إلقاء مخلفات الردم في الشوارع تحول إلي ظاهرة أخفت منازل 132 أسرة بمنطقة "الخلوتي" التابعة للبساتين والتي تقع منازلهم علي مساحة 122 فدانا. وأصبحوا غير قادرين علي إدخال المرافق.. فهجر السكان المنطقة واحتلها البلطجية وتجار المخدرات. في البداية تقول آمال عبدالحكيم.. امتلك شقة بمنطقة ارض الخلوتي منذ سنة 2005 بالعمارة رقم 37 التابعة للهيئة العربية للتصنيع ولا أستطيع الاقامة بها حتي الآن بسبب جبال الردم التي احتلت الشارع حتي أن هيئة الصرف الصحي رفضت ادخال الصرف الي المنطقة وللأسف التلال أصبحت تحوي داخلها أوكاراً للذئاب والكلاب المتوحشة بالرغم من ارتفاع الاسعار بها. نحتاج معجزة ويري أحمد فراج من السكان.. أن إزالة هذا الردم يحتاج إلي معجزة. ويؤكد ان الكل أصبح يلقي بالردم بهذه المنطقة. صالحة محمود زوجة لحارس عقار بنفس المنطقة تؤكد أن الخارجين عن القانون اتخذوا من الجبل مأوي لهم لتقسيم حصيلتهم من السرقة والمخدرات مستغلين الشقق الخالية التي تركها سكانها بسبب نقص المرافق للأعمال المنافية للآداب ولا أحد يدري بخطورة المنطقة ليلاً ويضطر السكان القليلون بهذه المنطقة الي عمل أبواب حديدية لحمايتهم من هؤلاء البلطجية. ذئاب وحرائق ويستغيث محمد صابر طالب بكلية التجارة يسكن بالمنطقة منذ سنة 2008 من جبال الردم المترامية بطول العمارات وما تحويه من ذئاب وحرائق خانقة خاصة في فترات الليل ويؤكد انه رغم تدخل هيئة النظافة فالجبال كما هي والمرافق مقطوعة ولا حياة لمن تنادي. ويؤكد محمد محمود من سكان ارض الخلوتي انه غير متفائل بسبب بعض السلوكيات الخاطئة من قبل المقاولين الذين يلقون بردمهم كل يوم مما ادي لارتفاعه حتي وصل للادوار العليا مما يصعب الامر علي المسئولين ويمنع تدخلهم. ويعاني من ذلك حراس العقارات وذووهم المقيمون بتلك العمارات المهجورة التي تركها ملاكها لتصبح سكناً للخارجين عن القانون ويشاركه الرأي ناجح صلاح الذي يقطن بنفس المنطقة منذ 15 سنة ويقول انها اصبحت وكراً لتقسيم غنائم السرقات والافعال المنافية للآداب. وتقول هدي عبدالعليم احد السكان.. اسكن بتلك المنطقة مضطرة وذلك بسبب قربها من عملي وقد قمنا بإدخال المرافق بشكل غير قانوني ونعاني مما نراه في فترات الليل من بلطجية ومسجلين خطر قدمنا العديد من الشكاوي لحي البساتين لكنه امتنع عن التدخل بحجة ان كمية الردم تفوق قدرات الحي وهناك شكاوي اخري بمجلس الوزراء عن طريق بوابة الشكاوي الحكومية واخري بديوان المظالم ثم تقدمنا بشكوي لهيئة نظافة وتجميل القاهرة برقم 1106/5/2012 بتاريخ 31/7/2012 دون جدوي. وبمواجهة العميد عصام عمرو مدير الادارة المركزية للنظافة بالقاهرة قال ان ميزانية الادارة تخدم 26 حيا بالقاهرة وان إزالة هذا الجبل الهائل من الردم سوف يؤثر علي باقي الأحياء ويستنزف ميزانية الادارة ويري ان الردم الموجود بارض الخلوتي يفوق امكانيات الادارة والامر يحتاج الي تدخل وزارة البيئة وان الحل في يد المستأجرين عن طريق تعاونهم مع بعضهم البعض بالاتفاق مع مقاولين او جمعيات أهلية موثوق فيها تشترك مع السكان في ازالة الردم. ويؤكد عمرو عادل من غرفة العمليات التابعة للهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة ان مقاول المنطقة يزيل يوميا من هذا الجبل نحو 4000متر مكعب علي نفقة الهيئة وسرعان ما يعود الردم من جديد ويري ان الهيئة غير قادرة علي ازالة الردم بمفردها خاصة وان حي البساتين لا يتعاون مع الهيئة. وبمواجهة عادل عباس رئيس حي البساتين قال حل المشكلة بين السكان وهيئة النظافة وليس مسئولية الحي ولا المحافظة علي الاطلاق ويضيف ان تكلفة الإزالة تفوق امكانيات الحي من عمال ومعدات ومقاول ويؤكد ان المشكلة من الاساس تخص المتضررين وهم المسئولون عن حلها فيما بينهم.