«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في الذكرى الاولى .. ثورة شعب .. من "اخناتون " الى حفيده خالد سعيد
نشر في الفجر يوم 22 - 01 - 2012

قال تعالي:"ادخلوها بسلام آمنين"،كانت تلك البشرى، وعلى مدى آلاف السنين كانت "مصر هي الملجأ والملاذ، ظلت رمز الخير والعطاء علي امتداد المدي، مما جعلها مطمعاً للغازي والحاكم علي مرّ العصور،

فمصر بلد الثورات والمقاومة منذ الأزل،ولديها تاريخ هو أطول تاريخ مستمر لدولة في العالم لما يزيد عن 3000 عام قبل الميلاد
فمنذ ثورة "اخناتون" في مصر القديمة وحتي ثورات العالم الحديث كثورة الفقراء والنساء والشحاذون فى عام ، 1695 ، وثورة الشعب المصرى بعد ذلك بسنتين ( ابريل 1697 )،
وفى يناير عام 1786م قام بعض سكان القاهرة بثورة لرد عدوان الظالمين،وثورة شيوخ الأزهر في عام 1795 ، وفى عام 1805قامت ثورة اختيار الحاكم التي انضم إليها محمدعلي ،وحتي ثورة 1919 هي ثورة حدثت في مصر بقيادة سعد زغلول زعيم الحركة الوطنية المصرية، ثم ثورة 1952،ثورة يوليو وهي الانقلاب العسكري الذي قام به ضباط جيش مصريون ضد الحكم الملكي في 23 يوليو 1952 وعرف في البداية بالحركة المباركة ثم اطلق عليها البعض فيما بعد لفظ ثورة 23 يوليو.
وجاءت ثورة 25 يناير لتكون درة العقد، وزهرة اللوتس الخالدة ،تلك الثورة التي روي نبتتها دم وعرق ودموع أبناء الوطن علي مدي 18 يوماً متلاحقة لم تتوقف فيها التضحيات، واستمرت براعمها في التزهير طوال العام الماضي وتنتظر نتاجها الأخير بعد أيام قليلة حيث تحتفل مصر بالعيد الأول لثورة 25 يناير "ثورة اللوتس "تلك الثورة الخالدة بقيمها ونورها الذي بعثته في القلوب، أنارت الثورة وجه مصر وأعتبرها العالم إحدى الثورات الكبرى فى التاريخ الانسانى لما اتسمت به من الاحتجاجات السلمية والسلوكيات الحضارية التى عبرت بحق عن المصريين صناع الحضارة.
تلك الثورة التي أبهرت العالم وأجبرته علي الإنحناء احتراماً وإعادة تقدير امكانيات شعب هذا البلد العظيم،
الثورة التي قال عنها أعظم وأشهر شخصيات العالم :
أوباما : “يجب أن نربي أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر”.. ورئيس النمسا : “شعب مصر أعظم شعوب الأرض “..
وزير الخارجية الألمانى: “أتطلع إلى زيارة مصر والحديث مع قادة الثورة”.
ال(( CNN: “لأول مرة نرى شعبا يقوم بثورة ثم ينظف الشوارع بعدها”..
و”الجارديان”: الثورة أعادت الشعب المصري في الصميم الأخلاقي لهذا العالم.
هيكل: “الشعب المصري أصبح أقوى من النظام نفسه” .. ومثقفون مصريون: “الثورة المصرية هى النموذج والمُعلم لشعوب العالم”
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: “الأحداث في مصر تثبت انه يتوجب علينا التواضع والحذر في تقديراتنا للعالم العربي”
رجل الأعمال أحمد عز: “أحيي شباب الثورة.. قاموا بما لم نتوقعه”
رونالدو: “أتابع أخبار الثورة المصرية أكثر من أخبار برشلونة”
مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين: “نشيد بروح الشباب العربي الذي أثبت أنه قادر على التطوير والإصلاح”.

