عيار 21 يرتفع لأعلى مستوياته.. سعر جرام الذهب بالمصنعية اليوم الجمعة 19 إبريل 2024 بالصاغة    طلب إحاطة في البرلمان لإجبار أصحاب المخابز على خفض أسعار "الخبز السياحي"    بعد انخفاضها.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الجمعة 19 إبريل 2024 بالبورصة والأسواق    الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المتحدة    صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات بعد الهجوم على إيران    رد فعل صادم من مصطفى يونس على واقعة إخفاء الكُرات فى مباراة القمة    تقارير أمريكية تكشف موعد اجتياح رفح الفلسطينية    «ستاندرد أند بورز»: خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل مع نظرة مستقبلية سلبية    أصعب أيام الصيف.. 7 نصائح للتعامل مع الحرارة الشديدة    حظك اليوم برج العذراء الجمعة 19-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    سوزان نجم الدين تتصدر تريند إكس بعد ظهورها مع «مساء dmc»    خالد حسين محمود: مسلسل الحشاشين كان يحمل هدفين الأول تنويري والآخر معرفي    فاروق جويدة يحذر من «فوضى الفتاوى» وينتقد توزيع الجنة والنار: ليست اختصاص البشر    ملف رياضة مصراوي.. ليفربول يودع الدوري الأوروبي.. أزمة شوبير وأحمد سليمان.. وإصابة محمد شكري    هدي الإتربي: أحمد السقا وشه حلو على كل اللى بيشتغل معاه    "ليست أول فرصة يهدرها في حياته".. كلوب يعلق على الانتقادات ضد صلاح    صدمة .. إصابة أحد صفقات الأهلي في الميركاتو الصيفي    هدف قاتل يحقق رقما تاريخيا جديدا في سجل باير ليفركوزن    مواعيد أهم مباريات اليوم الجمعة 19- 4- 2024 في جميع البطولات    عز بعد الانخفاض الجديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 19 إبريل بالمصانع والأسواق    3 ليال .. تحويلات مرورية بشارع التسعين الجنوبي بالقاهرة الجديدة    الجامعة العربية تطالب مجلس الأمن بالاعتراف بالدولة الفلسطينية باعتبار ذلك سبيلاً للسلام    الهلال الأحمر الفلسطيني: نقل إصابة ثانية من مخيم نور شمس جراء اعتداء قوات الاحتلال    وعد وهنوفي بيه، الحكومة تحدد موعد إنهاء تخفيف أحمال الكهرباء (فيديو)    محمود التهامي يحيي الليلة الختامية لمولد أبو الإخلاص الزرقاني بالإسكندرية (فيديو وصور)    أسعار العملات الأجنبية اليوم الجمعة.. آخر تحديث لسعر الدولار عند هذا الرقم    شاهد.. نجوم الفن في افتتاح الدورة الثالثة ل مهرجان هوليود للفيلم العربي    منهم شم النسيم وعيد العمال.. 13 يوم إجازة مدفوعة الأجر في مايو 2024 للموظفين (تفاصيل)    #شاطئ_غزة يتصدر على (اكس) .. ومغردون: فرحة فلسطينية بدير البلح وحسرة صهيونية في "زيكيم"    البابا تواضروس خلال إطلاق وثيقة «مخاطر زواج الأقارب»: 10 آلاف مرض يسببه زواج الأقارب    محمود عاشور يفتح النار على رئيس لجنة الحكام.. ويكشف كواليس إيقافه    متحدث الحكومة: دعم إضافي للصناعات ذات المكون المحلي.. ونستهدف زيادة الصادرات 17% سنويا    تعديل ترتيب الأب.. محامية