ضرب الإعصار ساندي وهو أحد أكبر الأعاصير التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة علي الإطلاق الساحل الشرقي للبلاد امس وغمرت مياه الامواج شوارع مدينة نيويورك وتسببت في انقطاع الكهرباء عن الملايين وفي توقف وسائل النقل في الجزء الأكبر من المنطقة. وقال مسؤولون وتقارير إعلامية إن أنباء وردت عن مقتل 16شخصا علي الأقل في الولاياتالمتحدة بفعل الإعصار ساندي وصدرت أوامر بإجلاء أكثر من مليون شخص في أكثر من عشر ولايات. وتوقعت شركة للتنبؤ بالخسائر أن الخسائر الاقتصادية قد تصل إلي 20مليار دولار في نهاية المطاف نصفها فقط مؤمن عليه. وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية إن الإعصار ساندي -الذي لم تشهد الولاياتالمتحدة مثله بسبب الرياح التي تغطي نطاقا واسعا- تسبب في ارتفاع منسوب البحار نحو 4.2 متر في وسط مانهاتن مقارنة مع الرقم القياسي السابق الذي بلغ ثلاثة أمتار خلال الإعصار دونا عام 1960. وقال جيفري تونج خبير الأرصاد الجوية في نيويورك إن سرعة الرياح بلغت 145 كيلومترا في الساعة. وساد الظلام قطاعات كبيرة من مدينة نيويورك وتوقفت وسائل النقل تماما في المناطق الرئيسية بالمدينة. وقالت هيئة النقل في نيويورك إن إخراج المياه من أنفاق المترو قد يستغرق بما بين 14 ساعة وأربعة أيام. وقالت إدارة الإطفاء في نيويورك إن منسوب المياه غير المسبوق تسبب في إعاقة جهود مكافحة حريق هائل في أحد أحياء نيويورك. وكافح أكثر من 170 من رجال الإطفاء الحريق الذي دمر أكثر من 50 منزلا. وانقطعت الكهرباء عن نحو 6.8 مليون شخص في عدة ولايات بسبب العاصفة التي ضربت شرق البلاد قرب منتجع اتلانتيك سيتي للقمار في نيوجيرسي. وفي تطور لاحق وضع مفاعل نووي في ولاية نيوجيرسي خارج الخدمة بسبب الاحوال الجوية السيئة وذلك بعد توقف اربع مضخات مياه داخله عن العمل. وذكر المركز الوطني للأعاصير أن تأثير الرياح امتد من الحدود الكندية إلي ولاية ساوث كارولاينا ومن وست فرجينيا إلي نقطة في المحيط الأطلسي عند منتصف المسافة تقريبا بين الولاياتالمتحدة وبرمودا وهذا يعني بوضوح أكبر مساحة علي الإطلاق. وسقطت ثلوج كثيفة علي جبل أبالاتشي بعيدا عن الساحل وهناك تجمعات سكانية ضخمة في بالتيمور وفيلادلفيا وواشنطن العاصمة في مسار العاصفة. وفي نيويورك تحطم جزء من رافعة بناء وتدلت من مبني سكني فاخر تحت الإنشاء مؤلف من 90 طابقا في وسط مانهاتن وأجلت السلطات السكان في المنطقة خشية أن تسبب الرياح الشديدة في إسقاط الرافعة بأكملها. وكانت أغلب أجزاء المدينة مهجورة وأغلقت شبكات مترو الأنفاق والجسور والمطارات وأوقفت الحافلات والقطارات. وأغرقت المياه الأحياء بامتداد نهري إيست وهادسون وكذلك المناطق المنخفضة في المكان الذي كان يوجد به مركز التجارة العالمي. وتعطلت الكهرباء والمولدات الاحتياطية في مستشفي نيويورك الجامعي ونقل المرضي لمكان آخر لتوفير الرعاية لهم. واقتلعت الأشجار في أنحاء المنطقة وتسبب الركام المتساقط في إغلاق جسر رئيسي في بوسطن. وقبل ثمانية أيام من الانتخابات ألغي الرئيس باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني التجمعات الانتخابية المقررة. وتصرف كلا المرشحين بحذر حتي لا ينظر لأي منهما علي أنه يستغل الحدث سياسيا بينما يعاني ملايين الأمريكيين. وأغلقت أسواق الأوراق المالية الأمريكية لأول مرة منذ هجمات 11 سبتمبر 2011 وستبقي مغلقة يوم الثلاثاء. وتوقفت الحكومة الاتحادية في واشنطن عن العمل وأغلقت أيضا المدارس علي امتداد الساحل الشرقي. وقالت شركة يورونكست التي تدير بورصة نيويورك إنه لم تلحق تلفيات بمقر البورصة بشكل يعوق عمليات التداول لكن لديها خطط في حالة حدوث أي من تلك الخسائر. وتسبب ساندي في مقتل 66 شخصا في منطقة الكاريبي الأسبوع الماضي قبل أن يضرب السواحل الأمريكية. من جانبه أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما حالة *الكارثة الكبري* في ولاية نيويورك التي ضربها الإعصار ساندي. قال البيت الأبيض في بيان إن هذا القرار يضع الأموال الفدرالية في التصرف لمساعدة الأشخاص المتضررين في مناطق برونكس وكينغز وناسو ونيويورك وريتشموند وسافولك وكوينز. وأعلنت حالة الكارثة الكبري في نيو جيرسي أيضا. أضاف بيان البيت الأبيض أن إعلان هذه الحالة يتيح خصوصا مساعدة المتضررين في تأمين مساكن مؤقتة لهم وكذلك إصلاح الأضرار الناجمة عن الكارثة.