بنك “سي.آي.كابيتال” : “المستثمرون الأجانب ينظرون إيجابياً للتطورات في مصر”
سيلفيو برلسكوني: لا جديد في مصر فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة
ستولتنبرج رئيس وزراء النرويج : اليوم كلنا مصريون
هاينز فيشر رئيس النمسا : شعب مصر أعظم شعوب الأرض و يستحق جائزة نوبل للسلام
وزير الخارجية الألمانى فستر فيله: أتطلع إلى زيارة مصر والحديث مع الذين قاموا بالثورة.
السفير الألمانى بالقاهرة : الثورة المصرية تشبة ثورة وحدة ألمانيا منذ 20 عاماً.. فقد حافظت على كونها سلمية، خاصة بعد خطاب الرئيس مبارك الأخير الذى قال فيه إنه سيبقى فى المنصب فاتخذ المتظاهرون رد فعل إيجابى واكتفوا برفع الأحذية تعبيرا عن الازدراء والاحتقار
الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك : هب المصريون ونفضوا عنهم خوفهم وطردوا الرجل الذي يحبه الغرب ويعتبره زعيما معتدلا ، نعم ليست شعوب أوروبا الشرقية وحدها القادرة علي مواجهة الوحشية وتحديها
الهولندي مارك فوتا المدير الفني للإسماعيلي: الثورة في عيون أوروبا تعبر عن رقي مصر، وتوضح أن الشعب أراد الحرية ولم يرتض دونها
الروائي البرازيلي الشهير بولو كويلهو والملقب بساحر الصحراء: العالم يتحول للأفضل لأن هناك شعوبا تخاطر بأرواحها لجعله أفضل .. شكرا يا مصريون
ثورة 25 يناير التي تقول عنها ويكيبديا.. ثورة 25 يناير هي ثورة شعبية سلمية انطلقت يوم الثلاثاء 25 يناير 2011،

ويعد اعتبار يوم 25 يناير عيدا قوميا للبلاد اعترافا مستحقا بقدر وعظمة الثورة التى فجرها الشباب فى هذا اليوم عام 2011 والتف حولها الشعب وحمتها القوات المسلحة إيمانا بدورها التاريخى والوطنى فى أنها درع الشعب وذراعه القوية المعبرة عن ارادته وحقوقه المشروعه .

واختلفت كثيراً أجواء يناير العام الماضي عن الحالي علي صفحات الثورة المؤثرة كمثل "كلنا خالد سعيد":"ففي يوم 25 يناير الماضي كتبت الصفحة..فيه اقتراحات كتير بتوصلني بإني أنشر شائعات تخدم يوم 25 يناير .. وردي هو مستحيل أكتب خبر كذب على إنه حقيقي لأن عمري في حياتي ما هاتبع منهج الغاية تبرر الوسيلة .. قولوا علي سياسي فاشل أو شخص ساذج بس أنا لي مبدأ وهو إني أحترم نفسي وأراعي ضميري وأخاف من ربنا وميهمنيش أخسر ولا أنتصر .. معلش أنا حبيت أنشر موقفي من نشر الشائعات للناس كلها بعد تكرار الرسائل

