انقسم الشارع المصري بين مؤيد للمليونيات ومعارض لها.. فريق يري في المليونيات الحل الوحيد للضغط علي الرئيس للعدول عن قراراته وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل ورداً علي بيان الرئاسة الهزيل بينما يعتبر البعض الآخر أن هذه المليونيات لا داعي لها فهي خروج علي الشرعية وأن رجوع الرئيس في قراراته عودة إلي الخلف وضرب الثورة في مقتل في حين يقف فريق آخر في موقف المشاهد لا يؤيد هذا ولا يعارض ذاك لكنه يضع مصلحة البلد ودوران عجلة الاقتصاد فوق كل اعتبار مرحبين بتراجع الإخوان عن مليونية تأييد قرارات الرئيس حقناً للدماء. قرار قوي يقول عصام غريب بكالوريوس تجارة إن ما فعله مرسي قرار قوي وأن المجتمع المدني مهما عملت له فلن يتفق علي شيء بدليل ما حدث في التأسيسية وخروج الناس منها بدون مبرر معقول وبدلاً من محاولة الوصول إلي رأي توافقي خرج كل واحد مصراً علي رأيه حتي من وافق علي بعض بنود الدستور رجع في كلامه هذه واحدة.. أما الثانية فهي الحكومة فبعضهم يري أن تكون حكومة تتبع الحزب الحاكم والأخري يري أنها يجب أن تكون تكنوقراط وبعد اختيارها بعضهم يرونها أنها تعمل بجد ولكن ينقصها بعض الدعم والآخر يري أنها حكومة ضعيفة. ويرجع ذلك إلي عدم وجود نية صادقة في دعم هذا الناشئ الديمقراطي وأن كلاً يبحث عن مصلحته الشخصية.. يعمل الشو الإعلامي بدون النظر إلي الخراب الذي يفعله بالبلد. احترام الشرعية يقول عبدالفتاح عبدالله محام إن القوي المدنية تبالغ في رد الفعل وتحمل الأمور أكثر مما تحتمل فالرئيس هو المسئول الأول والأخير عن اتخاذ القرارات المصيرية ولا ننسي أنه تسلم السلطة والبلد في حالة يرثي لها الفساد يضرب في كل أركانها لذا كان لابد من هذه القرارات الثورية وعلي القوي المدنية احترام شرعية الرئيس ومساندته والاستغناء عن نغمة أخونة الدولة التي يرددونها دائماً فالإخوان أثبتوا أنهم الأعقل والأكثر حرصاً علي مصلحة البلد بدليل تأجيلهم للمليونية منعاً لحدوث احتكاكات مع باقي القوي. يضيف أحمد محمد صاحب محل علي القوي المدنية أن تتقي الله في البلاد وتعود إلي الحوار وتستغني عن فكرة المليونيات التي توقف حال البلد حتي أصبحت مجرد الدعوة إلي أي مليونية يثير الرعب في نفوس المواطنين خوفاً مما يحدث من اشتباكات. علي الجانب الآخر يري علي محمود صاحب ورشة أن الرئيس هو السبب الرئيسي وراء كل هذه الأزمات التي تمر بها البلاد بداية من تعيين الإخوان في العديد من المناصب وفي النهاية هذا الإعلان المستفز حتي البيان التي خرج من الرئاسة بعد اجتماعه مع القضاة لا يوجد به أي جديد نفس الكلام بنفس الطريقة لذا لابد من استمرار المليونيات للضغط عليه وإعادته إلي رشده. يضيف جورج منير صاحب ورشة أن العنوان الرئيسي لما يحدث في مصر الآن هو "وقف الحال" فالقرارات غير مدروسة والخاسر الوحيد هو الاقتصاد المصري.. فلم يصل الاقتصاد إلي هذا التدهور الذي نشهده الآن لدرجة أننا نقول "ولا يوم من أيامك يا حسني". يخالفه الرأي عماد مغازي صاحب محل مشيراً إلي أن قرارات مرسي قرارات صائبة وأن الشعب فعلاً يعاني وهي فترة مؤقتة وأي شخصية تحكم كانت ستواجه بنفس الاعتراضات وبالتالي لابد من وجود قرارات قوية تحمي الثورة وتخلص المجتمع من الفلول حتي ولو كان النائب العام. ويتساءل عن سر أن الذين يهاجمون قوات الأمن المركزي معظمهم من الصبية الذين لا تتعدي سنهم 16 عاماً وليس لديهم أي وعي سياسي مما يدل علي أنهم مأجورون وأن هذه الأزمة مفتعلة لإثارة الفتنة ونشر الرعب مما يؤثر علي القطاع الخاص الذي يدفع الثمن لأنه أكبر قطاع به عمال ويتأثر بالأحداث الجارية. أما عزت محمد عامل فيري أن الوضع أخذ أكثر من حجمه وأن هناك تضخيماً للأمور فالأمر لا يتطلب تلك