حقق الأهلي المستحيل.. انتزع أغلي بطولة من فم الأسد التونسي.. الترجي الدولة.. قدم أبطال مصر وأفريقيا عرضا كرويا يفوق الخيال.. فاز علي الترجي التونسي بهدفين مع الرأفة وأضاع الفنان أبوتريكة ضربة جزاء صحيحة.. إن مباراة الأهلي والترجي في ستاد رادس بتونس ليست مجرد مباراة.. إنها حكاية للتاريخ قدمها أبناء وأبطال القارة الأفريقية الذين صنعوا التاريخ.. لم ييأسوا أو يتسرب الشك إلي نفوسهم بعد انتهاء مباراة الذهاب بالقاهرة بالتعادل الايجابي 1/1 وهي نتيجة إيجابية للترجي.. ولكن الأهلي المونديالي الذي يجيد دائما صناعة التاريخ وضع نصب عينيه هدفا واحدا وهو ضرورة الفوز بتلك البطولة لإهدائها إلي الشهداء الأبرار الذين سقطوا ضحية للغدر باستاد بورسعيد وليخففوا احزان اسرهم بل احزان كل الأهلاوية.. لم ينظر أي نجم إلي المكاسب المالية او الشهرة او تحقيق الانجاز لاعتبارات شخصية بل كانت دعوة جماعية صريحة من اجل الفوز بالكأس الأفريقية واهدائها إلي شهداء الفانلة الحمراء.. اعترف بأنني كنت متخوفا من نتيجة تلك المباراة لأن الترجي من أندية الإنجازات هو الآخر ولا يخسر كثيرا علي ملعبه.. ولكن سيطرت علي مشاعر غريبة قبل المباراة بأن الأهلي لن يكون الصيد السهل للترجي وبصراحة تمنيت علي الأقل التعادل الايجابي والاحتكام لركلات الترجيح والحظ يكون في جانب أي فريق منهما.. وقبل اللقاء بأربع وعشرين ساعة قمت بزيارة الكابتن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة السابق وأحد نجوم النادي الأهلي في الستينيات حيث يعالج من ازمة صحية خطيرة في مستشفي الحياة.. وعلي سبيل الدعابة لأنني أعلم أنه يجيد التوقعات ومتخصص في المراهنات علي نتائج المباريات الصعبة قلت له من سيفوز غدا الأهلي أم الترجي؟! ولم أتوقع بالفعل أن يقول علي الفور الأهلي سيفوز ويعود بالكأس الأفريقية إلي القاهرة.. وما توقعه الكابتن سمير زاهر حدث بالفعل.. وشاهدت مباراة من أروع المباريات التي لعبها الأهلي هذا الموسم خلال البطولة بل وعلي مدي المواسم الثلاثة الماضية لأنها بطولة لن ينساها التاريخ فهي بطولة للشهداء.. تحدي الأهلي الظروف الصعبة.. ولعب بدون جماهيره منذ بداية المنافسات وكان يلعب وحيدا علي ارضه وخارجها وبالطبع لأنه كان مطمعا لجماهير الأندية التي تنافسه وهو يلعب علي ملعبها.. وكان السبت هو يوم السعد للأهلي والأهلاوية وكل مشجعي الكرة المصرية علي مختلف انتماءاتهم.. كان السبت الماضي هو يوم الأهلاوية والزملكاوية والإسماعيلاوية والاتحاداوية والمحلاوية.. كان يوم كل الأندية والرياضة المصرية.. إنها مسحة فرحة يقدمها أبناء أبناء مدرسة الأهلي للإنجازات الخالدة إلي كل أسر الشهداء في مصر.. إلي كل الشهداء الذين سقطوا قتلي منذ ثورة 25 يناير وحتي حادثة القطار والاتوبيس الذي راح ضحيته 50 طفلا بريئا.. لقد فرحت العاصمة وكل المحافظات لأننا كنا بالفعل نفسنا نفرح بعد ما نراه من احزان غطت بالسواد علي حياتنا.. إن الأهلي المونديالي سيذهب إلي اليابان مجددا ويشارك وسيلعب باسم الشهداء لقد حقق المعادلة الصعبة بعدما تخصص في الفوز بثلاث بطولات أفريقية من ثلاثة أندية تونسية وهي النجم الساحلي والصفاقسي وأخيرا الترجي.. مبروك للأهلي قيادة وجهازاً فنياً بقيادة البدري وكذلك مبروك لكل الأبطال أو الشياطين الحمر الذين يسعدون الشعب المصري دائما.