* الرياضيون.. والدستور.. ففي الوقت الذي تتقدم فيه الرياضة لتحتل المراكز الأولي في نتاج الدخل القومي للدول الكبري فهي في المركز الثالث من نتاج الاقتصاد بالبرازيل وفي المركز الخامس من الدخل الأمريكي نجد الأمر مختلفاً عندنا نتجاهلها نحن المصريين في تأسيسية الدستور ونجعلها هامشية لتأتي في 19 كلمة فقط بالمادة 68 وجاءت كالتالي: ممارسة الرياضة حق للجميع وعلي مؤسسات الدولة والمجتمع اكتشاف الموهوبين رياضيا ورعايتهم واتخاذ ما يلزم من تدابير لتشجيع ممارسة الرياضة. فهذه المادة التي ركزت علي رعاية الموهوبين ورعايتهم بالطبع ليست كافية لصناعة الرياضة وصناعها والعاملين بها من المصريين الذين يصل عددهم لنحو 6 ملايين مصري ومن هنا جاء التجاهل في التأسيسية فلا وجود بجلسات تأسيسية الدستور لأي ممثل لهذه الشريحة الكبيرة بالمجتمع والتي تصل إلي تعداد إحدي الدول الصغيرة وكأن الوسط الرياضي والعاملين به قد خلا ممن يمثلهم سواء وزراء سابقين أو حاليين أو قانونيين وأساتذة جامعات ونجوم رياضيين.. ولذلك تستعرض "المساء الرياضي" في السطور التالية آراء عينة بسيطة من رموز الرياضة في مصر ومن نجوم لكرة القدم ومسئولين وعمداء بكليات التربية الرياضة عن رأيهم في الدستور وقادة الرياضة به.. فماذا قالوا: أسلوب حياة * في البداية: أكد الدكتور عماد البناني رئيس المجلس القومي للرياضة السابق ان الرياضة أسلوب حياتة ولقد شاركت في العديد من جلسات الجمعية التأسيسية للدستور ولم يؤخذ بالمقترحات التي تقدمنا بها فكان لابد من الخروج بمادة تلزم الوزارات بالاهتمام بالمواطن المصري في مختلف فترات حياته فالرياضة ليست للرفاهية فلابد من الاهتمام بداية من الأم الحامل ثم الطفل ثم الصبي ثم الشباب وكبار السن والاهتمام بها في المدارس والجامعات فالرياضة أصبحت لغة سلام ويكفي القول إن مباراة في تنس الطاولة أصلحت بين قوتين عظميين هما أمريكا والصين أثناء الحرب الباردة فالرياضة تمثل المركز الخامس من الناتج القومي لأمريكا فكيف يغفلونها بهذا الشكل والدولة تبحث عن نهضة وتنمية. قادة العالم * أما اللواء حرب الدهشوري رئيس اتحاد الكرة السابق فقال ان الاهتمام بالرياضة لا تقل تماما عن الاهتمام بالصحة والاقتصاد والشرطة والقطاعات الحيوية التي تبني المجتمع ففي زيارتي لألمانيا مع أبنائي ووجودي لمدة عامين هناك كانت المدرسة ترسل سيارة لأبنائي يومين في الأسبوع من أجل ممارسة الرياضة يوم للسباحة وآخر لألعاب القوي فالرياضة ليست كرة القدم أو للموهوبين فقط فهي لصناعة مواطن يكون قادرا علي الدفاع عن وطنه وقت الحرب ومنتج وقت السلم وفي جميع المراحل العمرية يكون مواطنا قويا وبصحة جيدة فقادة العالم يهتمون بالرياضة والمدارس الرياضية وغير مقبول بأن تكون الجمعية التأسيسية خالية من عضو أو عضوين يمثلان الوسط الرياضي. جهل اقتصادي * أما الدكتور جمال محمد علي عميد كلية التربية الرياضية بأسيوط