تطرح تطورات التصعيد بين إسرائيل وإيران سؤالًا حاسمًا ألا وهو، «إلى متى تستطيع إيران الاستمرار في الحرب؟».. فمع كل وابل صاروخي جديد، تتقلص مخازن الأسلحة الإيرانية تحت ضربات إسرائيلية دقيقة وعنيفة، ما يضع برنامجها الصاروخي على حافة الإنهاك. والآن أصبح السؤال، هل إيران أمام أيام محدودة لصراع كثيف.. وهل تملك ما يكفي من الصواريخ لمواصلة المعركة؟ منذ يوم الجمعة، دخلت المواجهة الإيرانية الإسرائيلية مرحلة غير مسبوقة من التصعيد، بعدما تحول التصعيد من ضربات محدودة إلى تبادل كثيف للصواريخ. رژيم متجاوز اسرائيل در تبليغات خود طوري وانمود ميکند که گويا حملاتش را با دقت و بدون حمله به مناطق مسکوني انجام ميدهد. اما حقيقت چيزي ديگري است؛ فقط در سه حمله بيش از 70 زن و کودک کشته شدهاند؛ هنوز 10 کودک از 20 کودک مدفون در ساختمان مورد حمله در شهرک چمران از زير آوار بيرون... https://t.co/tqf13sMK4s pic.twitter.com/Ta3b37vMgr — Esmaeil Baqaei (@IRIMFA_SPOX) June 15, 2025 وفي كل يوم، كانت طهران تطلق ما لا يقل عن 100 صاروخ باتجاه إسرائيل، في حين ردّت تل أبيب بسلسلة من الغارات المركزة التي استهدفت البنية الصاروخية والدفاعية لإيران، بالإضافة إلى منشآت نووية تُعد من الأعمدة الأساسية في البرنامج العسكري الإيراني. ومع تكرار هذه الهجمات، برزت تساؤلات: «إلى متى يمكن لإيران الاستمرار بهذا الزخم؟ وهل تمتلك من الذخيرة والقدرات البشرية ما يكفي لخوض حملة طويلة الأمد؟». اقرأ أيضًا| الضربة الإسرائيلية لإيران| «رسالة مُشفرة» تحمل سر استهداف الاحتلال عمق طهران في هذا التوقيت الضربات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة أشارت مصادر استخباراتية إسرائيلية إلى أن سلسلة الضربات الأخيرة ألحقت أضرارًا جسيمة بالقدرات الصاروخية الإيرانية. ووفقًا لصحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، فإن تل أبيب نجحت في تدمير مئات من الصواريخ الباليستية، إلى جانب عشرات من منصات الإطلاق الثابتة والمتحركة، ما أدى إلى تراجع عدد الصواريخ الإيرانية من حوالي 3000 إلى نحو 2000 صاروخ فقط. وبحسب التقديرات، فإن هذه الضربات لم تُضعف فقط الجانب التقني، بل شلّت جزءًا كبيرًا من سلسلة القيادة العملياتية، خصوصًا بعد أن استهدفت إسرائيل بشكل مباشر كبار القادة العسكريين الذين يديرون المنظومات الصاروخية والطائرات المُسيّرة وأنظمة الدفاع الجوي. قائمة من القيادات المستهدفة ومن أبرز الأسماء التي تم اغتيالها في الضربة الإسرائيلية لإيران: الجنرال أمير علي حاجي زادة، قائد القوات الجوية للحرس الثوري الإيراني والمشرف الرئيسي على العمليات الصاروخية. محمد باقري، رئيس أركان الجيش الإيراني. حسين سلامي، قائد الحرس الثوري. رستم علي رشيد، قائد عمليات الأركان. علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني. بالإضافة إلى عدد من العلماء النوويين البارزين مثل فريدون عباسي ومهدي طهرانجي. ويقول مراقبون إن غياب هؤلاء القادة أحدث فراغًا في القيادة الميدانية، ما جعل العمليات الإيرانية أقل دقة وتنسيقًا، وأبطأ استجابة. وفقًا لتقارير أمنية، فإن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" كان قد بدأ منذ سنوات بتحديد مواقع تخزين الصواريخ الإيرانية، واعتمد في ذلك على استخدام طائرات مسيّرة صغيرة نُقلت عبر سلاسل تجارية عبر وسطاء مدنيين غير مشكوك فيهم. وبفضل هذه المعلومات، تمكّن الموساد خلال الأيام الماضية من تنفيذ عمليات دقيقة داخل العمق الإيراني، حيث راقب فرق التجسس لحظات نشر الصواريخ، ووجه ضربات جوية قبل إتمام عمليات الإطلاق. وهذا التكتيك ساعد في تقليص عدد الضربات التي كانت إيران تنوي تنفيذها، وعطّل جزءًا من المخطط العسكري الهجومي. 2000 صاروخ فقط.. حسابات المدى الزمني للمعركة إذا ما تم الأخذ بتقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، فإن طهران تحتفظ حاليًا بما يقرب من 2000 صاروخ. وبمعدل إطلاق يومي يبلغ 100 صاروخ، يمكن نظريًا استمرار إيران في المعركة لقرابة 20 يومًا فقط، «ما لم تُجدّد مخزونها أو تلجأ إلى ترسانة غير مُعلنة». لكن هذه الحسابات تفترض استقرارًا ميدانيًا يصعب تحققه، خاصة في ظل استمرار استهداف مواقع الإطلاق، وتعرض خطوط الإمداد للقصف، فضلًا عن القتل المنهجي لقادة التشغيل والمراقبة، مما يُضعف قدرات إيران على إدارة حرب طويلة. اقرأ أيضًا| قبل الضربة الإسرائيلية لإيران بساعات| كواليس صادمة سبقت هجوم جيش الاحتلال على طهران تل أبيب تشتعل..إيران تقصف العمق الإسرائيلي #القاهرة_الإخبارية#إيران#طهران #إسرائيل pic.twitter.com/9OsdvIE5nd — القاهرة الإخبارية - AlQahera News (@Alqaheranewstv) June 16, 2025 المجهول القادم.. صراع محدود بالزمن أم انفجار إقليمي؟ تتضارب التوقعات بين من يعتقد أن طهران تسعى إلى "تفريغ ما في جعبتها" قبل الدخول في هدنة تفرضها الوساطات الدولية، ومن يرى أن التصعيد قد يجر المنطقة إلى حرب مفتوحة تشمل أطرافًا إقليمية ودولية. وفيما تبقى حسابات الصواريخ والأيام قابلة للتغيير، فإن المؤكد أن استمرار إسرائيل في استهداف البنية التحتية الصاروخية الإيرانية سيجعل من الصعب على طهران الحفاظ على وتيرة القصف الحالية، ما لم تتدخل دول حليفة مثل روسيا أو الصين لتقديم دعم عسكري مباشر أو غير مباشر. اقرأ أيضًا| الضربة الإسرائيلية لإيران| تقلبات ترامب تكشف وجهه الحقيقي.. هل انتهت أوهام السلام على يد من ادّعاه؟