كان المشهد في مصر أمس متكررا. يعكس حالة الانقسام التي تزيدها المليونيات عمقا.. فهي مليونيات في حب مصر.. ولكنها قد تكون أيضا مليونيات لمسلسل تدمير مصر. فلم تفلح المليونيات في تغيير المواقف المتصلبة فعصر أمس كانت حشود المنتمين الي القوي الاسلامية تتجه الي مسجد رابعة العدوية في مليونية "نعم للشريعة" بينما كانت حشود أخري تتجه إلي محيط قصر الاتحادية والي ميدان التحرير للتأكيد علي رفض مشروع الدستور ورفض الاستفتاء. وفي الوقت الذي تأكد فيه ان الاستفتاء سيتم في موعده بعد يومين. فإن قوي المعارضة عجزت عن تحديد موقفها النهائي من الاستفتاء وسوف تعلنه اليوم. إما بالمقاطعة وإما بالمشاركة والتصويت.. بلا. وعكست التصريحات مواقف كل القوي السياسية. فجمال حشمت عضو الهيئة العليا للحرية والعدالة قال ان الرافضين لاجراء الاستفتاء علي مسودة الدستور الجديد ليسوا اغلبية الشعب المصري. والليبراليون ودعاة الديمقراطية رسبوا في اختبار الديمقراطية. ورد الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور منسق جبهة الانقاذ الوطني بدعوة الرئيس محمد مرسي الي ان يستمع لنصف المصريين علي الاقل ويلغي الدعوة للاستفتاء علي الدستور أو ان يقوم بتأجيل التصويت لمدة شهرين حتي التمكن من الوصول لاجماع وطني. وشاركه عمرو موسي رئيس حزب المؤتمر بالتأكيد علي ان موقفه وموقف جبهة الانقاذ الوطني لايزال منحازا لالغاء أو تأجيل موعد الاستفتاء علي الدستور. أما التيار الشعبي برئاسة حمدين صباحي فهو أبرز المطالبين بمقاطعة الاستفتاء لعدم منح شرعية للاستفتاء علي دستور باطل. وحول استعدادات الاستفتاء فإن مصدرا قضائيا باللجنة العليا للانتخابات شدد علي حطر استخدام الشعارات الدينية المؤثرة علي إرادة الناخبين في استفتاء الدستور.