لن ادخل في الجدل الدائر بين الليبراليين والقوي المدنية من ناحية والتيارات الإسلامية من جهة أخري حول نقاط الاختلاف علي عدد من مواد مسودة الدستور الجديد فقد سبق وقلت رأيي في أخطر المواد المختلف عليها بتأييدي لتطبيق الشريعة وحماية حقوق الأخوة الأقباط بالكامل لكنني سأدخل في قضية الرياضة ووضعها في الدستور.. فالجمعية التأسيسية لوضع الدستور الموقرة بارك الله فيها افتكرت الرياضة في المادة 61 بكلام تقليدي من أيام الفراعنة.. أي من قبل أن يفكر أحد في حاجة اسمها دستور. المادة 61 في مسودة الدستور تنص علي أن الممارسة الرياضية حق للجميع وتعمل مؤسسات الدولة والمجتمع علي اكتشاف الموهوبين رياضيا واتخاذ ما يلزم من تدابير لتشجيع الرياضة وبصراحة نص هذه المادة مجرد كلام هلامي لا يسمن ولا يغني من جوع ويعكس أن أعضاء الجمعية التأسيسية لم يكن من بينهم عضو واحد مؤمن بدور الرياضة وأهميتها في المجتمع كنشاط أساسي من أنشطة الدولة وليس نشاطا ترفيهيا.. لقد شغلنا أنفسنا بالدوري الذي يبدو أنه لن يعود هذا الموسم وتركنا القضية الأكبر والأهم وهي قضية وضع الرياضة في الدستور. الرياضيون خرجوا في مظاهرات غاضبة من أجل عودة الدوري وهو حقهم لكنهم لم يخرجوا من أجل وضع الرياضة في الدستور الذي سيتم التصويت علي مسودته النهائية خلال أيام وانني هنا أطالب الجمعية التأسيسية باستدراك الأمر والاستعانة بما انتهت إليه لجنة الكابتن عبد العزيز الشافي التي كانت انبثقت من الجمعية الأولي قبل التعديل.. وتلك اللجنة فيها العديد من خبراء الرياضة واللوائح الرياضية في مصر وتوصلوا إلي أفكار رائعة بعد أن درسوا العديد من دساتير الدول المتقدمة اقتصاديا ورياضيا وكذلك بعض الدول التي كانت نامية مثلنا وتقدمت مثل البرازيل. وأهم ما توصلت إليه تلك اللجنة كما قال لي خبير اللوائح الرياضية الدكتور محمد فضل الله تركز في خمسة محاور رئيسية هي حماية الهواية والاحتراف وصيانة القوانين واللوائح الرياضية وفقا للميثاق الأوليمبي وقوانين الاتحادات الدولية وعدم نظر النزاعات الرياضية إلا أمام محاكم رياضية وتشجيع الاستثمار الرياضي ودعم النشاط الرياضي داخل المؤسسات التعليمية فلماذا لايتم عليها في المادة 61 وليعلم السادة أعضاء التأسيسية أن الرياضة في دول العالم المتقدمة اقتصاديا تمثل مصدرا مهما من مصادر الدخل القومي فضلا عن أن الرياضة غالبا تعكس مدي تحضر وتقدم الشعوب والدورة الأوليمبية لندن 2012 لم يمر عليها سوي شهور قليلة وبالتحديد 3 شهور والتي تؤكد مدي أهمية الرياضة في حياة الشعوب بدليل أن من كان يتابعها في الملاعب ومن خلال شاشات التليفزيون تجاوز المليار مشاهد. وإذا كان البعض يري أن الرياضة لهو ولعب فهم خاطئون لأننا نتحدث عن رياضة نظيفة تسهم في بناء مجتمع قوي بدنيا ونفسيا وسلوكيا ..فيها تنافس شريف وروح رياضية خالية من التعصب والشغب ولابد أن الدستور الجديد يكفل حقوق المصريين في وجود رياضة حقيقية ويعكس الإيمان الكامل للدولة بأهمية الرياضة كنشاط أساسي في البلاد.. ودستور يا جمعية!!