* يسأل س.غ.أ من الجيزة: حدثت مشاجرة بيننا وبين أخوالي. وصلت الضرب. وعندما حاولت ضرب ابن خالي جذبني والدي بشدة فقذفته دون أن أدري فوقع علي الأرض. وأصيب بكسر في قدمه. ودخل المستشفي. وبعد عشرين يوماً انتقل إلي رحمة الله. فقال لي أخي الأكبر إنك قاتل أبيه ولا ميراث لك عندنا مع العلم أن والدي سامحني قبل وفاته فما رأي الشرع؟ ** يقول الشيخ عادل عبدالمنعم أبوالعباس عضو لجنة الفتوي بالأزهر: نقول للسائل: ما كان ينبغي أن تصل الأمور بينكم وبين بعض أخوالكم إلي هذا الحد المشين بغض النظر عن الأسباب التي أوصلتكم إلي درجة المشاجرة الدامية فقد نسي كل واحد فيكم "صلة الرحم" وتجاهلتم القرابة القريبة التي أوصي الله بها في كتابه وحذَّر مما يؤدي إلي قطيعتها وذلك في قوله تعالي: "فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمي أبصارهم". بل وتناسيتم قول الرسول المصطفي صلي الله عليه وسلم : "الخال والد" وهو حديث صحيح من أمثال النبوة. فكان الأولي بكم أن تجلسوا جلسة عرفية تأتون فيها بأهل العدل والخبرة ليحكم بينكم ثم يكون الصلح الذي يؤدي إلي إعادة المياه إلي مجاريها وبسبب الغضب الشديد حال المشاجرة قمت بقذف والدك مما تسبب في وقوعه علي الأرض وتكسير ذراعه. وهذا هو المتوقع في المشاجرات وفي العنف الذي يترتب عليها وبما أن والدك عاش هذه الفترة العلاجية ثم رحل إلي الله بعد عشرين يوماً كما ذكرت في سؤالك. وقام بمسامحتك فإن أجله قد حان ولا يعدُّ ذلك من القتل الخطأ لكن عليك أن تكثر من الدعاء لأبيك بالرحمة والرضوان. أما لُبَّ السؤال وهو حرمان أخيك الأكبر لك من الميراث بسبب أنك تسبَّبت في موت والدك فليس له في ذلك أي حق لأن الأمر كما ذكرنا لم يكن قتلاً ومع كل هذا فإن القتل الخطأ وإن حدث ليس من موانع الميراث عند عامة العلماء. لأن القتل المانع من الميراث هو العمد كما قال صاحب الرحبية: ويمنع الشخص من الميراث واحدة من عللي ثلاث رِقّى وقتلى واختلاف دين فافهم فليس الشك كاليقين فعلي أخيك أن يعطيك حقك في الميراث كاملاً غير منقوص والله يغفر لنا ولك ويهدينا إلي صراطك المستقيم.