بمناسبة التعجيل بإعلان مسودة الدستور من جانب اللجنة التأسيسية .. وعلي الرغم من أن رئيس الجمهورية منح اللجنة يوم الخميس الماضي مهلة شهرين لاستكمال أعمالها إلا أنها قررت اليوم أن تنتهي من الدستور وتعرضه غدا ويصبح كل أبناء الأسرة الرياضية والعاملون في هذه الصناعة أمام واقع مر . كان لديهم أمل أن تلتفت اللجنة التأسيسية إلي ما تم عرضه عليها من جهات عديدة بشأن نص الرياضة وحتى يخدم حاضر ومستقبل هذا النشاط الهام في حياة الإنسان بصفة عامة والذي ساهم في ارتقاء شعوب كثيرة . كان الأمل أن تنظر اللجنة إلي الرياضة كثقافة مجتمعية تساهم في تحسين صحة كل مواطن مصري وهو ما ينعكس على الإنتاج في المجتمع كله ويدعم التربية ويواجه التيارات الخطرة التي تقذف بالشباب في بحور الإدمان والعنف. يبدو أن هذه المفاهيم وغيرها التي ترسخ أهمية الرياضة لم تصل إلي أعضاء اللجنة الموقرين فأخرجوا نصا يقصر اهتمام الدولة علي الممارسين للرياضة فقط حيث تدعمهم الدولة وفقا للنص الموضوع في المادة 62 !! لقد حاول الرياضيون من خلال الجهات المتصلة باللجنة وأهمها مجلس الشورى توصيل وجهة نظرهم من خلال اجتماعات عدة علي مدي شهور ماضية بعد أن تم استبعاد عبد العزيز عبد الشافي ( زيزو ) الذي كان ممثلا للرياضيين في الجمعية التأسيسية الأولي ..ولكن ما تم طرحه تحت قبة البرلمان وتلقته اللجنة من اقتراحات شيء وما خرجت به شيء أخر تماما . لقد دعت اللجنة العديد من الخبراء لجلسات عدة ..أذكر منهم الدكتور كمال درويش والعامري فاروق وزير الرياضة قبل أن يتولي منصبه الوزاري والدكتور محمد فضل الله خبير اللوائح والتشريعات .. وجمال عبد الحميد نجم مصر والزمالك السابق وعدد كبير من أساتذة الجامعات والإعلاميين. وحضر هذه الاجتماعات بعض أعضاء اللجنة التأسيسية منهم محمد البلتاجي وكان مهتم بأن يدون ما يتم طرحه حول ضرورة أن يضمن الدستور حق كل مواطن في الرياضة من كل جوانبها ونشرها في المدارس والمصالح وأن تكون ثقافة في المجتمع وحتى حقوق المشاهدة تضمنها الدولة ..ولكن جاء النص قاصر علي رعاية الممارسين لا علاقة بتربية المواطن علي الثقافة الرياضية ,ويلزم المؤسسات علي جذب النشء والشباب والكبار للرياضة . لقد وصف الدكتور رائد زهر الدين وكيل لجنة الشباب في مجلس الشورى والقيادي في حزب الحرية والعدالة النص الموضوع في الدستور بأنه يؤدي إلي ( تقزيم ) الرياضة !! وطالب العامري فاروق من المستشار حسام الغرياني رئيس اللجنة التأسيسية ضرورة مراعاة أن النص المقترح لا يرضي طموح الرياضيين..وقد تصور تم عرضه من خلال مجموعة من الخبراء يما فيهم أعضاء اللجنة الأوليمبية . إذا وضعنا هذا الرفض إلي جانب جهات كثيرة في المجتمع تري أن الدستور لا يعبر عنها فأننا من المؤكد أمام حالة غريبة.. فالرياضة التي من المفروض أنها تمثل النهر الذي يجب أن توصل الدولة ماؤه إلي كل مواطن مصري ليدعم الأمن القومي للمصريين أصبحت تتعرض هي الأخرى للتقزيم مثل أمور كثيرة في الوطن .