استقبلت صباح أحد أيامي العادية مستبشراً بنهار جديد. رأيت حجم الزحام الناتج عن الإشغالات المتعددة التي لا أراها طبعاً إلا إذا كان هناك زيارة لمسئول. حينها عانيت الأمرين حتي خرجت بسيارتي. ولكن ما أن خرجت علي الطريق حتي رأيت زحاماً غير مبرر في هذا الطريق. الذي لم يعهد الزحام وعندما وصلت بعد ساعة من الزمن في مسافة محدودة للغاية لأجد أعمال الرصف تتم في طريق سريع في العاشرة صباحاً. وكأنهم لا يعلمون أن هذا التوقيت وقت ذروة. ولدينا الليل طويل لأداء هذه الأعمال التي تعطل مصالح مواطنين رددوا كلمات تؤكد استمرار هذا الوضع علي مدار أيام متعددة متتالية ويبدو أنها ستستمر. وأخيراً انفرجت الأزمة. ولكن الحكومة والقائمين عليها لم يمهلونا إلا وقتاً قليلاً. فسرعان ما تكرر ذات الزحام غير المبرر. ليعطلنا ساعة أخري من الانتظار. ونكتشف في النهاية أن السبب وجود زحام أمام محطة الوقود لأجل السولار والبنزين معاً. حتي تخطينا محطة الوقود لنصل إلي زحام القاهرة المعتاد. لنقف منتظرين في ظل خط سيارات عندما تراه من بعيد تعتقد أنه متوقف من شدة بطء سيره. حينها تذكرت هذا المسئول الذي يريد أن نسير بخمسة لترات بنزين يومياً. وكأنه حل مشكلة الطرق والمرور وأدي واجبه. ويريد حقوقه. الأكثر من ذلك أنني علي مدار طريق طويل من مدينة السلام وحتي كوبري أكتوبر متجهاً للجريدة لم أر عسكري مرور واحداً يؤدي عمله. ولكني رأيت اثنين من رجال المرور أخذا يتسامران والزحام أمامهما علي أشده دون جدوي.. وطبعاً لن يكون هذا هو الحال إذا مر أحد المسئولين بركبه. ورجاله. تذكرت حينها وزير المواصلات البريطاني الذي جلس ينتظر المترو في السادسة صباحاً. وتأخر نصف ساعة. وركبه واقفاً دون أحد من رجاله. وبصحبته الجريدة فقط. حينها عرفت سبب تقدم المتقدمين وتأخر المتأخرين. هنا حلت برأسي فكرة أعلم أنه لن يطبقها مسئول وهي "انزل وحدك" أي علي سبيل المثال وليس الحصر. فعليك سيدي وزير البترول أن تقف في طابور البنزين لتمويل سيارتك لتعرف حجم المعاناة التي نراها يومياً. أما أنت يا وزير التموين فيكفيك ساعة واحدة في طابور العيش لتعلم جيداً أي معاناة يتكبدها المواطن المصري صبيحة كل يوم جديد. ولتري ما يفعله بعض رجالك من تسهيلات لسرقة قوت البسطاء من دقيق مدعم.. أما مدير الإدارة العامة للمرور فعليه أن يتخلي عن ردائه الميري لمشوار واحد فقط من السلام مثلاً. وحتي رمسيس ماراً بصلاح سالم حتي تعرف ما نحن فيه من معاناة يومية ولكن دون أن يعلم أي من رجالكم خطوط سيركم أيها السادة حتي لا تفترش الأرض بالورود وتحول الأمور إلي أفضل ما يرام.. لذلك عليك سيدي المسئول أن تنزل وحدك.