* يسأل م.س.ع من الجيزة: اختلفت مع شقيقي في موضوع ما. فقلت في ساعة غضب نذرت لله تعالي إن مرض أخي لا أزوره وإن مات لا أمشي في جنازته. وقد مر علي هذا النذر تسعة أشهر ومنذ شهر تقريباً مرض أخي ومكث في إحدي المستشفيات ولم أذهب إليه بسبب هذا النذر وأنا في غاية الضيق فماذا أفعل؟ أرجو الإفادة. ** يقول الشيخ عادل عبدالمنعم أبوالعباس عضو لجنة الفتوي بالأزهر: سامحك الله أيها السائل وعفا عنا وعنك. فلست أدري كيف تحملت هذه المدة من قطيعتك لشقيقك خاصة في الفترة الأخيرة التي وصلت إلي شهر تقريبا كما ذكرت في سؤالك. وهو يرقد علي فراش المرض. أما ذكرك أحد بهذا العمل المرفوض طبعاً وعقلاً وقرأ عليك قول الله: "فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمي أبصارهم". أما تحركت عاطفة الاخوة في قلبك وحدثتك نفسك بقول الله: "والعافين عن الناس والله يحب المحسنين". إن النذر الذي تلفظت به نذر باطل لأنه وقع في معصية. ونذر المعصية لا ينعقد ولا يجب الوفاء به ولا كفارة فيه لقوله صلي الله عليه وسلم: "من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه" وهل هناك معصية أكبر من قطيعة الرحم خاصة الأشقاء مهما كانت أعذار القاطع والمخاصم؟! كان عليك أن تسأل منذ زمن سؤالك هذا لكن قدر الله وما شاء فعل. فاذهب إلي أخيك بسرعة البرق. وقف معه في محنته واطلب منه المسامحة حتي وإن كان هو الذي بدأ بالخطأ في حقك. واستغفر الله من ذنبك وعلم غيرك أن كل نذر في معصية لله باطل لا يعتد به وقل كما قال موسي عليه السلام: "رب أغفر لي ولأخي" تجد الله غفوراً رحيماً. وردد مع هذا الشاعر الحكيم قوله: لو أنصف الناس لاستراح القاضي وبات كل عن أخيه راضي