رغم الغضب الشديد بسبب الهجوم علي الإسلام جراء الافلام المسيئة للنبي صلي الله عليه وسلم وكذلك المسيئة للاسلام وقيمه إلا انه لا نجد ردا عمليا من خلال دراما تقدم الاسلام علي صورته الحقيقية ويصبح السؤال إلي متي نظل نتكلم ولا نفعل ولا نرد علي الاساءة لديننا بنفس المنهج والوسيلة التي تهاجمه من خلالها ألا وهي الدراما والأعمال الروائية وغيرها. في البداية يقول الدكتور عبدالرحمن العدوي الاستاذ بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء ان الاعمال الدرامية الدينية مطلوبة خاصة هذه الأيام وبالذات الاعمال التي تقدم قيم الاسلام للعالم اجمع بشرط ان يحصل كاتب هذه الأعمال ومنتجها علي الموافقات من مجمع البحوث الاسلامية وجميع الجهات الدينية التي تختص بذلك حتي لا يقع في اخطاء فقهية أو علمية فمجمع البحوث يرحب بمثل هذه الأعمال ويدعو إليها لأنها الوسيلة القوية الآن لتقديم حقيقة ديننا للناس. أوضح انه مع ضرورة ان يكون هناك راو يقوم برواية وكتابة قصص الأنبياء وصحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم ورضوان الله عليهم أجمعين ولكن هناك شرط مهم هو عدم ظهور سيدنا محمد ولا الخلفاء الراشدين من بعده من خلال ممثلين وهو امر نجح في تجاوزه كثيرون من مخرجي الدرامي حيث يضعون اقواله وردود فعله علي لسان راوية يحكي عنه. أكد د.عبدالرحمن العدوي ان أهم ما يجب ان تقدمه الأعمال الدرامية الدينية أو غير الدينية سواء كانت اجتماعية أو تاريخية وهو ان تراعي القيم والعادات الخاصة بالمجتمع الاسلامي.. وان تقدم تلك الأعمال النماذج الجيدة العليا للاسلام من سماحة وأخلاق وفكر مستنير لأن الإسلام يدعو إلي هذه الأمور في كل زمان ومكان. يؤكد المخرج القدير عمر عبدالعزيز ان الدراما الدينية لن تنهض مرة أخري وتقوم قائمتها إلا بتدخل الدولة والحكومة المصرية لانتاج الأعمال الدرامية الدينية من مسلسلات ومسرحيات وافلام خاصة وان المنتج يقوم بالهرب من انتاجها.. كما ان الفنانين لا يفضلون هذا النوع من الدراما بسبب عدم الاقبال عليها من المنتجين أو الفضائيات التي تبحث عن المكسب المالي. أما الفنان جلال عثمان الممثل ومدير عام قاعة سيد درويش بأكاديمية الفنون فيري ان هناك عدة اسباب وراء غياب الدراما الدينية من علي الساحة الفنية هذه الأيام ومن أهمها جهات الانتاج المختلفة التي لا ترغب في انتاج الأعمال الدينية بحجة انها لا تجلب الاعلان ويفضلون انتاج الأعمال الاجتماعية لأنهم يرون انها الأرخص تكلفة والاسهل ايضا وتعتمد كذلك علي النجوم والنجمات وايضا علي الاثارة في بعض المشاهد لجذب المشاهد والمعلن. اشار جلال عثمان إلي أنه من الاسباب أيضا عدم اقبال بعض القنوات الفضائية علي شراء الأعمال الدينية إلا في أضيق الحدود مشيرا إلي انه حتي القنوات التي تقوم بشراء بعض هذه الأعمال تعرضها علي استحياء وفي وقت متأخر من الليل. اضاف جلال عثمان إن كتاب الاعمال الدرامية الدينية للأسف يمتنعون عن الاقبال عليها هذه الأيام خاصة انها تحتاج إلي العديد من الموافقات والتأشيرات التي تحتاج من الواحد فيهم إلي الجهد والصبر خاصة موافقة الأزهر الشريف التي يحصل عليها أكثر من مرة وكذلك اللجنة العليا للقراءة. أما الفنان محمد رياض فيؤكد انه مع رفض تقديم الأعمال الدرامية الدينية عن الرسل ولكنه مع تقديم الأعمال عن بعض الصحابة بشروط يضعها الأزهر الشريف. أوضح ان الاعمال الدرامية الدينية مطلوبة هذه الايام خاصة التي تغذي الروح والجسد وتزيد من الثقافات والمعرفة وايضا لأنها تقوم السلوك وهي أمور يتلقاها المشاهد من الدراما بشكل يسير دون عناء أو تكاليف مادية. طالب محمد رياض جميع القائمين علي صناعة الرداما بوجه عام أن ينظروا إلي الدراما الدينية نظرة أفضل وان يهتموا بها مثل أنواع الدراما الأخري.