوا "وحياة دمك يا شهيد لا نجيب حقك يا حبيب". "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله" و"يا نجيب حقهم يا نموت زيهم" حتي تم وداعهما إلي مثواهما الأخير بمقابر بورسعيد.