علي ولي الأمر ان يراعي الخلق والدين في زواج ابنته. والوفاء بالعهد واجب والتقصير فيه يعتبر اثما كبيرا والبرمجة لأنظمة الكمبيوتر لمواكبة تطورات العرض حسب النية. كانت هذه اسئلة القراء اليوم تقدمها مع اجابات العلماء عنها تسأل القارئة ر. م. م من الإسكندرية قائلة: كلما يتقدم أحد للاقتران بي يرفضه أبي بحجة انه ليس من مستوانا المادي فما حكم الدين؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عبداللطيف محمد عامر أستاذ الشريعة بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق يقول: اذا كان الاسلام قد اعطي لولي الأمر حقا في ابداء رأيه فيمن يتقدم لخطبة ابنته من حيث مراعاة الكفاءة بينهما فانه لم يجعل هذه الكفاءة مجهولة أو غير منضبطة بل انه جعلها كفاءة عامة في الدين بوجه خاص استنادا الي قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "اذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه ألا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" ولم يشر إلي العامل المادي أو الاجتماعي واذا كانت الفتاة السائلة كما تقول قد تقدم اليها خاطب تميل وتطمئن الي صلاحه فخير للوالد ان ييسر أمر هذا الزواج والا يشطط في مراعاة كفاءة معينة قد لا تؤثر في جوهر الزواج قال الله تعالي: "إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله" فعلي الوالد ان يطمئن علي تدين الخاطب وتقواه في معاملته لابنته. وعليه من جهة أخري أن يتحسس مشاعر هذه البنت وان يراعي رضاها عن هذا الخاطب فاذا توفرت مشاعر الاطمئنان من هذه النواحي فليتوكل علي الله ولينفذ أمر هذا الزواج حتي لا يتقدم عمر هذه الفتاة وتتعطل فرص ا لزواج لها وحينئذ يتعطل مقصد جليل من مقاصد الشريعة الاسلامية وهو المحافظة علي النسل ومن أجل ذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في خاتمة الحديث الذي أشرنا اليه "إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" ومن الصلاح للمجتمع اذا تقدم شاب ذو خلق ودين للزواج من فتاة علي ولي الأمر أن يقبله زوجا لابنته وان يبين لها أفضليته علي غيره فالمال ظل زائل أمت الدين فهو عقيدة وشريعة يتحلي بهما المرء ويصلحان من شأنه. والله أعلم يسأل القارئ ف. ع. م من طنطا غربية قائلا: أخذت عهدا علي نفسي للقيام بعمل شروع خيري لوجه الله تعالي ثم تراجعت بعد ذلك فما حكم الدين؟! يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور محمد عبدالستار الجبالي أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول: لقد أمر الله تعالي بالوفاء بجميع العهود والالتزامات سواء كانت عهودا معه أو مع الناس قال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعهود". وأي تقصير في الوفاء بالعهد يعتبر أثما كبيرا يستوجب المقت و الغضب حيث يقول الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون". وكل ما يوجبه الانسان علي نفسه من عهد فهو مسئول عنه ومحاسب عليه بناء علي قوله تعالي: "وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا". والوفاء جزء من الايمان قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن حسن العهد من الايمان". ولقد كان الوفاء بالعهد من خلق الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام. قال الله تعالي: "واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيبا" والعهد الذي يجب احترامه والوفاء به يجب ألا يخالف حكما من الأحكام الشرعية وأن يكون عن رضي واختيار. وبالنسبة لما ورد في السؤال يكون هذا العهد علي النفس من قبيل النذر المشروع الذي حث الله تعالي عليه بقوله: "يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا" وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن نعصيه فلا يعصه". ونباء علي هذا فالنذر ينعقد اذا كان قربه يتقرب بها العبد الي الله تعالي ويجب الوفاء به ومن ثم اذا حنث الناذر أو رجع عن نذره لزمته كفارة يمين وهي اطعام عشرة مساكين وجبتين مشبعتين من أوسط ما يطعم أهله أو كسوتهم علي التخيير مصداقا لقوله تعالي: فكفارته اطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة. فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة ايمانكم". والله أعلم يسأل القارئ س. م. ر من بورسعيد قائلا أعمل مبرمجا ومنظما لأنظمة الكمبيوتر وقد تستخدم هذه البرامج والأنظمة فيما يخالف الشرع. فما حكم الدين؟! يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور أحمد يوسف سليمان أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة يقول: الأصل أن العمل في هذه الوسائل التي تواكب تطورات العصر مباح وقد يجب اذا استعملت في حاجة المسلمين العامة وقد يحرم اذا تبين أنها لا تستعمل الا في الحرام. أما اذا ترتب علي العمل في هذه الوسائل أن بعض الناس قد يستخدم المعلومات والبرامج والأنظمة في الخير وبعضهم قد يستخدمها في الشر فإنه يجوز العمل بها وأن ينوي المشتغل بها تقديم خدماتها لمن يستعملها فيما يفيد من الخلال من أمور الدين أو الدنيا. والله أعلم