الوقفات والمظاهرات التي أصابت شغلنا في مقتل. بينما يري سيد الغمري أن مرسي هو الذي وضع مصر في هذه الأزمة فهو لم يهتم بالشعب في الفترة السابقة فكنا نسمع عن خطة المائة يوم ولم نر منها يوماً واحداً وسمعنا عن الاستقرار وقوانين الغلابة وثبات الأسعار وكل هذا لم نر منه شيئاً.. وبالتالي ظهرت حالة من عدم الثقة حتي لو كانت نيته "كويسة". ويتعجب عن تحول الرئيس مرسي من الميدان إلي قصر الاتحادية بعد أن قال إنه من أبناء هذا الميدان ليثبت أنه ليس رئيساً لكل المصريين بل للإخوان فقط وعندما يتحدث يجب أن يتحدث لجميع المصريين الأمر الذي جعلني أندم علي اختيار مرسي في الانتخابات فقد خيب آمالي. يؤكد أشرف محمد مهندس أن الرئيس نجح في بث الفرقة بين أبناء الشعب المصري من خلال قراراته الخاطئة والتي تشعر وكأن الهدف منها تقسيم الوطن فهو خرج علينا بإعلان دستوري استفز به كل أطياف الشعب دون أن يستشير أحداً حتي مستشاريه فوجئوا بالقرار مثلنا تماماً ورغم اعتراض بعضهم عليه وتقديم استقالتهم إلا أن الرئيس أصر عليه ورفض التنازل عنه أو حتي الحوار حول بعض بنوده. إشعال البلد أما محمد علي بائع فيقول تفاءلنا خيراً بعد وصول دكتور مرسي للحكم وكنت من أشد المؤيدين للعديد من قراراته ولكن بهذا الإعلان الدستوري أشعل النار مرة أخري فهو قرار خاطئ بنسبة كبيرة وسمح لمثيري الفتن والشغب باستغلال الموقف والاندساس وسط المظاهرات وإشعال البلد مرة أخري فلابد للرئيس من التراجع وهذا لا يعيبه أبداً. يقول محمود عطية موظف ببنك إن وضع البلد حالياً غير مستقر فقد اخترنا رئيساً من أجل استقرار البلد كلها وليس لفصيل معين فالشارع قد انقسم إلي قسمين في عهده ونري أنه يعمل لجماعته فقط وبالتالي فقد عزلنا فرعوناً لنأتي بآخر علي العكس فقد كان حسني مبارك يفعل كل شيء ولكن باستحياء ولكن الرئيس الحالي يتصرف كأمر واقع ومفروض علي الشعب دون مراجعته وأشار محمود إلي أن هناك رد فعل متخبطاً بين الشارع منذ إعلان بيان رئاسة الجمهورية والقضاة فريق يؤكد أن كله علي ما يرام وتم الاتفاق بين الرئيس والقضاة علي الإعلان الدستوري الجديد بعد شرح بنوده والغرض منها للجميع بينما يؤكد بيان مجلس القضاء الأعلي أنه لا اتفاق بين الطرفين فمن نصدق؟ ويضيف محمود عطية أن إعلان الإخوان المسلمين عدم وجود مليونية لهم اليوم بمثابة حركة سياسية في منتهي الذكاء للتنصل من أي أحداث عنف متوقع حدوثها تماماً يمكن حسابها عليهم كما شكك في التحالف بين القوي السياسية الموجودة في الميدان وتمني أن يكون تحالفاً فعلياً بدون أي مطمع سياسي ويتمني من رئيس الجمهورية التراجع عن الإعلان الدستوري الجديد ويتم التركيز علي تشكيل الدستور وتحسين وضع معدومي الدخل وبناء منظومة أمنية داخل البلد قبل التفكير في غزة وسوريا والسفر كل حين إلي الدول العربية والأجنبية. يؤكد محمد عطا مدير مبيعات أنه علي خلاف مليونيات بداية الثورة فنجد ميدان التحرير أقل كثافة ومعظم المتواجدين فيه من أتباع الفلول الكارهين للاستقرار العام لأن أي مصري غيور علي وطنه لن يحرق ويدمر ويثير الشغب إذا كان يبحث عن الحرية والكرامة والأمان علي أرض هذا الوطن ويضيف أنه لا ينتمي إلي أي فصيل سياسي ولكنه يري أن قرارات الرئيس وإن كانت سريعة ولا تجتمع عليها طوائف الشعب لكنه يري أنها ضرورية في هذه المرحلة حتي نخرج من هذه الأزمة ويجب علي الجميع مساعدته حتي لا نتأخر عن اللحاق بآخر أمل في الاستقرار والمليونيات التي يندس فيها المخربون واللصوص والخارجون علي القانون فالوقفات السلمية لا خوف منها ولكن العكس مخيف فاليوم علي سبيل المثال كثير من المواطنين آثروا البقاء في منازلهم والطلبة تركوا مدارسهم وجامعاتهم خوفاً من تصاعد الأحداث ووقوع ما لا يحمد عقباه