بالنقض تكشف مقترحات تعديلات قانون الرؤية الجديد    انهيار منزل من طابقين بالطوب اللبن بقنا    والد شاب يعاني من ضمور عضلات يناشد وزير الصحة علاج نجله (فيديو)    انطلاق برنامج لقاء الجمعة للأطفال بالمساجد الكبرى الجمعة    الإفتاء تحسم الجدل بشأن الاحتفال ب شم النسيم    ظهور أسماك حية في مياه السيول بشوارع دبي (فيديو)    وزير الخارجية الأسبق يكشف عن نقاط مهمة لحل القضية الفلسطينية    فيوتشر يرتقي للمركز الثامن في الدوري بالفوز على فاركو    خبير عسكري: هجوم إسرائيل على إيران في لبنان أو العراق لا يعتبر ردًا على طهران    سكرتير المنيا يشارك في مراسم تجليس الأنبا توماس أسقفا لدير البهنسا ببني مزار    فلسطين تدين استخدام أمريكا "الفيتو" لمنعها من عضوية الأمم المتحدة    بسبب معاكسة شقيقته.. المشدد 10 سنوات لمتهم شرع في قتل آخر بالمرج    أحمد الطاهري يروي كواليس لقاءه مع عبد الله كمال في مؤسسة روز اليوسف    جريمة ثاني أيام العيد.. حكاية مقتل بائع كبدة بسبب 10 جنيهات في السلام    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    دعاء للمريض في ساعة استجابة يوم الجمعة.. من أفضل الأوقات    النشرة الدينية.. هل يجوز تفويت صلاة الجمعة بسبب التعب؟.. وما هي أدعية شهر شوال المستحبة؟    إصابة 4 أشخاص فى انقلاب سيارة على الطريق الإقليمى بالمنوفية    طريقة عمل الدجاج سويت اند ساور    طريقة عمل الكب كيك بالريد فيلفت، حلوى لذيذة لأطفالك بأقل التكاليف    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    نبيل فهمي يكشف كيف تتعامل مصر مع دول الجوار    شعبة الخضر والفاكهة: إتاحة المنتجات بالأسواق ساهمت في تخفيض الأسعار    بسبب أزمة نفسية.. فتاة تنهي حياتها بالحبة السامة بأوسيم    أخبار 24 ساعة.. مساعد وزير التموين: الفترة القادمة ستشهد استقرارا فى الأسعار    فحص 1332 مواطنا في قافلة طبية بقرية أبو سعادة الكبرى بدمياط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أولويات الخطاب الدعوي في المرحلة الراهنة (1)
نشر في المصريون يوم 16 - 05 - 2011

لا شك أن مصرنا العزيزة الحبيبة تمر الآن بمرحلة حرجة وتعلوا الآن أصوات كثيرة متداخلة متناقضة
ونلمح سقفا عاليا جداً للحرية لحرية الكلمة والرأي والتعبير ونرى سجالات ومناظرات ومحاورات خطيرة على شاشات الفضائيات
لا أرى في كثير منها البناء بل أرى في كثير منها الهدم والفوضى
أرى حوارات مبنية على الجدال والمراء لا على التعمير والتشييد والبناء
أرى ترويج بأسلوب مقصود أو غير مقصود لترويج الفوضى في بلدنا باسم الحرية
والحرية نعمة من أجلَّ النعم إن كانت حرية منضبطة مسئولة
أنا حر
نعم تعبير جميل
لكن في حدود الضوابط الشرعية وفي حدود المسئولية بحيث لا أضر الآخرين لا على المستوى الشخصي ولا على مستوى الوطن والبلد والمصلحة العليا
فأردت في نقاط سريعة محددة
أن أركز على أولويات الخطاب الدعوي في المرحلة الراهنة
وأسأل الله أن يجعل لهذه الكلمات قلوبا واعية وآذانًا صاغية .
