علي مقربة من ميدان التحرير وفي قلب القاهرة يقع قصر سعيد باشا حليم حفيد محمد علي مؤسس مصر الحديثة بني في القرن التاسع عشر علي مساحة تبلغ حوالي 4036 مترا ومسجل كأثر بالقرار الوزاري 121 لسنة 2002 ولكن حاله كباقي ثروات مصر التاريخية المهدرة تآكلت جدرانه واختفت رسوماته الهندسية الفريدة وتحول إلي مبني مهجور تسكنه الأشباح!!! عبدالله سيد - موظف - يسكن في المنطقة منذ 20 عاما عندما كان هذا القصر يسمي مدرسة الناصري وكان هناك اهتمام نسبي بالشكل العام للقصر ولكن عندما تم إخلاؤه بدأت يد الإهمال تعبث به فتآكلت جدرانه بشكل يهدد بوقوع كارثة وتراكمت الأتربة علي الزخارف والأشكال الهندسية التي تملأ القصر حتي سور القصر احتله أصحاب ورش السيارات والسمكرة. ويضيف عبدالحليم أحمد - مهندس معماري - قصر الأمير سعيد حليم يعد من أهم القصور الأثرية في منطقة وسط البلد ورغم ذلك يعاني من إهمال شديد من قبل المسئولين سواء وزارة الثقافة أو الآثار فبدلا من استغلال هذا الأثر التاريخي والترويج له نجده مغلقا تسكنه الأشباح حتي حديقته تحولت إلي مرتع للحيوانات ومدمني المخدرات. ويشير عادل أبوالمجد - محام - إلي أن ترك هذه التحفة المعمارية مهجورة بهذا الشكل يغري أصحاب النفوس الضعيفة للاستيلاء علي هذا القصر ولقد سمعنا مؤخرا أن هناك نزاعا بين وزارة الثقافة وأحد رجال الأعمال علي ملكية القصر حيث يدعي أنه اشتراه من ملاكه الأجانب وأخشي أن نستيقظ يوما علي كابوس هدم القصر وبناء أبراج بدلا منه. ويقترح عصام عبدالعزيز أحد سكان المنطقة تحويل قصور ومبان وسط البلد المهجورة إلي مكتبات ومراكز ثقافية حيث تخلو المنطقة من المكتبات العامة رغم تعدد المباني غير المستغلة والصالحة لهذا الغرض مثل قصر الأمير سعيد حليم المهجورة والمشوه رغم قيمته الأثرية والفنية. ويقول سعيد هلال - طالب: هناك عدد كبير من النشطاء دشنوا صفحات علي موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك باسم القصر مع عدد كبير من الصور القديمة والحديثة في محاولة للفت نظر المسئولين لأهميته التاريخية والأثرية. هيثم خليل - باحث أثري - فيري أن قصر الأمير سعيد حليم تحفة معمارية من الطراز الفريد فلقد بناه الأميرة سنة 1895 بشارع شامبليون في قلب القاهرة واستغرقت عملية البناء حوالي 6 سنوات وقام بتصميمه المهندس الإيطالي أنطونيو لاشياك والقصر مصمم علي شكل حرف "يو" وبه زخارف وأشكال وأعمدة هندسية ويتكون من مبني رئيسي وجناحين وفي سنة 1914 تمت مصادرته لصالح الحكومة ومنذ ذلك التاريخ تحول القصر إلي مدرسة الناصرية العريقة وفي عام 2006 أخلت المدرسة القصر وتقرر تسليمه لهيئة الآثار لترميمه وتحويله لمزار سياحي ثقافي وتاريخي خاصة وأنه يقع بجوار المتحف المصري وكان هناك اتفاق بين وزارة الثقافة والمعهد الفرنسية للبحوث لتحويل القصر إلي متحف أثري الأول من نوعه يرصد تاريخ مدينة القاهرة علي مر العصور ولكن لم يحدث أي شيء وظل الوضع كما هو عليه إلي الآن.