فقال إنه يتهم الجمعية التأسيسية بالجهل الاقتصادي لأن هذه الجمعية لا تفهم ولا تعي أن الرياضة أصبحت أحد أهم عناصر الاقتصاد العالمي فهي ثالث الدخل القومي للبرازيل من حيث بيع اللاعبين وصناعة الرياضة وذلك بعد الزراعة والصناعة والخامس في أمريكا وتجاهل التأسيسية للرياضة يعتبر تجاهلا للاقتصاد فكلاهما وجهان لعملة واحدة فالرياضة خلفها 37 صناعة تقوم عليها منها الملابس الرياضية بيع وصناعة والأحذية والأدوات الرياضية والأجهزة وتشغيل الفنادق وصناعة الميداليات وتجهيز الملاعب.. الخ.. وكل ذلك يعمل فيه الملابين من البشر فلاعب كرة قدم واحد يعادل إعارة ألف معلم في عام واحد وهو ما أثبتته الدراسات والإحصائيات.. وعمومالً كنت أنوي اتخاذ موقف من خلال نقابة المهن الرياضية لرفض الدستور وجميع بنوده للعوار الذي أصابه في هذه النقطة. مادة ملزمة * وأشار الدكتور عادل صبري عميد كلية التربية الرياضية بجامعة الأزهر إلي أنه كان يتمني أن تكون المادة "68" مادة ملزمة للمؤسسات الأهلية والحكومية علي ممارسة الرياضة وتشجيعها في كافة القطاعات بداية من المدارس مرورا بالجامعات والأندية ومراكز الشباب والمصانع لرفع مستوي اللياقة العامة للمواطن المصري. وأضاف د. عادل صبري بأنه يؤيد الدستور بعد قراءته بالرغم من إغفال حق المواطن المصري رياضيا لأن هذه هي المسودة ليست نهاية المطاف فنحن نعيش مرحلة انتقالية تدرس فيها الديمقراطية وعلي كل التيارات الليبرالية أن تنظروا إن كان لها رأي آخر فهناك مرحلة التصويت ولها أن تقول رأيها بصراحة. * وقال الدكتور عدالعزيز غنيم وكيل كلية التربية الرياضية بالهرم ورئيس اتحاد الملاكمة ان ما حدث هو "سلق للدستور" فلا يمكن تجاهل هذه الفئة المؤثرة بكل طوائفها وألعابها في الشعب ويكفي أن الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية شبه نفسه باللاعب محمد أبوتريكة نجم الأهلي وقال إنه كان احتياطيا ونزل الملعب وأحرز الفوز بل استعان ببعض هؤلاء النجوم في حملته الانتخابية واليوم ينساهم فالرياضة لها تأثير كبير شعرنا به بالشارع المصري بعد إحرازنا للميداليات الأوليمبية في الملاكمة في بكين فهذا كلام مرفوض شكلا وموضوعا ولابد من تداركه. وقفة احتجاجية ومن اللاعبين ونجوم كرة القدم فقال عميد لاعبي العالم الكابتن أحمد حسن نجم نادي الزمالك بأنه وزملاؤه الرياضيين والعديد من العاملين والموظفين بالمجال الرياضي سيتجهون اليوم لمبني وزارة الرياضة بميت عقبة للوقوف في وقفة احتجاجية بعد تجاهل الدستور لنا وعدم الالتفاف لحقوقنا فلقد خاطبنا اللجنة التأسيسية بعدة مطالب ولم يردوا علينا حتي الآن وكأن القطاع الرياضي في دولة أخري. أما النجم حازم إمام الصغير لاعب الزمالك فقال بالطبع سنقف اليوم كممثلين لأكثر من 6 ملايين مواطن مصري لهم حقوق في الدولة لم يراعيها الدستور فهناك عمال وإداريون ومدربون وفنيون ورياضيون جميعهم تجاهلهم الدستور.