أما اليوم فقد نشرت الصفحة رسالة إلي البرلمان الذي سيجتمع غداً في أولي جلساته ملخصها :"أن الشعب هو سند البرلمان في زخم الأحداث وتوصية بتفضيل مصلحة مصر علي المصالح الشخصية وبأنهم لن يقبلوا أية تنازلات"
لقد أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن ثورة 25 يناير بدأت بفكر شبابها وتلاحم معها جميع طوائف الشعب ووقفت القوات المسلحة فاعلا وشريكا رئيسيا وحاميا للثورة ، فالجيش المصرى يؤمن بأن القوات المسلحة ملك الشعب ومن الشعب ولاتعمل إلا لحماية ودعم هذا الشعب العظيم لذلك كان وقوفها مع الشرعية وليس مع نظام .والاحتفال بثورة 25 يناير يؤكد عظمة المصريين وقدرتهم على تجاوز المحن ومواجهة الظلم والاضطهاد حيث نجح الشعب فى استعادة كرامته المفقودة فى وجه حكامه وأسقط فى عدة أيام حكم 30 عاما من الاستبداد والفساد والقهر وسطر بدمائه النقية ملحمة جديدة فى تاريخ هذا الوطن، فثورة 25 يناير ثورة جديدة وفريدة فى كل شىء ليست أسيرة عقيدة سياسية وأجتماعية واحدة ولاقامت بها طبقة أو فئة بعينها ولمتحسب على هذا الحزب أو ذاك ولم تنفرد بها هذه الجماعة أو تلك انها كانت ثورةشعب ، اتحد تحت شعار واحد /الشعب يريد اسقاط النظام / .لقد خرجت الملايين ثائرة لتسقط النظام السابق بكل فساده واستبداده ، خرجت الملايين لتنهى معاناة شعب عاش نصفه تحت خط الفقر والمواطن لايشعر بثمار ارتفاع معدلات النمو خرجت الملايين لأسباب عديدة حيث كانت مصر تعانى من احتقان سياسى شديد .. برلمان مزور لصالح الحزب الوطنى الحاكم ، الفساد يضرب كل قطاعات الدولة ، السجون تمتلىء بالنشطاء السياسيين على مختلف توجهاتهم ،الى جانب مشروع التوريث .

وفى نفس الوقت كان الحراك السياسى على أشده فى السنوات الخمس الأخيرة حيث برزت قوى سياسية فاعلة فى الشارع نظمت الاحتجاجات ضد النظام السابق وسياساته مثل
حركة كفاية ، وحركة شباب 6 أبريل والجمعية الوطنية للتغيير. وواكب هذا الحراك حراك اجتماعى آخر بدأ يتصدر المشهد بزيادة الإضرابات العمالية مثل إضرابات عمال المحلة الكبرى عام 2008 احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ، ونجاح تلك القوى فى انتزاع حكم قضائى من محكمة القضاء الإدارى فى أكتوبر 2010 بإلزام الحكومة
بتحديدالحد الأدنى للأجور ليصبح 1299 وعدم

التزام حكومة نظيف بهذا الحكم ، ولعبت مواقع التواصل الاجتماعى " تويتر"، و"الفيس بوك"،و"اليوتيوب" دورا
مهما فى الحشد للتظاهرات التى خرجت يوم 25 يناير ونجح الشباب فى استخدامها لتنظيم صفوفهم وتوحيد مطالبهم .

و بإلقاء الضوء على أحداث الثورة المصرية فقد بدأت بتظاهرات سلمية يوم 25 يناير شارك فيها آلاف المتظاهرين فى القاهرة وعدد من المحافظات استجابة لدعوات شعبية وشبابية ، واختار الداعون إلى هذه التظاهرات يوم 25 يناير بالتحديد لمصادفته عيد الشرطة وذلك تضامنا مع الشاب خالد سعيد من محافظة الاسكندرية الذى أعتقل وعذب حتى الموت فى أحد أقسام الشرطة يوم 6 يونيو 2010 .

