حالة من اليأس والغضب تنتاب أصحاب مصانع الغزل والنسيج بمدينة المحلة والبالغ عددها اكثر من 1800 مصنع تضم ما لا يقل عن 150 ألف عامل جميعهم مهددون بالتشرد بعد توقف الماكينات عن الدوران واعلان 1200 مصنع توقفهم تماما نتيجة لارتفاع اسعار الخامات وضعف التسويق. المهندس إبراهيم الشوبكي صاحب مصنع يقول إن عدم ثبات اسعار الغزول تضاعف الأعباء علي أصحاب المصانع وتكبدهم خسائر فادحة يوميا بسبب التعاقدات التي أبرمت قبل ارتفاع الأسعار وعليهم الالتزام بها مشيرا إلي ان انتشار الغزل الصيني والهندي بكثرة في الأسواق أحد أسباب الأنهيار رغم ضعف جودته. يضيف ان رئيس مجلس ادارة البنك الأهلي كان قد وعد خلال لقائه مع اصحاب مصانع النسيج بالمحلة منذ عدة شهور ببحث مشكلات المتعثرين والراغبين في الحصول علي قروض وتدعيم كل مصنع بالقروض المناسبة لطاقته الانتاجية إلا انه لم يف بوعده حتي الآن. فيما أكد إبراهيم الأسيوطي صاحب مصنع ان أحد اسباب الكساد في سوق الغزل والنسيج هو التهريب الذي يحدث عن طريق المناطق الحرة ونظام السماح المؤقت الذي تتجاهله الحكومة وهو ما أدي إلي انتشار المنتجات الصينية والأجنبية رخيصة الثمن.. لافتا إلي ان عدم وجود عمالة مدربة وارتفاع أسعار الكهرباء والمياه وكذلك الغزول جعل أصحاب المصانع تقلل ساعات العمل وكمية الانتاج حتي تواجه الكساد الذي يمرون به. الضرائب وفواتير الخدمات أما حاتم الصدفي صاحب مصنع يري ان ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه والغاز والصرف الصحي وأيضا ضرائب المبيعات والضرائب العامة أدي إلي ارتفاع الأعباء وبالتالي ارتفاع اسعار المنتج بالاضافة إلي ارتفاع اسعار الغزل بصفة ييومية حتي وصل طن الغزل إلي 45 الف جنيه بدلا من 11 ألفا. ولفت جمال عبدالناصر رئيس اللجنة النقابية لعمال الملابس والمنسوجات إلي وجود دراسة جدوي معدة توفر للدولة 200 مليون سنويا فضلا عما ستوفره للمصانع من خلال استبدال السولار المخصص للمصانع بالغاز الطبيعي وسبق وان وافقت الحكومة بشرط تحمل أصحاب المصانع كافة تكاليف الشبكة الخارجية لوصلة الغاز الطبيعي فتوقف المشروع. إنقاذ الصناعة طالب عبدالناصر حكومة الدكتور هشام قنديل بالتدخل السريع لانقاذ صناعة الغزل والنسيج من الانهيار خاصة بعد أن وصلت الخسائر إلي مليارات الجنيهات. كما أكد ضرورة التوسع في زراعة القطن قصير التيلة الذي يتداول في الصناعة في مصر وتحرير صناعة القطن بربط سعره بالسعر العالمي مضيفا إلي ضرورة زيادة المدارس الصناعية بحيث يتدرب الطالب أربعة أيام في المصانع ويومين نظريا في المدارس حتي يتم تخريج دفعة من الطلبة المدربين والمؤهلين علي العمل. أكد الجميع ضرورة انشاء واستحداث وزارة خاصة بالغزل والنسيج مثل وزارة الزراعة والبترول.