تحركت الأغلبية الصامتة أمس لتقول كلمتها عبر صناديق الاستفتاء في مشهد حضاري رائع عبر عن المعدن النفيس لهذا الشعب العظيم المتشوق للتعبير عن رأيه وممارسة حقه في أن يكون دائما هو السيد والحكم. وكان المشهد "مفرحاً" في المحافظات التي جري بها الاستفتاء حيث امتدت طوابير المواطنين في حراسة رجال القوات المسلحة والشرطة للادلاء بأصواتهم في شكل حضاري يعبر عن مصر الحديثة. وأكدت تقارير المراقبين المستقلين الذين تابعوا عملية الاستفتاء أن التجاوزات كانت بسيطة تمثلت في تأخر فتح اللجان وارتباك في أداء البعض ومحاولة التأثير علي اصوات الناخبين. وأدلي الرئيس محمد مرسي بصوته في مصر الجديدة. وأثار ذلك تساؤلات البعض الذين اعتقدوا ان دائرته الانتخابية تقع في مدينة الشروق. واوضح الدكتور ياسر علي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية ردا علي ذلك بأن الرئيس كان قد قام بتغيير محل اقامته ببطاقة الرقم القومي الخاصة به بعد انتخابه لتصبح دائرته الانتخابية بمدرسة مصر الجديدة بدلا من الدائرة الاولي بمدينة الزقازيق. وثارت بعض المشاكل امام عدد من اللجان عندما اصر الناخبون علي الاطلاع علي البطاقات الشخصية للقضاة للتأكد من هويتهم.. ولأن الاعداد التي ذهبت للتصويت كانت اكبر مما توقع البعض فإن اللجنة العليا للانتخابات المشرفة علي الاستفتاء برئاسة المستشار سمير ابوالمعاطي قررت مد فترة التصويت ساعتين لتصبح التاسعة بدلا من السابعة مساء.. وتداول البعض امس اخبارا عن عدم كفاية القضاة في مراكز الاقتراع علي مستوي الجمهورية ورد عليها الدكتور حسني البرنس القيادي بحزب الحرية والعدالة الذي نفي ذلك مؤكدا ان كل لجنة فرعية يشرف عليها قاض. ولم يسلم الاعلام بالطبع من الهجوم والانتقادات حتي اثناء الاستفتاء حيث انتقد الدكتور جمال جبريل عضو الجمعية التأسيسية للدستور الاعلام ووصفه بأنه يدعي الحياد بينما يعمل علي تشويه مشروع الدستور وقلب الحقائق اضافة الي الاعلانات المستمرة التي تذاع من أجل رفض الدستور. وكان دور القوات المسلحة بارزا لتأمين عملية الاستفتاء حيث شاركت طائرات من سلاح القوات الجوية بطلعات لمراقبة سماء محافظات المرحلة الاولي للإطمئنان علي تأمين المنشآت الحيوية.