ولم يكن أكثر المتفائلين فى مصر يرى فى مظاهرات يوم 25 يناير بداية ثورة نظرا لحالة الإحباط المتراكم الذى اجتاح ثلاثة أجيال من المصريين على الأقل ، وفى ضوء
استمرار التظاهرات التى وصلت لإلى ذروتها يوم الجمعة 28 يناير وهو ماأدى الى سقوط عشرات القتلى ، ومئات الجرحى واعتقال المئات فى عدة مدن مصرية ، بينها القاهرة فى حين تم إحراق مقار الحزب الوطنى الحاكم حينئذ ومراكز للشرطة .
هذه الأحداث أدت إلى طلب الرئيس السابق حسنى مبارك من الحكومة التقدم باستقالتها موضحا أنه سيكلف حكومة جديدة ، كما عين فى اليوم التالى الوزير عمر سليمان نائبا له ، ولكن التظاهرات استمرت فى الأيام التالية فى مختلف المدن المصرية وبخاصة ميدان التحرير الذى شهد عدة تظاهرات مليونية تبلور فيها المطلب الرئيسى للثورة برحيل الرئيس مبارك وإسقاط النظام .
وشكل يوما 2 و3 فبراير العام الماضي نقطة تحول فى أحداث الثورة إذ هاجمت مجموعة من المؤيدين للرئيس السابق حسني مبارك المتظاهرين فى ميدان التحرير مستخدمين وسائل عديدة منها الخيول والجمال " في ما عرف بموقعة الجمل " فضلا عن العصى والأدوات وصولا إلى إطلاق الرصاص الحى ، غير أن ثبات المعارضين فى الميدان بما توافر لديهم من وسائل للدفاع عن أنفسهم أضاف زخما إضافيا إلى الثورة واستمرارها .
وقدم الرئيس السابق حسنى مبارك عدة مبادرات لم تكن كافية فى نظر المحتجين من أبرزها تعديلات دستورية ، وتفويض صلاحياته إلى نائبه عمر سليمان ، غير أن استمرار التظاهرات وتوسعها أدى فى النهاية الى تنحى مبارك عن السلطة يوم 11 فبراير وذلك بعد ثلاثين عاما قضاها فى الحكم .
ويرى المراقبون أن تداعيات أحداث الثورة كشفت عن هشاشة النظام السياسى وتفككه ، كما كشفت عن الصراعات الكامنة داخل السلطة السياسية وبخاصة بين الأجنحة
الأمنية والعسكرية والنخبة السياسية وقد ساعد هذا التفكك على بلورة مطالب الثورة يوم 29 يناير بالمطالبة بإسقاط النظام وليس إصلاحه ، وهذا التطور يعتبر منطقيا ،
ليس فقط بسبب حالة التردى داخل النظام السياسى ولكن بسبب العنف المفرط الذى لقيته الجماهير منذ 25 يناير ، وقد ساعد تباطؤ رد فعل السلطة على الأحداث في بلورة المزيد من المطالب التى تتعلق بتصفية النظام ومحاسبته والدعوة لبناء نظام سياسى جديد يقوم على الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
أما بالنسبة لموقف القوات المسلحة فمن وجهة نظر المحللين السياسيين فقد قام الجيش بدوره بعد انهيار جهاز الأمن بوصفه المؤسسة الوطنية المحايدة بين المتظاهرين والسلطة السياسية ، وصدرت تصريحاته الأولى لتحدد أن مهمته تتمثل فى الحفاظ على الأمن وليست فى التدخل لصالح أى من الأطراف ، وتأمين مستقبل البلاد والحفاظ على مقدراتها



و يرى المراقبون أن السمة الرئيسية للتركيبة الاجتماعية للثورة المصرية تتمثل فى أنها ثورة شعبية سعت لتحقيق تحول سياسى عميق فى الدولة ، وبشكل عام تتكون التركيبة الاجتماعية من الفئات التالية :أولا جيل الشباب الذى يعد بشكل عام قلب الثورة المصرية فهو الذى قام بالتمهيد لبدء الثورة المصرية واعلان موعدها ، وثانيا معظم التنظيمات السياسية شاركت فى الثورة،وثالث هذه الفئات :الأفراد حيث شاركت أعداد كبيرة من الأفراد غير المنتمين سياسيا وساعد كسر حاجز الخوف من السلطة على تشجيع الأفراد لتأييد الثورة رغبة فى إصلاح أحوال البلاد فى النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية و شكلت مشاركة هؤلاء زخما للثورة أضفى عليها طابعا شعبيا ساهم فى تقويض قدرة السلطة على إجهاض الثورة .
وشهدت تركيبة جماهير الثورة تنوعا شديدا شمل المستويات المختلفة فى المجتمع المصرى بحيث يمكن القول أن الثورة لا تعبر عن فئة اجتماعية محددة ، ولكنها شملت الأغنياء والفقراء ، والجامعيين والنقابيين وبعض رجال الأعمال ، وأيضا الفئات العمرية المختلفة ، فيما شكلت الطبقة الوسطى العمود الفقرى للثورة الذى ساعدها على الاستمرار لأكثر من أسبوعين .

