بعد انتهاء معركة الدستور الذي تخلله صراعات وصلت إلي ساحات المساجد يصبح السؤال الذي يشغل المواطنين ألا وهو كيف تعيد للمسجد قدسيته وهيبته فلا يعود مسرحا لصراع وشجار وتنابذ بالألقاب. تقول الدكتورة مكارم الديري الاستاذة بجامعة الأزهر وعضو اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل إن الدعاة يجب أن يتخذوا من كتاب الله نبراساً لإضاءة النور امام المجتمع عملا بقول الله تعالي: "ان هذه امتكم امة واحدة" فنحن في وطن واحد مصريين مسلمين ومسيحيين والقادة من الطرفين عليهم ان يلموا شمل الأمة ويوضحوا لابنائهم كل ما يجمع ولا يفرق واستخدام المعاني الدينية الجميلة سواء في القرآن أو الانجيل الذي يدعو إلي التسامح والروحانية والإسلام في السلوك يدعو إلي تقبل الاخر والمحبة والود والقيم الإسلامية الجميلة والعلاقات التي تربط الوطن بعضه ببعض بدلا من استخدام الدين لتفريق الأمة يستخدمونه للم الشمل فالإسلام دين توحيد والأديان السماوية تدعو إلي التآلف والمحبة بدلا من نشر الفتنة وتعميق الكراهية والضغائن. تضيف ان الدعاة وائمة المساجد تقع عليهم امانة في كيفية توصيل هذه الرسالة وهي كفيلة بأن تنأي بنا عن أي صراعات لتيارات دينية أو سياسية أو حزبية لأننا جميعا من تراب هذا الوطن والعلاقة بين المخالفين في العقيدة كانت طيبة إلي ان تدخلت السياسة بغية تحقيق مصالح شخصية واسباب لها علاقة بالمنافع الشخصية. وتوضح ان هناك مغالطات في قول فصل الدين عن السياسة لأن المسجد ايام الرسول صلي الله عليه وسلم هو المسجد الجامع الذي كان يتعامل مع السياسي باخلاق الدين فالدين إذا دخل في السياسة اصلحها وهذبها والزمها بالصدق والوفاء وعدم الغدر لكن السياسة إذا دخلت في الدين افسدته ولوثته ودفعته الي لي الحقائق لذا فنحن نريد الدين في السياسة وليس السياسة في الدين. تضيف انه علي كل مسلم ان يتقي الله في تصرفاته واقواله وافعاله وخاصة بعض المشايخ الذين تستهويهم الفتاوي بالتشدد حتي تحريم الحلال نفسه رغم ان دورهم هو التيسير علي الناس. وتضيف اننا كلنا نبت هذا التراب واصحاب عقيدة سماوية والخلاف في الرأي أو السياسة لا يفسد الدين وهذا يحتاج لمجهود لا يأتي عن طريق العنف لخطورة ذلك علي العلاقات الانسانية فنحن نحتاج دائما إلي التذكير بما هو مشترك بيننا ومصر هي مظلتنا الوحيدة ويجب ان نكون قوة واحدة. اشارت إلي أهمية دور المسجد والمدرسة والاعلام الذي انحرف في كثير من اموره عن دوره فأصبح يبث الحقد والكراهية بين اطراف الشعب الواحد وعلي الدعاة محو اثار ذلك الخطر من خلال استخدام المعاني الجميلة سواء في القرآن أو الانجيل الذي يدعو إلي التسامح والروحانية بدلاً من الانجراف إلي هذا المجال الاعلامي الذي يجافي الخلق الدينية. الدكتورة امال محمد ماضي استاذ الحديث بجامعة الأزهر تري ان المسجد لكل المسلمين والرسالة يجب ان تكون خالية من أي اغراض والدعاة والائمة يجب ان يبتعدوا عن الاهواء الشخصية أو استغلال دورهم لصالح طرف ضد طرف آخر أو فصيل ضد فصيل ويجب أن ينأوا بأنفسهم عن أي شبهات تثير الفتن. وتضيف ان بيوت الله لا يجب ان تكون منابر انتخابية أو مقرات لتوزيع منشورات تدعو لحزب ديني أو تيار سياسي واستغلال المساجد في مثل هذه الأمور غير جائز ولا يصح انطلاقاً من حرمة المسجد وقدسيته ودوره في نشر الدعوة الصحيحة. وترفض استخدام الدين كستار سواء في الانتخابات أو الدعوة لأي تيار أو فصيل لأن ذلك يدخل في باب المتاجرة بالدين ويغضب الله سبحانه وتعالي وتطالب الدعاة والائمة بالبعد عن الحديث في السياسة عن المنابر حتي ينأوا بأنفسهم عن الشبهات التي تثير الفتن بين ابناء الوطن الواحد خاصة في الاوقات التي تشتد فيها الصراعات السياسية بين الحين والآخر موضحة ان خطبة الجمعة والدروس اليومية يجب ان تكون هدفها الرئيسي الدعوة إلي الله وتجميع شمل الأمة ووحدتها عملا بقوله سبحانه وتعالي: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا". وترفض استخدام بيوت الله في غير الدعوة إلي الله سبحانه وتعالي مضيفة انه ينبغي علي الأمة ان تكون شديدة الوعي باهداف من يستخدمون هذا الأسلوب ولا تنساق إلي كلامه مادام ابتعد عن دوره الحقيقي في الدعوة إلي الله وتوحيد امة المسلمين.