علي الرغم من أنني لست من المؤيدين لتطبيق الشريعة بحذافيرها الآن خاصة ونحن شعب يعاني من الفقر والأمية علي مستوييها العلمي والديني ومازال هناك ما يزيد علي 40% من أهلنا أميين لا يقرأون ومثلهم تحت خط الفقر لا يجدون قوت يومهم إلا بالمرار.. فإن ما ظهر في الجمعة الماضية يدل علي أننا ندور في فلك خارج آلة الزمن.ولا ندري بما يدور حولنا. لكن رغم ذلك.. فإن هناك حقائق لابد أن تكون واضحة للعيان خاصة للخائفين والمرعوبين من لفظ الشريعة.. فمن هم من ناحية ولماذا يخافون من ناحية أخري؟! وللإجابة عن ذلك نقول إن الخائفين من الشريعة الإسلامية الغراء ثلاثة أنواع إما جاهل أو جاحد أو فئة علي غير الملة وأقصد بهم إخواننا النصاري. أما الفئة الأولي وهي الجاهلة فهي معذورة بجهلها وعدم علمها والواجب علينا - نحن - أن نعلمهم دينهم ونفقههم ما يجهلونه من الدين وأن تطبيق الشريعة هو إكمال لعقيدتهم ودينهم أما الفئة الثانية وهي الجاحدة أو التي تنكر الدين أصلا فلا مجال للنقاش معهم أو مجادلتهم لا بالحسني ولا بغير الحسني فأنت إنما تحرث في البحر لا أكثر ولا أقل. يتبقي إخواننا النصاري من أقباط مصر الذين لهم العذر في أن يخافوا من الشريعة وتطبيقها بعد أن ترسخ في عقول المسلمين أنفسهم أن الشريعة تعني قطع الأيادي ورجم الزناة بالحجارة حتي الموت أو جلدهم بالسياط لتصبح الشوارع أنهارا من الدماء.. خاصة أن أحد أصدقائي بادرني يوم السبت قائلا: يا أخي ألم تر السيف واللحية والخيمة.. أنا لا أريد أن أعود بزوجتي إلي أفغانستان ولا أن تعيش ابنتي في قندهار.. إن الإسلاميين يرعبوننا بغلظتهم وفظاظتهم حتي ولو كانوا علي حق في الوقت الذي أرسل فيه الله موسي وهارون إلي فرعون وقال لهما فقولا له قولا لينا؟! والحقيقة إن الإعلام المسموم طوال ستين عاما أو يزيد هو المسئول الأول والأخير عن تشويه صورة الإسلاميين ثم يأتي الإسلاميون أنفسهم ليكملوا الصورة المشوهة بتصرفاتهم غير الموفقة.. وهكذا ندور في حلقة مفرغة! وإذا أردنا الإنصاف فإنني أعتقد أنه من غير المناسب الآن أن نضع تطبيق الشريعة كأولوية أولي للتطبيق.. وإنما علينا أن نطعم الناس حتي يشبعوا ونعلمهم ونوفر لهم مساكن ومواصلات آدمية ثم بعدها نعرفهم مباديء دينهم ونطبق عليهم حدودها.. ساعتها وساعتها فقط سيرحبون بما نقوله وينفذونه.بل سيطبقونه بأنفسهم علي السارق والمرتشي وقاطع الطريق والزاني.. لأنه لا يعقل أن يكره أحدنا معاقبة كل هؤلاء.. إلا إذا كان الشعب المصري كله لصوصا ومرتشين وقطاع طرق وزناة.. وحاشا لله أن نقول ذلك. إنه الإعلام المملوء بالصديد الذي يزين الباطل ويكره الحق.. فصبرا أيها المتعجلون.. فإن شرع الله آت لا ريب فيه.. لكن بهدوء.. وتؤدة.. فهذا هو الطريق الأكيد للنجاح.. صحيح أن ذلك الطريق طويل لكنه أكيد المفعول فالسيل يبدأ بقطرة واحدة.. لكنها متكررة غير متقطعة.. وهذا السيل إما أن نكون مستعدين له فنستفيد منه وغمرنا بخيره وإما أن يغمرنا بفيضانه.. فنذهب مع قوم نوح!