وأوكل الشعب وثورته للقوات المسلحة والمجلس الأعلى مهمة أساسية وهى الإشراف على ترتيبات نقل السلطة إلى برلمان ورئيس جمهورية منتخبين ودستور جديد خلال فترة
زمنية معينة حددتها القوات المسلحة فى البداية بستة أشهر تنتهى فى سبتمبر 2011 ،
لكن الانفلات الأمنى وبطء العملية السياسية أديا الى إطالة المرحلة الانتقالية وما صاحبها من انتشار عمليات البلطجة وهروب الاستثمارات وزيادة حدة البطالة
وغيرها من الظروف وأنجز المجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال عام من عمر الثورة خطوات وترتيبات كانت ضرورية للعبور إلى الانتخابات البرلمانية تتمثل فى إصدار الإعلان الدستورى الأول بتعطيل العمل بدستور 1971 وحل مجلسى الشعب والشورى فى 13 فبراير أى بعد تنحى مبارك ب48 ساعة.
وفى 17 فبراير تم تشكيل لجنة لإعداد التعديلات الدستورية .. وفى 27 فبراير أعلنت تلك التعديلات بعد انتهاء اللجنة المعنية من صياغتها ..
وشهد يوم 19 مارس الاستفتاء على التعديلات الدستورية بعد طرحها للمناقشة المجتمعية بمشاركة كل القوى والأحزاب السياسية والائتلافات .. أما يوم 24 مارس فقد كان موعدا لإصدارالإعلان الدستورى بتنظيم سلطات المرحلة الانتقالية .
وفى 29 مارس تم تعديل قانون الأحزاب بما يسمح بتشكيل الأحزاب بمجرد الإخطار والذى أدى الى ارتفاع عدد الأحزاب فى الساحة السياسية من 23 حزبا الى ما يقرب من
50 حزبا، وبدأت يوم 31 مارس أولى جلسات مؤتمر الحوار الوطنى بمشاركة كل القوى .
وفى 17 أبريل صدر الحكم القضائى بحل الحزب الوطنى الديمقراطى وهو ما كان يمثل مطلبا أساسيا من مطالب الثورة والشعب ،

كذلك تعديل المادتين 8و9 من قانون الأحزاب السياسية رقم 40 لسنة 1977 ، وفى 20 مايو تم تعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية بما يسمح بلإجراء الانتخابات البرلمانية على مراحل بدلا من مرحلة واحدة ..
و فى 22 مايو انعقدت أولى جلسات مؤتمر الوفاق القومى لوضع التصورات الخاصة بالدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية بمشاركة كل الأحزاب والقوى
السياسية .

وشهد يوم 2 يونيو أول اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة مع ممثلى 153 ائتلافا لشباب الثورة لمناقشة استحقاقات المرحلة الانتقالية .. وفى 29 يونيو صدر حكم القضاء بحل المجالس المحلية أحد أهم مطالب الثورة .. فيما تم تعديل قانون مجلس الشعب بما يجعل سلطة الفصل فى صحة العضوية به فى يد محكمة النقض وإلغاء سلطة "سيد قراره" فى يوم 3 يوليو .
وفى 13 يوليو تم الإعلان عن بدء الإجراءات اللازمة للانتخابات البرلمانية نهاية سبتمبر والشروع فى إعداد وثيقة مبادىء حاكمة وضوابط لاختيار الجمعية التأسيسة التى ستتولى وضع الدستور .. وشهد يوم 21 يوليو صدور ثلاثة مراسيم بتعديلات جديدة لقوانين مجلس الشعب ومجلس الشورى ومباشرة الحقوق السياسية ، استجابة لمطالب القوى والتيارات المختلفة .

