اليوم تدخل ثورة 25 يناير عامها الثالث بعد 730 يوما من أهم ثورة شعبية في العصر الحديث. ولم يكن أكثر المتفائلين في مصر والوطن العربي والعالم يعتقد أن الاعتصام 18 يوما في أشهر ميادين العالم.."التحرير" سينهي حكم 30 عاما من الظلم والاستبداد. ولن يضعوا الرئيس السابق حسني مبارك في قفص الاتهام ومحاكمته وأركان نظامه بتهم عديدة تظهر بالجديد يوما بعد يوم في قضايا عديدة آخرها "هدايا الأهرام" والصحف القومية. الشباب الذي فجر الثورة التي وحدت الشعب المصري تحت شعار مميز "عيش. حرية. كرامة. عدالة اجتماعية" امس الجمعة كان واضحا أن الشباب الذي ابهر العالم باستخدامه الإعلام الجديد في إسقاط مشروع التوريث وأعطي زخما لكثير من الشباب في العالم العربي في التغيير السلمي. غير راض عن ثورته التي يحتفل بها وما حققته. الشباب سعي لاسقاط نظام استبد بالسلطة ليعيش في عقد اجتماعي جديد وتعود الي الوطن أمواله المنهوبة ولم يكن ينظر الي هدايا الصحف القومية فقط. بل يريد مشاريع قومية يلتف حولها تعيد له حلمه في الوظيفة والكرامة الإنسانية والمساواة والعدالة الاجتماعية وهي أمنيات سعي لتحقيقها بعد عزل مبارك في دولة لها قيمتها علي مر التاريخ تقود وتعلم وتقدم الدروس في فلسفة السياسة والاجتماع لمن يرغب من الدول منذ فجر التاريخ. أمس الجمعة قرأت في عيون الشباب من جديد أن حاجز الخوف انكسر والي غير رجعة وسمعت هتافات حناجرهم الغاضبة أنهم مصممون علي تحقيق حلم الثورة كاملا ليس منقوصا وبسرعة تضمن إعادة بناء مصر الجديدة التي حلم بها ليلة 11 فبراير 2011 لمصر التي يراها في 25 يناير .2013 الصورة تحتاج منا جميعا أن نعيد حساباتنا وننظر الي مصر الوطن بثورته للبناء والاصلاح والتنمية قبل البحث عن الكرسي. وأمام الحالة السيئة التي يعيشها الوطن من الانقسام والفوضي غير الخلاقة. يؤكد استمرارية الثورة حتي تحقق أهدافها ببناء مصر بأيدي أبنائها وعطائهم فمصر لا تتسول ولا تبحث عمن يقرضها أو يرهنها أو يزايد عليها باعادة قراءة تاريخها. ومع الميدان حاجز الخوف انكسر ولا عودة للوراء.