شيده تاجر من أهل البر والثراء. وتتابعت تجديداته وعماراته علي أيدي الطيبين والسلاطين والأمراء. من بينهم واحدة من النساء. وتعددت الروايات بأنه موضع يستجاب فيه الدعاء أول من بني المسجد تاجر يدعي أبوزيد المصري سنة 640ه أي بعد وفاة الإمام الليثي ب465عاما وتوالت عليه أعمال التجديد والعمارة علي مدار العصور "794 سنة" حتي العام الحالي 1434ه - 2013م. توفي الإمام الليث بن سعد سنة 175ه 7910م "قبل الإمام مالك بن أنس بأربع سنوات" ودفن في مقابر الصدف. وطبقا لما أورده ابن الزيات في كتابه الكواكب السيارة. فإن قبر الليث كان علي هيئة مصطبة. وبني عليه المشهد سنة 640ه وهو مكان طيب يستجاب فيه الدعاء وبالمشهد أيضا قبر ابن الإمام المحدث شعيب بن الليث. أوصاه والده قبل وفاته بأن يسلك طريق العلم. ودراسة الحديث الشريف يقول القريزي في تاريخه "الخطط المقريزية" أن قبر الليث كان في آخر قباب الصدفيين - 400 قبة" والصدفيون قبيلة من جنوب اليمن. ومن العمارات التي أجريت بالمسجد تجديد قبة الضريح سنة 780ه علي يد الحاج سيف الدين المقدم في عصر السلطان الأشراف شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون. وتم تجديده أيضا في عصر الناصرفرج ابن الظاهر برقوق. علي يد الشيخ أبي الخير محمد ابن الشيخ سليمان المادح في شهر المحرم سنة 811ه. أجريت له عمارة أخري سنة 832ه بمعرفة سيدو جاءت من دمشق. في عصر السلطان المؤيد. اسمها مرحبا بنت ابراهيم بن عبدالرحيم. وعصر السلطان الأشرف قايتباي أمام الأمير يشبك بن مهدي مؤذن المسجد سنة 884ه بالناحية الغربية كما أجري السلطان قنصوة الغوري آخر سلاطين المماليك عمارة للمسجد انتهت سنة 911ه. ويرجع تاريخ قبة مقصورة المسجد لعمارة الأمير موسي جوربجي موزا "انتهت سنة 1138ه". تقول د. سعاد ماهر في موسوعتها مساجد مصر في مسجد الإمام الليث عبارة عن مستطيل أمامه عدة مداخل تنزل إلي المدخل الأول عدة درجات يلي المدخل الخارجي باب آخر يؤدي إلي ممر به عمودان من الرخام. والباب الثالث جدده السلطان الغوري سنة 911ه يؤدي إلي ساحة المسجد وفي جدار القبلة "المحراب والمنبر" وهما من تجديدات اسماعيل بك ابن راتب باشا سنة 1294ه كما جدد الإيوان الكبير الكائن بالضلع الجنوبي الشرقي ومشهد الإمام الليث.. ورفع ارض القبة وغطاها بالبلاط مع المقصورة ورفع سقف المسجد وجعله من الخشب الفاخر بدلا من جذوع النخيل. وضريح الإمام الليث حجرة مربعة بالضلع الجنوبي للمسجد. وسطها قبة محمولة علي أربعة أعمدة رخامية تحمل قواعدها وتيجانها زخارف إسلامية ولوحات خطية بالخط الكوفي من آيات القرآن الكريم.