وفى 18 سبتمبر صدر التقسيم الجديد للدوائر الانتخابية ..و فى 19 سبتمبر اعلن الجدول النهائى بمواعيد انتخابات مجلسى الشعب والشورى بمراحلها المختلفة،
وفي 8 سبتمبر صدرت مراسيم جديدة بتعديل نسب مقاعد البرلمان من 50\% قائمة و50\% فردى الى الثلثين للقائمة والثلث للفردى استجابة لمطالب الأحزاب والقوى السياسية .

وفي 6 أكتوبر صدر مرسوم بالسماح للاحزاب بالترشيح على المقاعد الفردية ،
وفي 19 أكتوبر صدر مرسوم بقانون تشديد العقوبة فى جرائم التمييز بين الأفراد ،

18 نوفمبر مرسوم بقانون الغدر والعزل السياسى ، 20 نوفمبر مرسوم بقانون تنظيم تصويت المصريين بالخارج لأول مرة فى التاريخ السياسى المصرى ،

وفي 28 نوفمبر بدأت المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب فى 9 محافظات ، لتبدأ أولى خطوات الطريق
السليم .

تعامل المجلس العسكري مع ادارة شؤون البلاد

والمجلس العسكرى لم ينفرد بأى قرار وإنما يستطلع ويسستشير آراء كل القوى السياسية ومثال ذلك تأجيل الانتخابات البرلمانية إلى نهاية نوفمبر حين شكا شباب الثورة وبعض الأحزاب القائمة من أن إجراء الانتخابات البرلمانية فى شهر سبتمبر لن يتيح الفرصة للأحزاب الجديدة وللثوار للاستعداد ، وأيضا حين أكدوا أن شرط الإعلان عن أى حزب جديد فى صحيفيتين يكلفهم من الأموال ما لا يطيقون ، تعهد المجلس الأعلى بتحمل هذه التكلفة عنهم فى حزب جديد ينشئونه ليتيح لهم الفرصة كاملة للمشاركة فى العملية السياسية، كل ذلك فى مواجهة ظروف اقتصادية سيئة .

ورغم حساسية المرحلة الانتقالية الحالية التى تشهد تزايد الصراع ما بين محاولات النظام السابق لإجهاض الثورة وإخمادها من جهة ومقاومة الثوار فى امتصاص الصدمات الموجهة للثورة من جهة أخرى ، إلا أن هناك العديد من الإيجابيات التى خرجت من رحم الثورة لتمثل الضوء والشعاع الذى ينير الطريق أمام المرحلة القادمة
أولها كسر حاجز الخوف فى نفوس المصريين فأصبح الجميع يطالب بحقوقه ولن يقبل أحد الظلم بعد اليوم ،وظهور جيل جديد من الشباب الواعى بمعنى ودور الثورة فى بناء
مستقبل جديد للأمة قائم على العدل والمساواة خال من الظلم والاستبداد والفساد ،

كما أن هناك المبادرات من أبناء الوطن فى الداخل والخارج لتقديم كافة المساعدات من أجل انعاش الأقتصاد المصرى وجذب الاستثمارات الأجنبية وتنشيط السياحة .

ورغم أن بعض المراقبين يرون أن الثورة لم تحقق أيا من أهدافها بعد مرور عام
على اندلاعها إلا أن الثورة حققت العديد من أهدافها : أهمها سقوط النظام السابق وتجرى الآن محاكمته / محاكمة القرن / التى بدأت فى 3 أغسطس الماضى وهى محاكمة تجرى لأول مرة فى تاريخ مصر والعالم العربى ، إلي جانب محاكمة رموز النظام السابق .

