السؤال: أبي كان مريضا وقد نذر لو شفاه الله تعالي ووفقه لعمل ، سيدفع كل شهر مبلغا ماليا للفقراء وقد أستجاب الله له و ظل يدفع مدة وبعد أن كثر عددنا صار الوالد غير قادر علي الوفاء به، فما حكم الدين؟ يجيب عن هذا السؤال الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول: قال الله تعالي في بيان صفات الأبرار وما اأعد لهم من الدرجات العلا عند ربهم:" إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينًا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرًا يوفون بالنذر ويخافون يومًا كان شره مستطيرا". فكان الوفاء بالنذر أول خصلة من خصال الخير، التي التزم بها هؤلاء الأخيار، أمام ربهم ، فهم لم يقفوا عند أداء ما أوجبه، المولي عليهم من التكاليف، ولم يتركوا لأنفسهم الحرية في أداء نوافل العبادات، حسبما يجدونه من النشاط في الأوقات، بل ألزموا أنفسهم أنواعا من الطاعات حتى يسدوا النوافذ أمام النفس والشيطان والهوى، ولما علم المولي جل شأنه بصدقهم وإخلاصهم في هذا التوجه لعبادته أعانهم علي الوفاء بنذرهم، ليسلكهم في زمرة أحبابه و أصفيائه . ويرتفع هذا المقام ويجل عن الوصف حين يكون النذر مطلقا، دون ارتباطه وتعليقه، بقضاء طلب محدد، أو الخروج من مأزق معين، كما ورد في السؤال فإنه علق الوفاء بالنذر بأمرين: أن يعافي من مرضه و أن يوفق في وظيفة وقد قال العلماء بكراهة هذا النوع من النذر لما فيه من معني المعارضة أو المقايضة وهذا الأسلوب في التعامل لايصح التعامل به مع الخلق نظرا لتبادل المصالح فلا ينبغي أن يتعامل به مع الخالق الرازق المتفضل بالإحسان كله بل الواجب أن يتوجه العبد اليه بالعبادة مع كامل الخضوع والتضرع شاكرا لأنعمه التي لا تحصي وأفضاله التي لا تستقصي ومع هذه العبادة الشاكرة ستتحقق الآمال وستزداد أنواع الإنعام والإكرام قال الله تعالي:" لئن شكرتم لأزيدنكم ". وقال صلي الله عليه و سلم عن ربه عز وجل في الحديث القدسي :" من شغله ذكري عن مسألتي أعطه أفضل مما أعطي السائلين" وأقول لصاحب الرسالة إذا عجز والدك عن الاستمرار في وفاء نذره فعليه كفارة يمين لقوله صلي الله عليه و سلم: "من نذر نذرا لم يطقه فكفارته كفارة يمين" وكفارة اليمين تتمثل في إطعام عشرة مساكين غداء وعشاء من أوسط ما يطعم به أهله أو كسوتهم فمن لم يجد فليصم ثلاثة أيام .والله أعلم المصدر: جريدة " الجمهورية" المصرية.