مع اقتراب سباق الانتخابات الأمريكية من محطته الأخيرة بعد أسبوع، تسببت العاصفة الاستوائية «ساندى» فى حالة فوضى عارمة فى شرق الولاياتالمتحدة أثرت على خُمس الشعب الأمريكى. وضربت العاصفة التى تحولت من إعصار إلى عاصفة مع اقترابها من اليابسة أمس المنطقة الشمالية الشرقيةالأمريكية على مساحة ألف ميل مصحوبة بأمطار غزيرة ورياح عاتية وصلت سرعتها إلى 130 كيلومترًا فى الساعة وموجات مد وجزر عالية فيما يوصف بأنه أعنف العواصف التى تهدد أمريكا، وفقا للمركز الوطنى للأعاصير. وحصد الإعصار «ساندى» قبل أن يتحول إلى عاصفة استوائية أرواح 12 شخصًا، مغرقًا شوارع مدينة نيويورك التى انقطعت الكهرباء عن أجزاء واسعة منها. وتتوقع السلطات الأمريكية أن يتضرر فى الإعصار نحو 60 مليون شخص، وأعلن عدد من الولاياتالأمريكية حالة الطوارئ، كما اوقفت وسائل النقل العام فى مدن الساحل الشرقي، وتم تأجيل آلاف الرحلات الجوية.
وألغت شركة مصر للطيران أمس رحلتها رقم 985 المتجهة من القاهرة إلى نيويورك ورحلتها رقم 986 من نيويورك للقاهرة نظرًا لإغلاق مطار جون كيندى.
وصرح الطيار توفيق عاصى رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران أن الشركة تتابع التطورات من خلال مركز العمليات المتكامل التابع للشركة بالتنسيق مع سلطات الطيران المدنى الأمريكية ومن المنتظر أن تستأنف الشركة تشغيل رحلاتها من وإلى نيويورك فور إعادة فتح مطار جون كيندى مرة أخرى.
وذكرت السلطات أن نحو 5.2 مليون شخص باتوا بلا كهرباء فى جميع أنحاء المنطقة التى ضربها الإعصار، وأشارت إلى أن أحد أكبر مستشفيات نيويورك اضطر إلى إخلاء المرضى.
وأفاد المركز الوطنى للأعاصير بأن الأنفاق والشوارع فى المناطق المنخفضة من نيويورك ضربتها الفيضانات، بما فى ذلك موقع بناء مركز التجارة العالمي، ومحطة توليد الكهرباء.
فى حين أعلنت السلطات عن وضع 85 ألف عنصر من الحرس الوطنى بحالة تأهب من أجل المساعدة فى عمليات الإنقاذ بولايات ديلاور وماريلاند وماساشوستس ونيويورك وكارولاينا الشمالية ونيوجيرسى وبنسلفانيا وفيرجينيا.
ويتوقع المركز القومى للأعاصير بأن «عاصفة خارقة قد تنجم مع اندماج «ساندي» مع كتلة باردة قادمة من الغرب، ستعصف بمنطقة «نيو إينجلاند» مع استمرار تأثيرها لمدة يومين أو ثلاثة». وبدوره، حذر قائد حرس السواحل الأمريكية، الأدميرال ستفين راتيور بأن الأمر قد يكون كارثة.
كما ألغت السلطات التداول فى بورصة نيويورك، ويذكر أن التعاملات فى البورصة تم تعطيلها من قبل مرتين: عام 1985 أثناء الإعصار «جلوريا» وفى 1969 جراء عاصفة ثلجية.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أنه بحسب هيئة الرقابة النووية الأمريكية فقد تم إعلان حالة التأهب فى محطة «أويستر كريك» بولاية نيورجيرسى الأمريكية بسبب مستويات المياه العالية فى نظام سحب المياه الخاص بالمحطة. وقالت الصحيفة إن الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الإعصار الذى من المتوقع أن يؤثر على نسبة 20% تقريبا من سكان الولاياتالمتحدة قد تصل إلى 20 مليار دولار.
بينما ذكرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» أن الرئيس أوباما أوضح أن ما يشغله الآن ليس الانتخابات إنما سلامة المواطن الأمريكى، فيما تحاول حملة ميت رومنى المرشح الجمهورى عدم تسييس الكارثة.
ورفضت حملتا المتنافسين الرئاسيين التكهن بتأثير الإعصار على سير الانتخابات، وقال ديفيد اكسلورد كبير مستشارى أوباما «لا نريد للناخبين الوصول دون عوائق لمراكز الاقتراع».
وأظهر استطلاع للرأى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يتقدم على منافسه الجمهورى ميت رومنى بواقع نقطة مئوية واحدة قبل أسبوع من الانتخابات الانتخابات الرئاسية.
إذ سيؤدى وصول الإعصار «ساندي» إلى العاصمة الأمريكية إلى تأجيل إعلان التقرير الدورى بشأن البطالة فى الولاياتالمتحدة، المقرر بعد غد الجمعة.
أعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما حالة «الكارثة الكبرى» فى ولاية نيويورك التى ضربها الإعصار مما يسمح بتقديم مساعدة فيدرالية للضحايا.
وأوضح البيت الأبيض فى بيان أن هذا القرار «يضع الأموال الفيدرالية فى التصرف لمساعدة الأشخاص المتضررين فى مناطق برونكس وكينجز وناسو ونيويورك وريتشموند وسافولك وكوينز وأعلنت حالة الكارثة الكبرى فى نيوجرسى أيضا.