وقد فتحت الثورة أبواب الحرية أمام أبناء الشعب بعد أن كانت موصدة فى وجوههم ، وأتاحت الفرصة للقوى السياسية المصرية أن تتنافس على الساحة الوطنية بشرف وأمانة بعيدا عن التزوير والتلاعب بمقدرات الوطن .

ومن الأهداف التى حققتها الثورة أيضا- بالرغم من الأزمات التى كادت تعصف بها- إجراء انتخابات مجلس الشعب بمراحلها الثلاث التى أصر المجلس العسكرى على إجرائها حتى تستكمل مصر مسيرتها السياسية رغم ماأبداه البعض من تخوفات ومشاعر إحباط ، وقد أقبل الناخبون عليها وتجاوز الحضور نسبة 60% من المقيدين فى الجداول الانتخابية ، حتى قيل أن مصر صوتت للاستقرار والديمقراطية ودولة المؤسسات ، وهذا الاقبال يعد مؤشرا على أن مصر تخلصت من السلبية والعزوف عن المشاركة السياسية .

وبصرف النظر عما شاب الانتخابات من بعض السلبيات فهى أول انتخابات تتوفر فيها الشفافية والنزاهة والجدية والمصداقية بدرجة نالت احترام وإعجاب العالم كله فكانت
أولى ثمار ثورة يناير بحق ، وقد جسدت الانتخابات إرادة الأمة فى برلمان جديد قد لا يرضي البعض عن تشكيله لكنه يعبر عن إرادة شعب .

ويعتبر انعقاد الجلسة الأولى لمجلس الشعب الجديد يوم غد الإثنين الخطوة الأولى نحو إنجاح الثورة والتأسيس لبناء نظام وطنى ديمقراطى خصوصا بعد توافق الإرادة الوطنية على الوثيقة التى أعلنها شيخ الأزهر د.أحمد الطيب فى 12 ينايرالجاري باسم اللقاء الوطنى استعادة روح 25 يناير ، وهذه الوثيقة تضمنت قيما ومبادىء وتوافقات سياسية بين كل القوى الوطنية بمشاركة الأزهر ممثلا فى شيخالأزهر وبمشاركة البابا شنودة الثالث بابا الأسكندرية وعدد من رؤساء الكنائس المصرية .

وما يزال أمام الثورة خلال الفترة القادمة ما هو أهم مما مضى للاستمرار فى تحقيق المطالب التى سيبنى عليها المستقبل الحقيقى لسنوات قادمة ، فهذه الفترة مليئة بمراحل لاستكمال المؤسسات التشريعية منها إجراء انتخابات مجلس الشورى وصولا إلى انتخابات رئاسة الجمهورية ، وفى السياق ذاته يأتى تحدى صياغة دستور جديد تتوافق عليه كل مكونات المجتمع المصرى ليكون بمثابة عقد اجتماعى جديد بين الشعب والسلطة يرسم صورة مصر الجديدة التى يحلم بها الجميع .

أما التحدى الأكبر فسيكون مدى القدرة على الخروج بالبلاد من المشكلات التىأنهكتها خاصة فى مجالى تحقيق الأمن والأستقرار ، وإنقاذ الوضع الأقتصادى ، ثم الانطلاق فى برامج سياسية ، واقتصادية ، واجتماعية تستهدف تحويل الشعار الذى رفعته جماهير يناير فى تظاهراتها عيش . حرية .عدالة اجتماعية إلى واقع ملموس .

إن الملايين التى خرجت ثائرة قبل عام لن تترك أحدا يسرق ثورتها حتى يتحقق العدل وتتوافر للمواطن أبسط مقومات الحياة، فالدماء التى سالت لا ينبغى أن تضيع هدراً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.