مفيش فايدة..أقولها بكل صراحة..فالدولة لاتضع الرياضة ضمن أولوياتها وتتعامل معها كنشاط ترفيهي..النظام السابق كان يستغل الرياضة لتحقيق مكاسب سياسية..والنظام الحالي عنده عقدة من الرياضة. البعض سيرد علي ويقول ألم يكن قرار الرئيس بإنشاء أول وزارة للرياضة في تاريخ مصر اهتماما بالرياضة؟! وألم يكن استقبال الرئيس لبعثة مصر في الدورة الأوليمبية وتكريمه للبعثة الباراليمبية اهتماما بالرياضة وتقديرا للرياضيين وإنجازاتهم؟. وأنا بدوري أرد وأقول إن الرئيس فعلا يحب الرياضة وما فعله يحسب له.. وإنني شخصيا كنت ضمن الوفد الذي استقبله الرئيس قبل دورة لندن وتبين من خلال حديثه معنا حرصه علي عودة النشاط وخاصة الدوري الكروي الممتاز..لكن هذا لم يترجم عمليا علي أرض الواقع لأن حكومة الدكتور هشام قنديل محتاسة علي الآخر في مشاكل الدولة وأزماتها.. والعامري فاروق وزير الدولة للشئون الرياضية لا يستطيع أن يفعل شيئا لأن الظروف التي تمر بها البلاد حاليا لا تساعده علي الإنجاز وتحقيق وعوده وخاصة في عودة الدوري الممتاز لأن القرار في النهاية هو قرار أمني بحت!! قد تكون الأحداث السياسية المتلاحقة والصراعات والمليونيات المتعددة التي بدأت تفقد بريقها وقيمتها قد أثرت علي اهتمام الدولة بالرياضة.. ولكن ما هي حجة السادة المحترمين أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور الذين اكتفوا ب19 كلمة فقط في المادة 69 الخاصة بالرياضة والتي تنص علي أن الرياضة حق للجميع وعلي مؤسسات الدولة والمجتمع اكتشاف الموهوبين رياضيا ورعايتهم واتخاذ ما يلزم من تدابير لتشجيع ممارسة الرياضة.. وهذه الكلمات ال19 كلمات تقليدية مطاطة يقولونها من أيام الفراعنة وهي لا تلزم الدولة بشئ ولا تتواكب مع العصر الذي نعيشه والتطور الرياضي المذهل في العالم في مجالات الاحتراف والاستثمار الرياضي ومكافحة المنشطات والتحكيم الرياضي. وعندما علمنا بالمادة الهزيلة الخاصة بالرياضة قبل اعتماده المسودة النهائية بأكثر من شهر..كتبنا وتحدثنا وحذرنا وكذلك خبراء الرياضة.. ولكن دون جدوي فلم تلتفت الجمعية التأسيسية لأحد ولا حتي للتقرير الجاهز للجنة الكابتن عبد العزيز عبد الشافي والتي كان قد تم اختيارها في الجمعية الأولي قبل حلها..ناهيك عن أن الجمعية نفسها لم يكن بها رياضي واحد!! إن تقدم الشعوب وتحضرها ياسادة لا يقاس بتقدمها الاقتصادي والسياسي فقط ولكن بتقدمها الرياضي أيضا بدليل إن الدول المتقدمة إقتصاديا مثل الصين والولايات المتحدة هي ذاتها التي تتصدر جدول الميداليات في الدورات الأوليمبية. إنني واثق أن الغالبية الكاسحة من الرياضيين سترفض هذا الدستور الذي لم يستجب لنداءاتها أو طموحاتها. صحيح أن الدستور به مواد رائعة.. ولكن أيضا به مواد ناقصة وغير مقنعة لأنه في النهاية كلام بشر. إنني لست مع الإسلاميين أو الليبراليين الذين يختلفون علي الدستور.. وأحذر من اللعب علي وتر الشريعة في عملية التصويت علي الدستور لأن الشريعة الإسلامية فوق الدستور الذي هو من صناعة البشر..فدستورنا الحقيقي هو كتاب الله..وتطبيق شرع الله يأتي من الدستور الإلهي الذي نزله المولي سبحانه وتعالي علي نبينا المصطفي.