الدين الإسلامي حرم التسول وحث المسلم علي العمل الشريف والكسب من كده وعرقه. .كما يقول الشيخ عبدالستار فتح الله -أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر- إن التسول حرام شرعاً. فهو يكثر من جمر جهنم كما أن الغني مطلوب بمعني أن يجد المرء ما يغذيه ويعيشه. وليس الغني الفاحش. لأن الإسلام يريد لأتباعه مثلاً أعلي للنشاط والعمل. كما يعلمنا الله عز وجل ويحثنا رسولنا الكريم علي ذلك بالعمل والكسب الحلال من كده وعرقه وهو صلي الله عليه وسلم دعا بإبعاد أربعة هموم عنه وهي العجز والكسل والجبن والبخل وغلبة الدين وقهر الرجال. وبهذا يعلمنا أن نستعيذ بالله وأن نبتعد عن الكسل حتي لا نقع في الظلم ويطالب المتسولين باتقاء الله وتطبيق شريعة الله بالعمل الشريف والكسب الحلال. يضيف الدكتور رشاد خليل -أستاذ الفقه المقارن جامعة الأزهر وعميد كلية الشريعة والقانون بالقاهرة سابقاً- أن الإسلام تصدي لظاهرة التسول بعدم الرضا عنها بالدعوة للعمل وأن يأكل المرء من عمله يده. حيث إن اليد العليا خير من اليد السلفي. كما أنه حذر صاحب المال في حالة الوصية بألا يوصي بأكثر من ثلث ماله لأن الإسلام يريد أن يكون الناس أغنياء ولا يمدون يدهم للغير. كما أنه يدعو الأغنياء بأن يتكفلوا المحتاجين. حيث إن من ثوابت الإسلام الدعوة للعمل ومد يد المساعدة للغير. لذا لابد من التصدي لظاهرة التسول وعلي المرء بعدم الاعتياد عليها. الصدقة المستحبة يقول إن الدولة عليها التكفل بهم من خلال الصدقة المستحبة والصدقة الجارية. لذا لابد من الدعوة للعطاء والتبرع بالطرق الشرعية للإنفاق بهدف تكافل المجتمع وسد حاجة الفقراء من المجتمع. لذا فإن الدولة أمامها سبل كثيرة للإنفاق. كما أن لأصحاب العمل دوراً في ذلك بمساعدة العاجز عن الكسب والإسلام حل هذه المعادلة بالمشاركة والتكافل. حيث إن الله لا يأمن من بات وجاره جائع. يقول خليل: إنه لابد أن يكون المحتاج محتاجاً حقيقياً وعلي المجتمع إعالته بصورة آدمية دون تشويه للمجتمع. حيث إن للتسول صوراً لا يرضي عنها الإسلام وعلي الدولة أن توفر لهم البدائل الاجتماعية من خلال معاشات الضمان الاجتماعي التي تؤخذ من الضرائب والزكاة. وبالتالي فلا حجة للتسول مادام يحصل علي قوت يومه بصورة تحفظ كرامة الإنسان. لذا فإن حكم الإسلام علي التسول بالكسب من السحت والآكل من المحرمات لاتباع الغش في التحايل علي الناس بخلاف الحقائق. حيث إن الكثير يدعي المرض والعمي وبذلك يقع عليه الخراب ويكون أكله من النار. يقول الشيخ محمد عطية: إن الأزهر يقوم بدوره علي الوجه الأكمل في رعاية المواطنين وتقديم كافة الإعانات لمن يحتاج. ولكن البداية يقومون بالحصر والجدولة لمعرفة إن كان بالفعل هذا الشخص يحتاج أم لا. ومن هنا يتم الصرف سواء كان أدوية أو ملابس أو كفالة ويجب علينا تطبيق. حيث الرسول الذي يقول: "لأن يحمل أحدكم حزمة من حطب ويحتطب بها خير له من أن يسأل الناس اعطوه أو منعوه". وإن طبقناه سوف ننهي ظاهرة التسول والتعريف الوحيد للتسول في العرف الإسلامي. فهو ذاك الذي يرتبط بالسؤال. والسؤال هو طلب شيء معين يتغير مضمونه بتغير جنس الطلب واستجداء صدقات الناس.