فما العائد علي الوطن المسكين غير تعطل الإنتاج والتعليم ووقف حال البلد فالثورة الأولي كانت موحدة الهدف الأول هو إسقاط نظام حبس أنفاس المواطنين ثلاثين عاماً أما الآن الناس عندها بعض الأمل في الرئيس الجديد حتي لو اختلفوا عليه للخروج من المأزق التي تمر به البلاد وأكد أنه لا يثق في تحالف القوي السياسية الأخري بالميدان فإذا حدثت انتخابات اليوم فلن تجد غير الصراع علي السلطة يفرق بينهم من جديد وأضاف في النهاية عايزين نشتغل وكفاية مؤامرات ومهاترات لا تغني ولا تسمن من جوع سنعاني منه إذا واصلنا الكفاح المزعوم لأهداف متضاربة تخدم مصالح شخصية. أرفض المليونيات محمود عباس معاش يعلق علي الاعتصامات الحالية والدعوة إلي مليونية اليوم ما هو إلا تعطيل لمصلحة البلد وأنه كمواطن مصري يرفض هذه المليونيات التي تأتي بالسلب علي صالح البلد لأنه يري أن علي هؤلاء المعتصمين بصفة مستمرة أن يتركوا الأمر للقانون وأن ما فعله الإخوان من تأجيل مليونية الثلاثاء هو عمل علي حقن الدماء والخوف علي مصلحة البلد. مليونيات مشروعة فؤاد رجب فلسطيني الجنسية ومقيم في مصر يرفض الوضع الحالي لما يسببه من اضطرابات وانفلات أمني يؤثر علي المصلحة العامة والنمو الاقتصادي فما يحدث الآن مأساة رئيس الجمهورية يحاول السيطرة علي البلد وأخونتها الذي بدوره أدي إلي استفزاز الشعب المصري حتي خرجوا للاعتصام وعمل المليونيات لحين تراجعه عن قراره ولابد عليه أن يعمل علي تهدئة الوضع حتي تستقر أمور البلد. يشير مجدي بدر حافظ إلي أن البيان الذي ألقاه الرئيس مرسي عند قصر الاتحادية استفز الشعب المصري بدلاً من تهدئته لأنه كان من الأولي بدلاً من إلقائه هناك كان عليه أن يلقيه في إحدي القنوات التي تخاطب كافة الشعب وليس عنصراً بعينه فالشعب المصري ثائر والجميع اتجهوا إلي ميدان التحرير لحين تراجعه عن قراراته. إعطاء فرصة للرئيس ويضيف نبيل عبده تاجر أن ما يحدث الآن ما هو إلا إضاعة للوقت والمال والمجهود فهو يري أنه من الأفضل أن يترك هؤلاء المعتصمون للقيادة حرية التصرف وأخذ القرارات التي يجدها في صالح البلد وما يحدث الآن ما هو إلا تعطيل للنمو الاقتصادي وقد قلت حركة البيع اليوم خوفاً من حدوث تطورات في الوضع. يؤكد محمد عباس محاسب أن إعلان الرئيس مرسي استفز الشارع المصري وهذا يدل علي قلة خبرته السياسية واعتماده علي هيئة مستشارين ليس لديهم الدراية الكافية لأخذ قرارات في الاتجاه السليم لمصلحة البلد ففي النظام السابق كانت القرارات تأتي بطريقة تمتص غضب الشعب لأنه كانت تتم بطريقة سياسية محنكة من خلال جس نبض الشعب أولاً أما ما يحدث الآن فجميع القرارات نابعة من أهواء شخصية لتحقيق هدف معين ألا وهو أخونة الدولة وهذا لا يتلاءم مع الشعب المصري مما أدي إلي انفجار بركان الغضب. البلد مشلول ويعاني بهاء المدني محام من الاعتصامات والمناداة بمليونيات فكل هذا يؤدي في النهاية إلي الدمار والخراب الذي يحل بالبلد فجميع الشوارع متوقفة وشلل تام بحركة المرور فإذا كان لابد من هذه الاعتصامات فكان عليهم بالاعتصام وعمل المليونيات بعد مواعيد العمل الرسمية وذلك لمصلحة الوطن بدلاً من تكبد البورصة خسائر فادحة وصلت إلي 33 مليار جنيه مضيفاً أن الدكتور مرسي هو رئيس لفئة معينة وليس رئيساً لكل المصريين وأنه مُعلي مصلحة الحزب علي مصلحة الوطن فهذه الفئة هدفهم الوحيد هو الانتخابات النيابية القادمة. أما رمضان عبدالحميد السيد فيطلب من الشعب المصري أن يهدأ قليلاً وأن يعطي الفرصة للرئيس لتنظيم البلد وعلي المواطن المصري أن يعطيه صلاحياته لتنفيذ ما وعد به وأنه يوافقه في الإعلان الدستوري وإذا كان لفترة محددة إذا كان ذلك لمصلحة الوطن وأما عن إلغاء مليونية اليوم فكان لابد من إلغائها.