مشكلتنا كمصريين اننا تخصص فنجرة حنك او ¢بوق¢تفوق دائما احلامنا طموحاتنا ..لانستطيع ان نتحدث او نحلم او نفكر في المستقبل علي ارض الواقع ..عندما شاركنا في كأس العالم عام 90 في ايطاليا بعد ان تأهلنا بمعجزة الهية إثر فوزنا علي المنتخب الجزائري الشقيق وبعد غيبة 56 سنة بالتمام والكمال فشلنا طوال تلك المدة في التأهل ومع ذلك 90% من جماهير الكرة ومن المصريين حتي الذين لايميلون للعبة او تشجيع اي فريق بني احلام وقصور في الهواء بان مصر او منتخب الجوهري رحمه الله سيواصل المهمة ويتاهل للادوار التالية في المونديال والمصيبة بعد التعادل مع هولندا بهدف مجدي عبد الغني من ضربة جزاء..زادت مساحة الطموحات والاحلام وظن البعض اننا من الممكن ان نصل لدور الاربعة رغم ان مباريات الدور الاول لم تنته بعد واستيقظنا جميعا علي حلم الخروج المزعج..وهو شبح اصبح يلازمنا في كل المواقف والبطولات بل والامور الحياتية اليومية!! وحتي عندما عشنا احلي لحظات العمر في العصر الكروي الزاهر لاتحاد سمير زاهر الذي حقق ما يشبه المستحيل واستطاع منتخبنا بقيادة الوطني المعلم شحاته ان يحقق الفوز بثلاثة بطولات افريقية متتالية وهو مايشبه الاعجاز في عالم الكرة..تعرض الاتحاد ورئيسه لموجة عارمة من الانتقادات اللاذعة فيما يبدو ان هناك من يرفض ان تخطو مصر خطوة للامام ويجب ان يلاحقها دائما الانكسارات والانهزامات بدليل اننا خرجنا من اسهل تصفيات لكأس العالم علي يد الجزائر بعد الاحداث المؤسفة التي وقعت من الجانبين ..ومع ذلك استطاع نفس المنتخب الفوز بالبطولة الافريقية الثالثة وشارك في كأس العالم للقارات وخسرنا امام البرازيل بصعوبة 3/4 وكنا الافضل وفزنا علي ايطاليا بهدف وعدنا للاوهام والاحلام باننا سنصل للادوار النهائية من تلك البطولة التي اقيمت في جنوب افريقيا واستيقظنا علي كابوس مزعج بالهزيمة امام امريكا بالاربعة ورغم النتائج والعروض الجادة التي قدمها الفريق الا ان اعداء النجاح اثاروا قضية فتيات الليل التي نشرتها احدي صحف جنوب افريقيا الصفراء وهاجت الدنيا وماجت وعلقوا المشانق للاتحاد ونجوم الفريق فضائيا وفي النهاية اتضحت الحقيقة واعتذرت الصحيفة ولكن بعد ان مرمط البعض المنتخب والاتحاد واهال عليه التراب ..فيما يبدو تلك طبيعتنا كمصريين ..نجيد فنجرة الحنك ونجيد اختلاق الشائعات ونجيد بناء انجازات في عالم من الخيال ..نفتقد الي التققيم الحقيقي لقدرتنا قبل الاقدام علي اي خطوة او اتخاذ قرار صعب في ظروف اصعب..لانريد ان نكون ملكيين اكثر من الملك وندافع عن قضايا خاسرة ..بل نريد ان ننظر لمستقبلنا من اجل الاجيال المقبلة وتعويض ما فاتنا لاننا لانجد من يقف بجوارنا خلال الأزمات!!