"الفخار" ..

حرفة السبعة آلاف عام .. انتهت

الصناعة المصرية التي تحمل الطابع الثقافي والتاريخ المصري تطورت هي الأخري حتي باتت مهددة بالاندثار وخاصة المشغولات النحاسية والأرابيسك والآواني الفخارية والأعمال النحتية والمنسوجات وغيرها تلك التي كان السائحون يفدون إلي مصر خصيصاً لاقتنائها وكانت مورد رزق لكثير من الأسر المصرية.
يوسف محمد صاحب ورشة فخار يتحدث عن صناعة الفخار التي تعتبر رمزاً من رموز الفن وتعود بأصولها التاريخية للفراعنة .. مشيراً إلي أن الحكومة وضعت العقبات أمام الفواخرية بداية من ازالة مصانعهم وانتهاء بعدم حماية صناعاتهم من المنافسة.
حسين محمد يشير إلي أن منطقة بطن البقر بمصر القديمة معروفة بصناعة الفخار والخزف حيث كانت ملتقي للسياح وورشا لتعليم الفن وأصول هذه الصناعة وكانت بالطبع تدر بالعملات الصعبة وتنعش السياحة.
وقد انتهت هذه الصناعة اغلاق مصانع الفواخرية ونقلهم لمنطقة شق الثعبان واعتبر ذلك بداية ميلاد الصناعات الصينية والتي لا تنافس بالمرة جودة الصناعات المصرية.
عشري محمد يقول أعمل بتلك المهنة منذ 54سنة كانت مهنة أصحاب الذوق الرفيع عمرها 7 آلاف عاماً الآن تطمس هذه الهوية استيراد الفخار والخزف الصيني كنا نقوم بالتصدير للخارج سواء للبلاد العربية أو الأجنبية ولكن الآن أصبحنا نواجه الكثير من المشاكل والعراقيل التي وضعتها الحكومات السابقة أمامنا بدلاً من دعمنا.
ويتساءل عمر حسان عامل أين رجال الأعمال والمستثمرون لماذا لا يستثمرون أموالهم في مشاريع للنهوض بهذه الصناعات ودعمها من خلال تقديم القروض أو ازالة العقبات التي تضعها الحكومة.
إبراهيم قرني من شيوخ المهنة أن الخزف تركز الآن بمنطقة الباسوس ومصر القديمة كانت أقل قطعة تباع ب 10 جنيهات أصبحت الآن 5 إلي 7 جنيهات لعدم الاقبال نعاني أشد معاناة منذ قيام الثورة بسبب كساد السياحة.
محمود السيد عامل يري ضرورة الاهتمام بالخزف بتكاتف الكثير من الوزارات سواء القوي العاملة والبيئة والتعاون الدولي وخاصة الثقافة لتدريب طلاب الفنون الجميلة علي تلك الصنعة التي من خلالها اشتهر أكبر الفنانين في النحت والخزف والفخار ودعمهم عن طريق بناء مركز للبحوث.
ويكفي أنه مؤخراً يقول أكبر مصنع خزف في الشرق الأوسط بمساحة 000.152 متر إلي مصنع سيراميك.
هذا ما يؤكده الدكتور فتحي جودة استاذ بكلية الفنون التطبيقية قائلاً تغيير نشاط هذا المصنع كارثة بكل المقاييس بعد أن كنا من المصدرين للخزف والصيني وبعد أن كان انتاجنا يغطي جميع فنادق الخمسة نجوم والمستشفيات وجميع المطاعم الفاخرة وأطقم الصرف الصحي وأخواض المطابخ والحمامات ويدر علينا مئات الملايين بالعملة الصعبة أصبحنا مستوردين لأرداء أنواع الانتاج العالمي وهو الخزف الصيني الذي يحتوي علي مواد سامة لارتفاع نسبة الرصاص به التي تساعد علي انصهار خامة السيليكا لتوفير الوقت وتكاليف الوقود.