المكس التابعة لحي غرب الإسكندرية أطلق عليها زوارها "فينيسيا الشرق" لجمال موقعها الذي يطل علي البحر بغرب الإسكندرية عند ملتقي مياه النيل بترعة المحمودية بمياه البحر وللأسف إهمال المسئولين بعدم تطويرها والاهتمام بها لأن سكانها من الصيادين البسطاء الذين لا حول ولا قوة لهم والأدهي من ذلك أن هناك ما يقرب من "5" آلاف صياد وأسرهم هم سكان منطقة المكس يعانون من إهمال وزارة البيئة التي تعلم أن شركات البترول والكيماويات المحيطة بالمنطقة تلقي صرفها وسمومها في مياه الترعة والبحر معاً مما سبب تلوث المياه وقتل الأسماك وحرمانهم من الصيد وقطع الأرزاق والجمهورية تتجول في المنطقة وتلتقي بالصيادين لتنقل شكواهم إلي المسئولين. يقول حسن البرنس صياد أتمني أن أري مسئولاً يهتم ويري بنفسه حجم المأساة التي نعيشها ويصحح الخطأ وينفذ ما يراه حماية لأرواح سكان المنطقة من الجوع والمرضي فكثيراً ما يأتي موظفو الحي والبيئة ولا يفعلون شيئاً غير الوعود فهناك مواسير تخرج من شركات البترول والكيماويات التي بالمنطقة المحيطة بنا وتصب رواسبها وسمومها في ترعة المكس التي تصب بالتالي علي مياه البحر عند نهاية الترعة مما تسبب في قتل أنواع الأسماك التي كنا نعيش منها وانقطع رزقنا ووقف حالنا ومرض أولادنا خلال العمل في الصيد لأن المياه بها كمياويات سامة. يضيف حمادة الشهير بالوز ويعمل صياد أباً عن جد عندي أربعة أولاد في المدارس محتاجين للصرف عليهم ولا أعرف كيف بعد أن دمرت شركات البترول مهنة الصيد وأصابتنا بأمراض مزمنة نعالح منها وتكلفنا ما لا طاقة لنا بها فالمنطقة بها نحو "5" آلاف صياد وأسرهم لا مهنة لهم غير الصيد وقد قدمنا شكاوي إلي المسئولين عن البيئة ولم يتحرك أحد وقبل الثورة كانو موظفو البيئة يأتون علي شكل لجنة ويقومون بتأجير مركب من عندنا لكي يحصلون علي عينة ماء لرؤية نسبة التلوث وللأسف كانوا يأتون بعينة ماء من مكان يبعد عن هنا بكيلوات المترات بعيداً عن التلوث ويذكروا في تقريرهم أن النتيجة جيدة بدون تلوث وذلك في صالح شركات البترول والكيماويات. يقول سيد علي صياد للأسف ترعة المحمودية تعاني من الإهمال الشديد خاصة بالمكس وهناك أيضا محطة معالجة الصرف الصحي بالإسكندرية علي طريق محرم بك وترعة المكس وكانوا يلقون الصرف علي الترعة مما زاد التلوث البيئي في المياه ومنذ سنوات قليلة كانت الترعة مليئة بالأسماك وأيضا علي بعد قريب من شاطيء البحر ولا يحتاج الصياد وقتها إلي الدخول في أعماق البحر وكان الصياد يحرق صفيحة سولار واحدة في رحلة الصيد أصبح الآن يحرق "10" صفائح سولار في الرحلة لكي يبتعد عن التلوث ويصيد أسماك نظيفة وهذا يكلف الصياد تكاليف باهظة لأنه أحياناً لا يجد السولار وإن وجده يكون من السوق السوداء وهذا يتسبب في ارتفاع أسعار الأسماك. أكد الدكتور مجدي سعودي استشاري العظام أن هذه السموم التي تلقي في البحر وتصيب الأسماك حتي الصخور داخل البحر بمنطقة المكس تحول لونها إلي اللون الأبيض وتري بالعين وذلك بفعل الكيماويات فما بالنا بالإنسان وهذه المواد وخاصة مادة الرصاص تزيد من هشاشة العظام وتصيب الإنسان أيضا بالفشل الكلوي في حالة وجوده بهذه المياه أو تناوله لهذه الأسماك. أضاف مصطفي فراج المحامي بالمنطقة أن ساحل المكس لو تم تطويره وتجميله بعناية لتحول إلي أجمل منطقة سياحية في مصر وهذه النفايات لابد أن يكون لها طريقاً آخر بعيداً عن سكان المكس ولابد من رفع المواسير التي تصب في الترعة وقد امتنع الصيادين بالمنطقة وعددهم يزيد علي "5" آلاف صياد وأسرهم علاوة علي الوقفات الاحتجاجية وغلق الطرق كما يفعل الغير إيماناً منهم بأن مصر في حاجة للهدوء والاستقرار ولكن لن نترك حقنا. أشار عبدالعزيز محمد صياد إلي أن مشكلة التلوث عندنا هي المشكلة الأكبر لأنها تمس أرزاقنا ولكن عندنا أيضا مشكلة في الصرف الصحي فالمجاري تطفح دائماً وتغرق البيوت ومياه الشرب بتنقطع باستمرار وأيضا محتاجين لوجود رجال الشرطة في المنطقة لأن شاطئ المكس نتيجة الإهمال تحول إلي مقر للبلطجية وأصحاب السوابق والمخدرات. يقول السيد أحمد صياد لقد خلقنا للبحر يأخذ منا ويعطينا ونتحايل علي الرزق ونخرج ليلاً ونبحر حتي الصباح في العمق حتي نجد ما يسد قوتنا ومنذ أيام خرج اثنان من زملائنا ليلاً في مركب صغير بحثاً عن الرزق فأطاح بهم لنش من لنشات الميناء في عرض البحر فعاد أحدهم وبه كسور بعد أن تم إنقاذه ودخل المستشفي والثاني عثروا عليه بعد يومين ميتاً وترك زوجته وثلاثة أولاد بلا أي مصدر للرزق وجميعنا معرضون لذلك فلماذا لا يهتم بنا المسئولون حتي نجد قوت يومنا.. لماذا يتركوننا في هذا التلوث الذي قطع أرزاقنا؟