إذا كان جميعنا يعلم كلمة ¢التربص¢ فقد بحثت عن معني ¢التلكيك¢ فلم أجد لها مكانا في المعاجم اللغوية إلا في معجم العامية المصرية الذي ضرب علي ذلك مثالا عاميا يشرح المعني ويوضحه وهو: ¢حبيبك يبلعلك الزلط وعدوك يتمنالك الغلط¢. وإذا كانت ثورة 25يناير العظيمة قد أفرزت أخلاقا جديدة علينا منها طريقة التربص والأخذ بالشبهة والإيذاء بكل أنواعه في النفس والمال والعرض والشرف.. وهذه الإفرازات نتيجة طبيعية لستين عاما من الهدم المستمر لأخلاق المصريين والمحاولة الدءوبة لإفراغ مضمون النخوة والشهامة والتدين الحقيقي من محتواها جميعا حتي صار الشعب ضيق الصدر مخنوق الفكر فضاعت قيم التسامح والأخلاق والرحمة والتراحم.. إلا من رحم ربي. ومناسبة هذا الكلام.. ما حدث يوم الجمعة الماضية في مليونية ¢مصر مش عزبة¢.. والتي تم الحشد الهزيل لها لمواجهة طوفان الإخوان وسيطرتهم. كما تدعي الأقلية علي مفاصل الدولة. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. وحتي نكون منصفين.. فإنني أقول لو أن الإخوان المسلمين جاءوا للناس بالقمر من السماء ووضعوه في حجورهم.ما ملكوا إرضاء الجميع.. وهذا شيء مخجل والله.. فهؤلاء النخبة الذين وصفهم الدكتور معتز عبدالفتاح بأنهم لو كانوا في إسرائيل لدمروها.. هم أنفسهم الذين يدورون في فلك المصلحة أينما كانت وهم يرفضون ويعارضون لمجرد المعارضة والشو الإعلامي فقط لا غير.. ويعيشون علي مبدأ ولا تقربوا الصلاة.. فإذا صلي الرئيس فهو يضيع وقته ويكلفنا الملايين من الدولارات في التنقل وإذا زار الخارج لجمع التأييد الدولي وطلب المساعدة فهو لا يعيش بيننا ويتركنا نهبا للجوع وإذا وإذا.. وهكذا.. رغم أنهم يعلمون جيدا أن المخلوع ترك البلد ¢خرابة¢ وجميع الخدمات والمرافق شبه منهارة والمصانع العامة توقفت والخاصة أغلقت بعد انتشارغول الفساد والرشوة. ورغم أن الرئيس مرسي استلم البلد وهي في حالة يرثي لها.. إلا أن ¢الكعكة في يد اليتيم عجبة¢ كما يقولون.. فمازالوا يحسدونه عليها ولن ينتهي حسدهم إلا بشيئين لا ثالث لهما إما أن يترك الرجل منصبه كراهية أو يفشل فشلا ذريعا لا مثيل له.. بل إنهم يكرهون أن ينجح حتي لا ينسب النجاح إلي الإخوان.. لأنه كره للإخوان والتدين والاسلاميين بوجه عام ولا شيء غير ذلك.. وتلك هي الحقيقة المرة التي يعلمها الكثيرون ويخفيها النخبة الذين يخشون أن تنكشف عوراتهم إذا ما ساد الطهر والعدل والمساواة بين الجميع. لقد ابتلي الله مصر بهذه النخبة التي تكره شعبها ولا تحب إلا نفسها ومكاسبها الخاصة ولا سبيل إلا أن ندعو الله أن يهديها عسي أن يكفر الله عنا سيئاتنا ويغفر لنا ويرحمنا وينقذنا من سمومهم وشرورهم وقنواتهم وصحفهم المضللة المفسدة التي أشعلت الأجواء العامة والخاصة والبيوت والشوارع نارا. ويا أيتها النخبة.. ارحمينا من شرورك وكفانا ما نحن فيه من هم وغم ومشاكل. 1⁄41⁄4 بالمناسبة.. بكره الحكم بحل التأسيسية.. استرها يا رب.