دبت الحياة في أوصال بورسعيد من جديد خلال الساعات القليلة الماضية بعد الاضطرابات والاشتباكات ودوي الرصاص ودخان القنابل المسيلة للدموع التي شهدتها شوارع المدينة الباسلة علي مدي الأسبوع الماضي عقب إعلان قرار إحالة 21 متهماً في مذبحة الاستاد إلي المفتي. فتحت المحلات التجارية والخدمية وجميع الورش بجميع أنواعها أبوابها لاستقبال الزبائن واستؤنفت حركة البيع والشراء مرة أخري بأرجاء المدينة وشهدت شوارعها عودة حركة المارة والمواصلات والسيارات وجميع المركبات بشكل منتظم. عاد جميع الموظفين والعاملين بالمصالح الحكومية بدواوين المحافظة والأحياء السبعة والمديريات والهيئات والشركات العامة أمس إلي أعمالهم بعد إجازة إجبارية بأجر طوال أسبوع الأحداث بناء علي قرارات المحافظ اللواء أحمد عبدالله بهذا الشأن حفاظاً علي أرواحهم. نفي صفوت عمار مدير عام التموين بالمحافظة حدوث أية أزمات أو نقص في المواد التموينية والاستهلاكية بأسواق المدينة.. وطمأن الجميع إلي أن المخزون الاستراتيجي لجميع السلع التموينية. السكر. والدقيق. والأرز. والمسلي وزيوت الطعام بأنواعها والبقوليات.. تفي بالاحتياجات اليومية لمواطني المحافظة ولمدة ثلاثة شهور قادمة.. وأشار إلي أن المعروض بعد تلك الأحداث من البروتين الحيواني من اللحوم الحمراء. والدواجن. والأسماك. والبيض متوافر بأسواق المدينة وبكميات كبيرة لا تسمح بارتفاع أسعارها أو استغلال بعض التجار لها وكذا الخضراوات والفواكه حيث تصل جميع شحناتها من الموردين بالمحافظات المجاورة إلي سوق الجملة بالمدينة تحت حراسة وتأمين القوات المسلحة. وقال إن المحافظ تمكن بالتنسيق مع وزير التموين علي مد فترة بيع المواد الغذائية بالمجمعات الاستهلاكية بالمدينة بأسعار مخفضة لمدة أسبوع للتخفيف عن كاهل المواطنين بعد تلك الأحداث.. مشيراً إلي أن موقف المحافظة من مواد الوقود أصبح جيداً الآن. حيث استقبلت محطات الوقود 540 ألف لتر من البنزين والسولار إلي جانب توافر أنابيب البوتاجاز بالمستودعات. وتقرر في السادسة من مساء اليوم إقامة سرادق كبير أمام المدرج البحري باستاد المصري لتلقي العزاء الجماعي في وفاة ال 43 شهيداً في الأحداث بحضور أسر الشهداء وجماهير بورسعيد وقيادات المحافظة ومحبي النادي المصري وفي مقدمتهم العميد حسام حسن وشقيقه إبراهيم آخر من توليا مسئولية تدريب وإدارة فريق المصري إبان المذبحة. ولفيف من مسئولي الأندية بالزمالك والإسماعيلي والمحلة والاتحاد السكندري والمقاولون العرب وسموحة وتليفونات بني سويف ووادي دجلة وبتروجت. وللمطالبة بحقوق الشهداء ارتفع عدد الناشطين السياسيين المعتصمين بمديرية أمن بورسعيد من ثلاثة أفراد إلي 25 فرداً أمس.. وتقدموا بمذكرة إلي الحاكم العسكري بالمحافظة أكدوا فيها عدم فض اعتصامهم إلا بعد الاستجابة لمطالبهم ومطالب أهالي المحافظة بإقالة المحافظ اللواء أحمد عبدالله ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ومدير الأمن اللواء محسن راضي وتقديم مؤسسة الرئاسة اعتذاراً لأهالي بورسعيد عن الأحداث المؤسفة التي شهدتها المحافظة.. ومعاملة الأبرياء الذين أزهقت أرواحهم في تلك الأحداث معاملة شهداء الثورة مادياً ومعنوياً ومنحوا القيادة السياسية مهلة قدرها 48 ساعة تنتهي غداً وإلا اضطروا إلي تصعيد الموقف بالإضراب عن الطعام. قام وفد من الصحفيين المستقلين وأدباء العاصمة بزيارة لبورسعيد دعماً لأهلها في موقفهم إزاء الأحداث الأخيرة. حيث شاركوا في مسيرات أمام المحافظة مؤكدين تضامنهم مع المدينة الباسلة ورفضهم التام لعودة حالة الطوارئ وحظر التجوال. وتواصل نيابة بورسعيد تحقيقاتها التي تعقد بمحكمة شطا بدمياط مع 7 جدد من المقبوض عليهم بعد قرار المستشار أمير أبوالعز المحامي العام لنيابات بورسعيد بحبس 15 آخرين علي ذمة التحقيقات وإيداعهم سجن المنصورة العمومي كما شددت القوات المسلحة من تواجدها بصورة مكثفة أمام المصالح والهيئات الحكومية. شددت مديرية أمن بورسعيد إجراءاتها لضبط الخارجين علي القانون حيث قامت بحملات لمداهمة الأوكار وأماكن تواجدهم وفرض السيطرة والقبض عليهم.