يعاني سكان مدينة أكتوبر أشد المعاناة يوميا في الصباح وقت خروجهم للعمل وفي المساء عند عودتهم بسبب قلة الميكروباصات والزحام الشديد عند المحور ورغم أن المسافة لا تستغرق ساعة إلا أنهم ينتظرون ساعات طويلة بموقف السبتية علي أمل الركوب بعد يوم شاق وبمجرد وصول سيارة يتدفق عليها الجميع للفوز بمقعد في حالة هرج مما يؤدي إلي سقوط الكبار تحت الأقدام وتضطر النساء إلي الابتعاد خوفا من "الإهانة والبهدلة" ويطول الانتظار!! وما هي إلا رحلة عذاب. الأهالي يستنجدون بالمسئولين لحل مشكلتهم التي هي من صميم حياتهم اليومية وتتسبب في إصابتهم بحالة إعياء شديدة وإحباط ولم يجدوا أمامهم سوي الدعاء والأمنيات للوصول إلي بيوتهم!! "المساء" عاشت مع الأهالي حالة الصراع وساعات الانتظار العصيبة. يقول محمد عبده.. طالب بجامعة الأزهر: كل يوم نفس المعاناة انتظر أكثر من ساعة ونصف وأجري وراء الميكروباص في محاولة للركوب ولكن دون جدوي وأطالب بضرورة حل الأزمة بزيادة الميكروباصات وتنظيم الركوب بعمل طابور حتي لا يفوز بالركوب الأقوي. اتفق معه زميله طلال هاشم: أقيم في الحي السادس بمدينة أكتوبر وأكره النزول إلي القاهرة بسبب مشكلة الميكروباصات التي تعتبر وسيلة النقل الوحيدة من أكتوبر وحتي ميدان رمسيس. أضاف سيد محمد عبدالله.. محاسب ببنك الإسكندرية أن ما يحدث ما هو إلا إهانة للناس وعدم الإحساس بمعاناتهم حيث أخرج من عملي الساعة الخامسة وأدخل بيتي الساعة التاسعة والنصف مساء.. هل أحد يصدق هذا.. وفي الصباح أخرج 6 صباحا لكي استطيع الوصول في موعد عملي وإذا تأخرت يخصم لي اليوم.. إنها معاناة بالفعل ولهذا نطالب بحل أزمة المرور عند نزلة المحور. وعلي جانب المحطة جلس رجل مسن يريح رأسه علي العمود وقد غافله النوم من شدة التعب وطول الانتظار يقول نبيل عدلي.. موجه بالتربية والتعليم أقيم في الحي السادس وحضرت للقاهرة لإنجاز بعض الأعمال وحاولت الركوب كثيرا ولكني أخشي سقوطي علي الأرض وسط الزحام وانتظر منذ 4 ساعات ولم يخف الضغط ولا أعلم متي أعود إلي بيتي حتي استريح؟! قال د.سيد فتحي بالمركز القومي للبحوث: أقيم في حي "المستقبل" وأصبحت الآن أكره المدينة بسبب معاناتي اليومية في المواصلات من رمسيس أو حتي المواصلات الداخلية لأن ميكروباصات رمسيس تصل إلي ميدان ليلة القدر فقط وتبدأ رحلة عذاب أخري في المواصلات بين الأحياء خاصة السرفيس الأصفر الصغير الذي لا يصلح لآدمية الإنسان لأنه ضيق جدا بالإضافة إلي أن سائقيه منعوا السيارات الأخري من العمل مما زاد من الأزمة. أضافت أميرة عبدالرحيم.. عاملة بأحد المصانع.. أعاني من الوقوف طويلا بسبب الانتظار وأحيانا يتبرع أحد الرجال بحجز معقد بجواره بسبب حالي وإجهادي الذي بات واضحا أمام الجميع وبمجرد وصولي يبقي لا استطيع عمل أي شيء سوي النوم لأصبح في هذه المعاناة من جديد. سيدة رفضت ذكر اسمها تقول أجلس علي الرصيف ولم أخجل لأن ألم قدمي أصبح غير محتمل بسبب الانتظار أكثر من ثلاث ساعات هل هذا معقول؟ مشيرة إلي أن مدينة أكتوبر أصبحت كبيرة وبها عدد سكاني ضخم وتحتاج لخدمات كثيرة. أضافت أن عدد الميكروباصات كاف ولكن السائقين مرتبطون بورديات لنقل عمال المنطقة الصناعية ولهذا يختفون في أوقات الذروة وتتساءل بأي حق يتم التحميل من رمسيس وحتي مسجد الحصري فقط إنها مهزلة فالسائقون يستغلون الأرمة ويتم التحميل حتي الدائري أو دريم رغم ندرة السكان في هذه المنطقة وتبدأ رحلة عذاب أخري للبحث عن وسيلة تنقلنا لداخل المدينة فأين دور محافظة أكتوبر في حل هذه الأزمة والبحث عن مسارات مرورية بديلة حتي لا يظل المحور هو الشماعة التي يعلق عليها السائقون سبب تأخرهم. قال إن السائقين يستغلون الزحام ويرفعون قيمة التذكرة التي تصل حتي 3 جنيهات وبالتالي يتكلف اليوم في الذهاب والعودة ما يقرب من 10 جنيهات. أزمة المحور أما عن رأي السائقين أوضح عصام محمد أن الأزمة عند "نزلة المحور" والمرور لا يتحرك نهائيا وتستغرق المسافة من ميدان لبنان وحتي رمسيس أكثر من ساعة ونصف الساعة وإذا حاولت الهروب من الزحام أخشي المخالفة لتغيير خط السير. اتفق معه محمد إبراهيم سائق.. أن السبب يتركز في الزحام عند المريوطية وحتي ميت عقبة ولابد من حل لأنه تعطيل ووقف حال للجميع. وبمجرد وصول السائق علي هارون أكد أنه تحرك من أكتوبر في الساعة الخامسة ووصل موقف السبتية الثامنة والنصف وأكد أن أزمة المرور وقلة الميكروباصات السبب وهذا يؤثر علي أرزاق السائقين فالسائق لا يستطيع عمل أكثر من دور أو اثنين في الوردية هذا إلي جانب الإرهاق وحرق للزيت والبنزين. طالب محمد عبدالفتاح مشرف الموقف بضرورة السماح للميكروباصات بدخول الأحياء بدلا من تحديد موقف ليلة القدر فقط وذلك لراحة الزبون. "المساء" وضعت المشكلة وصرخات المواطنين أمام المسئولين لعل يكون هناك حل قبل أن ينفد صبرهم وتزداد المشاجرات ومعاناة الأهالي.