في الوقت الذي تبحث فيه الدولة عن آلية جديدة لزيادة الرقعة الزراعية ورفع انتاجية الفدان ومنع انتشار الأمراض نجد عددا هائلاً من المواطنين والمسئولين يسيرون عكس الاتجاه وكأنهم يتكالبون علي صحة المصريين حيث يقوم سكان القري المحرومة من الصرف الصحي بمد مواسير المجاري إلي الترع وتصريفها من العقارات الي ترعة قرية ابشواي والتي تعتبر شريان الحياة لري 450 فداناً فأصبحت تلك الاراضي تروي بمياه الصرف مما أدي إلي تلوث الزراعات واصابة آلاف المواطنين بأمراض فتاكة واغتال الكبد والفشل الكلوي قري بأكملها. في البداية يقول ممدوح عبدالعظيم محاسب ان مسئولي المجلس المحلي بمركز ابشواي الفيوم في واد والمواطنين في واد آخر فالمواطن أصبح يفعل ما يريد دون رقيب أو وازع من ضمير فهل يعقل ان يتم إلقاء مياه الصرف الصحي علي ترعة تروي 450 فداناً دون ان يتدخل أي مسئول من المجلس المحلي الذي يشرف علي تلك المهزلة. يشير محمد الشكلي- موظف- إلي ان المسئولين في مجلس ابشواي لا يريدون ان يتحركوا لانقاذ الأرض من البوار والحفاظ علي صحة المواطنين فقد تحولت هذه الترعة الصغيرة إلي مجري لمياه الصرف الصحي والعجيب ان هناك عقارين لا يبعدان سوي 25 مترا من أقرب بالوعة مياه للصرف الصحي من الطريق المقابل و150 مترا من الطريق الجانبي لكنهم يصبون المحتويات السامة أمام الجميع في الترعة. عقارات تتحدي القانون ويؤكد محمد عمر- مهندس- ان المجلس المحلي لا يرغب في فعل شيء والدليل علي ذلك ان الأهمال قد عرضوا المشكلة علي سكرتير عام المحافظة في 10/7/2012 في ديوان مجلس محلي ابشواي فأمر بتشكيل لجنة للمعاينة علي الطبيعة ورفع تقرير له وبالفعل تم تشكيل اللجنة وأثبت في تقريرها ان أقرب بالوعة لمياه الصرف الصحي لا تبعد عن العقارين محل الشكوي سوي 25 مترا وتم رفع التقرير إلي سكرتير عام المحافظة وحتي الان مازال الوضع كما هو...ويشير يوسف عبدالوهاب- مهندس زراعي إلي ان اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الري يؤدي إلي اصابة التربة بالآفات المختلفة واصابة الزرع بالأمراض والذي يؤثر بالسلب علي صحة الانسان والحيوان. يضيف ان المثير للدهشة ان المسئولين في مجلس محلي ابشواي يمرون علي هذه الترعة وعلي العقارين ويرون المخالفة دون أن يتدخل أحد والمدهش في الأمر ان الأهالي يدفعون فواتير الصرف الصحي مع فواتير مياه الشرب. ويقول علي السيد- ذهبنا أكثر من مرة إلي رئيس مجلس مدينة ابشواي السابق والحالي فكان الرد الدائم ان الصرف الصحي ليس مسؤلية المجلس المحلي وانما هو مسئولية هيئة الصرف الصحي ويتساءل اذا كان الصرف الصحي من مسئولية الهيئة فعلي من تقع مسئولية انتشار الأمراض بين المواطنين وبوار 45 فدان في زمام مركز ابشواي. يضيف علي عزت- طبيب- ان المواطن في ابشواي أصبح مهدد بالأمراض الناتجة عن اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الري فالترعة التي تحولت بمرور الوقت إلي مصرف لمياه الصرف الصحي ويقوم المزارعون باستخدام مياهها لري الأراضي الزراعية يؤدي إلي انتشار ا لأمراض بين المواطنين بخاصة أمراض الجهاز الهضمي وانتشار فيرس سي بالاضافة إلي حساسية الجلد وحساسية الجهاز التنفسي لدي الاطفال وذلك من خلال الروائح غير المستحبة وانتشار الناموس والباعوض الناقل للأمراض ويشير إلي ان مسئولية انتشار الأمراض أمر مشترك بين المواطن والمسئول فالمواطن المعتدي علي البيئة النظيفة لابد من محاسبته والمسئول الذي يتقاعس عن توصيل المرافق يجب ان يحاسب ولابد ان يراعي كل منا لضميره وان يعلم الجميع ان الميكروبات والفيروسات لا تختار من تهاجمه إنما هي تهاجم الجميع خاصة اذا وجدت بيئة تكاثر فيها.