بدأت جماعة الإخوان المسلمين حملة موسعة عبر قياداتها في مختلف المحافظات لإقرار الدستور الجديد وتشمل خطة الجماعة عقد ندوات في مختلف المحافظات إضافة إلي الاتصال المباشر عبر أكثر من 300 ألف شخص تم ضمهم لحملة اعرف دستورك من اجل إقناع 55 مليون مصري بالتصويت بنعم لإقرار الدستور الجديد. علمت "الجمهورية" من مصادر مطلعة داخل الجماعة عقد لقاء بين قيادات مكتب الارشاد وحزب الحرية والعدالة لحسم معركة الدستور لصالح الجماعة وتم تشكيل فريق إعلامي بقيادة د.مراد علي المسئول الإعلامي لحزب الحرية العدالة لوضع خطة لمواجهة محاولات بعض القوي تشويه الدستور الذي يخدم مشروع الإخوان السياسي تشمل ثلاثة محاور أولها استخدام وسائل الإعلام ثم الندوات والمؤتمرات الجماهيرية واخيرا المناظرات السياسية لمواجهة الرافضين للدستور الجديد. ففي البحيرة أكد د.محمد جمال حشمت. عضو مجلس شوري جماعة الإخوان المسلمين وعضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة. إن مهمتنا الآن التوافق حول الدستور. مشيرا إلي أن الجمعية قامت بطرح مسودة الدستور للنقاش والمشاركة الشعبية. حتي نصل إلي الاستفتاء علي الدستور لكي يصوت ب "نعم" أو "لا" يقولها عن اقتناع وبدون توجيه. قال حشمت إنه لن يستطيع أحد التأثير في عمل التأسيسية. وكل لجنة كانت تعمل وتعرض موادها. وهذا ما حدث من لجنة نظام الحكم. حيث عرضت موادها علي أعضاء الجمعية التأسيسية. وتم أخذ الآراء للوصول إلي شكل مرض للجميع. وهو ما وصلت إليه. وشدد حشمت علي أنه ليس هناك هيمنة لفصيل بعينه علي الجمعية التأسيسية. ولا يوجد أي هيمنة أو أخونة للدستور القادم. وعلينا أن نتابع عمل الجمعية وقراءة المسودة بعناية. حتي نستطيع أن نحكم إذا كان يصلح هذا الدستور للشعب المصري ومعبرا عنه أم لا. فيما قال صبحي صالح القيادي الإخواني بندوة بالإسكندرية: إن مسودة الدستور الجديد تحقق أهداف الثورة المصرية. وخاصة العدالة الاجتماعية والحريات العامة والكرامة ورعاية مصالح المصريين. دون تفرقة من حيث الجنس أو الدين أو اللون. أوضح أن هذا الدستور هو ثمرة أكثر من 40 ألف مقترح وصل الجمعية التأسيسية. وهو نتاج حوار مجتمعي شاركت فيه كل ألوان الطيف السياسي من اليسار إلي اليمين. وأن هذا الدستور يعبر عن مصر. لأنه منتج الشعب المصري. وقال إنه فخور جدا بهذا الدستور وما تم الانتهاء منه حتي الآن. وانتقد ما يثار حول سيطرة الإسلاميين علي الجمعية. موضحا أن أمانة الجمعية التأسيسية المكونة من 16 عضوا لا يوجد فيها إلا 2 من الإخوان و1 سلفي فأين الاستحواذ إذن؟! وتعجب من الذين يقولون إن الدستور مسلوق. وقد تم إصدار أكثر من 9 مسودات للدستور. معني ذلك أن كل مرة يتم إصدار مسودة أنهم يستمعون لكل المقترحات التي تقدم لهم. مشيرا إلي أن الجمعية التأسيسية لا ترغب في سلق الدستور كما يدعي البعض. مؤكدا أن الذي يسيطر علي الجمعية ليس التيارات الإسلامية. ولكن من يسيطر عليها هو من يهدد بالانسحاب منها. ودعا "صالح" الحضور إلي عدم الانسياق وراء الشائعات عن الجمعية التأسيسية والدستور والاهتمام بما تصدره اللجنة من المواد عن طريق موقعها علي الإنترنت. قال علي فتح الباب زعيم الأغلبية بمجلس الشوري. إن لجنة نظام الحكم أكدت ضرورة الفصل بين السلطات. السلطة القضائية والتشريعية والتنفيذية. وتقليص صلاحيات الرئيس حتي لا نصنع فرعونا جديدا. مراعية أن يكون نظام الحكم النظام مختلطا. ويصبح الشعب بحق هو مصدر السلطات. أشاد فتح الباب في كلمته بندوة "اعرف دستورك" التي نظمتها أمانة حزب الحرية والعدالة بحلوان. بالجهود المبذولة للانتهاء من الدستور. لافتا إلي أن الوطن يمر بلحظة فارقة يجب أن تتضافر فيها كل الجهود لإنجاز دستور يعبر عن شعب مصر ويلبي مطالب الثورة. أكد فتح الباب اهتمام الشريعة الإسلامية بمقومات الفرد. وأنها تعني الحرية والعدالة والمساواة. وتوفير المسكن الآمن والمأكل النظيف. فهذه كلها مقاصد الشريعة أما الحدود فهي من العقوبات في القانون الجنائي وتكون بحالات محددة. ولا ينبغي أن تكون صورة الشريعة كما يصورها البعض علي الحدود فقط. أكدت عزة الجرف عضو الجمعية التأسيسية أنه لا يصح الحديث عن وضع المرأة في الدستور ولكن الأفضل أن نتحدث عن حقوق المواطن المصري. فالجميع سواء في الحقوق. وشددت علي ضرورة أن تتكاتف كل الجهود لإنهاء حالة الفراغ التشريعي حتي تستقيم مقومات الدولة. خاصة أن الفساد مستشري وممنهج في مفاصل الدولة بأكملها. فنحن نحتاج إلي التعديل وليس للتعطيل.