تبددت آمال وأحلام.. مشايخ وأبناء الشلاتين.. بعد مرور ثلاثة أسابيع علي زيارة لجنة المتابعة المرسلة بتعليمات من الرئاسة.. لتقصي حقائق ما يدور علي أرض الواقع في المنطقة الحدودية الجنوبية ودراسة مطالب قاطنيها.. وحتي الآن ولا حس ولا خبر.. فلم يتم إرسال تقرير لأي جهة مسئولة سواء بالمحافظة أو لمشايخ القبائل.. حول ما وصلت له اللجنة من توصيات وكأنها تعيد مقولة "تريد أن تقتل موضوعاً.. حوله إلي لجنة". كانت حلايب وشلاتين.. علي موعد في 15 سبتمبر الماضي مع زيارة للجنة تضم أربعة وكلاء وزارة يمثلون الهيئة العامة للتعدين ولوزارة التجارة وثلاث قيادات من المخابرات الحربية وحرس الحدود ومكتب شئون القبائل بالجنوب.. والتي قامت بالاجتماع بثمانية مشايخ قبائل ممثلين للعبابدة والبشارية وأبو رماد وحلايب وهم حسن هدل وحسين حكر ومحمد سعد دريع ومحمد كرار ومحمد سدو وعلي كرار وحسن مصطفي وسر الختم.. واستمعت لمشكلاتهم ومطالبهم.. وقامت بجولة تفقدية لمنطقة الحدود وللوديان والجبال التي يتم اختراقها وتتم بها عمليات التنقيب عن الذهب.. وسوق الجمال.. ووعدت بإعداد تقرير واف عما تم رصده وتوصيات بالحلول الممكنة ورفعه للجهات المسئولة بمجلس الوزراء ومحافظة البحر الأحمر ومكتب شئون القبائل وإطلاع مشايخ القبائل عليها لبدء تنفيذ ما خرجت به اللجنة من قرارات وتوصيات.. ولم يتم إيفاء أية جهة بتقرير ولو مبدئي للجنة. يؤكد ذلك الشيخ محمد سدو.. قائلاً: لم يصل إلينا تقرير اللجنة لذا فنحن غير متفائلين خاصة إنها مثل غيرها من اللجان السابقة مما يفقدنا الأمل في أن يتم إيفاؤنا بأية تقارير ويبدو أن الملف الجنوبي سيظل حتي لدي الحكومة الجديدة أيضاً أمنياً فقط وليس تنموياً وسيظل الغموض يسيطر علي الوضع بالجنوب.. مشيراً إلي أنهم عرضوا علي اللجنة مشكلات اختراق الحدود من جانب الباحثين عن الذهب ومهربي السلاح والمخدرات والأفارقة الفارين من الحروب الأهلية والتي يتلخص حلها في التنمية بمفهومها الشامل.. وتقنين أعمال البحث عن الذهب بعمل مكتب رسمي تستخرج منه تصاريح للعمل في هذا المجال ليكون تحت مرأي ومسمع من الدولة وتستفاد بنسبة منه.. ونحد من عمليات التنقيب العشوائية.. فماذا يدفع الشباب بالمغامرة بالتعرض للمحاكمات العسكرية والغرامة التي تتعدي العشرين ألف جنيه.. وفي النهاية قد لا يحصل علي ما يبحث عليه من الذهب.. غير المعاناة من البطالة وعدم وجود مصدر رزق آخر.. كذلك تم عرض مشكلات الأوراق الثبوتية "شهادات الميلاد والرقم القومي وتوثيق الزواج".. ويؤكد سدو علي ضرورة موافاتهم بالتقرير.. فلن نسمح في ظل ما يشهده الجنوب من مشكلات منذ سنوات أن يغلق الملف دون متابعة أو تحقيق للمطالب. ويؤكد ذلك الشيخ سر الختم.. قائلاً: لم نعلم شيئاً عن التقرير وجميع الجهات المسئولة نفت وصوله.. مشيراً إلي أن اللجنة في اجتماعها مع مشايخ القبائل وافقت بشكل مبدئي علي اقتراح إنشاء شركة رسمية لاستخراج تراخيص وتصاريح التنقيب عن الذهب ليتم تقنين الوضع وننتظر تفعيل ذلك. استطرد.. قائلاً: لاحظت إن اللجنة اهتمت أكثر بالأمور الأمنية ومشكلة التنقيب عن الذهب ولكن للأسف لم تلتفت جيداً لموضوع التجارة التي ماتت بالشلاتين وانتشرت البطالة بين الشباب الذي لجأت لأشياء أخري غير قانوني.. فما يتم إن التجارة تأتي من السودان ويتم تجميعها في منطقة تسمي "الحظيرة" موجود بها تجار القاهرة ويتم تحميلها للمحافظات دون أن يستفيد تجار وأبناء الشلاتين.. حاولنا أن نوصل إلي اللجنة إن التنمية وإيجاد فرص عمل للشباب ستوفر عليهم الكثير من الوقت والجهد.. في مكافحة الاختراق الأمني.. ولكن يبدو دون جدوي. من جانبه أكد اللواء سعد أمين - سكرتير عام المحافظة - ان اللجنة المكونة من مندوبي وزارتي البترول التي تتبعها هيئة التعدين والتجارة وقيادات أمنية جاءت من القاهرة إلي المنطقة الجنوبية مباشرة.. بعد فتح ملفات الجنوب ومشكلاته والتي معظمها يحتاج لقرارات سيادية نظراً لكونها منطقة حدودية.. لذا تم إرسال لجنة لمتابعة هذه المشكلات علي أرض الواقع وإعداد تقرير بها للرئاسة لاتخاذ اللازم في ظل ما قدمه التقرير من توصيات.. وأكد علي أكبر دليل علي إن هناك اهتمام بالملف الجنوبي لقاء الدكتور محمد مرسي.. رئيس الجمهورية.. بوفد مشايخ القبائل.. مما يؤكد إن هناك خطة ستوضع لتطوير وتنمية الجنوب للحد من الاختراقات الأمنية وتقنين الأوضاع. وأشار السكرتير العام أنه بالتأكيد سيتم إيفاء المحافظة بصورة من التقرير الجاري إعداده حالياً.