أخاطب أساتذتنا الأفاضل في وسائل الإعلام ، وأخاطب شيوخي وعلمائنا الأجلاء وأخاطب الدعاة وطلبة العلم وأخاطب المسلمين عامة في مصرنا الحبيبة
لنعيد البناء من جديد على أسس منضبطة وبفهم دقيق وبوعي عميق حتى تدور عجلة التنمية من جديد وحتى ندفع الاقتصاد من جديد وحتى نمكن لدين العزيز الحميد وسُنة محرر العبيد محمد صلى الله عليه وسلم
الأولية الأولى من أولويات الخطاب الدعوي والذي ينبغي أن يُركز عليها كل الدعاة والإعلاميين
هي إحياء الربانية وتشديد الإيمان في القلوب وربط القلوب بعلام الغيوب جل وعلا
نحتاج في هذه المرحلة إلى أن نجدد الإيمان بربنا
آلا تلمح معي أيها الفاضل الحبيب لهجة استعلاء ولغة عجب وكبر وغرور تتردد الآن على بعض ألألسنة
صنعنا غيرنا بدلنا فعلنا يا أخي أنت ما صنعت شيئاً
يا أخي أنت ما غيرت ولا بدلت ولا فعلت شيئاً
وأنا ما صنعت ولا فعلت ولا غيرت ولا بدلت أي شيء
فالأمر كله لله والفضل كله بيد الله والتدبير كله لله والكون كله لله وما حدث في مصر حدث بإرادة الله وأنا أقول إنها صناعة ربانية على سمع وبصر الملك
وانظر الآن إلى ما يجري على أرض ليبيا أو على أرض سوريا أو على أرض اليمن أو على غيرها من بلاد المسلمين لتعلموا علم اليقين أن ما وقع في بلدنا وقع بتوفيق الله وحده وبفضل الله وحده فينبغي أن نربط قلوبنا بربنا جل وعلا وأن نتخلص من مشاعر العجب والكبر والاستعلاء والغرور وأن نعلم أننا من أضعف مخلوقات الله في كونه وأنه لا قيمة لنا ولا كرامة إلا بتوحيد الله جل وعلا وإلا بالإيمان به سبحانه وتعالى
لابد من ربط القلوب الآن بعلام الغيوب
الإيمان هو القضية الأولى
تلك القضية التي من أجلها خلق الله الكون وأنزل الكتب وبعث جميع الأنبياء والرسل
لابد من تجديده الآن في القلوب
فالإيمان أيها الأفاضل
ليس مجرد كلمة ترددها الألسنة فحسب ولكنه قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والزلات.
ترجم الإمام البخاري في كتاب الإيمان باب بعنوان (الإيمان قول وعمل يزيد وينقص)
وقال الإمام البخاري لقيت ألف ر جل من علماء الأنصار كلهم متفقون على أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص .
يزيد الإيمان بالطاعة وينقص الإيمان بالمعصية.
وأنا لا أريد أن أطيل النفس في كل محور لكن أؤكد أن القضية الأولى والأولوية الأولى التي من اجلها خلق الله الكون كله وخلق الجنة والنار وأنزل الكتب والصحف وأرسل جميع الأنبياء والرسل هي قضية إيمان ولا أبالغ إن قلت لحضراتكم إن القرآن كله من أول سورة الفاتحة إلى سورة الناس في قضية الإيمان بالله جل وعلا لأنه حديث مباشر عن الله سبحانه عن أسماء جلاله وعن صفات كماله وعن ذاته وإما حديث عن أوامره ونواهيه وحدوده جل وعلا وإما حديث عن أهل الإيمان وعما أعد لهم في الدنيا والآخرة
وإما حديث عن أهل الكفر الذين أعرضوا عن قضية الإيمان وعما أعد الله لهم في الدنيا والآخرة فالقرآن كله بلا مبالغة في قضية الإيمان.
ينبغي أن نجدد الإيمان في قلوبنا بربنا لأنه لا يمكن على الإطلاق أن نتحرك لبناء أوطاننا إلا إذا بنينا الإيمان ابتداء في قلوبنا (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً ) 107الكهف.
والآيات في هذا الباب كثيرة
الأولوية الثانية بإيجاز لأن الأولويات عندي الآن كثيرة
أن يكون الخطاب الدعوي مطمئناً للمسلمين والأقباط
لأن الخطاب الإعلامي والدعوي الآن قد يقلق البعض وأنا أقولها لله قد يقلق البعض وينزعج وأنتم تتابعون الآن حملة إعلامية شرسة للتخويف من الإسلام وللتخويف من كل من ينتسب إلى الإسلام.
فأنا أرجوا من دعاتنا وإعلاميينا أن يكون خطابنا الدعوي والإعلامي مطمئناً للمسلمين ومطمئناً لغير المسلمين لأن إسلامنا ليس فيه ما يخوف وليس فيه ما يُفزع الآخرين فهو دين السماحة والعدل، دين الرحمة والرفق، دين اللين والهدى، دين الأمن والأمان فبتاريخ الإسلام يبدأ تاريخ التسامح على وجه الأرض
الإسلام دين الله جل جلاله دين الله الذي يتسم بالتكامل والشمول دين الله الذي يتسم بالتوازن والاعتدال دين الله الذي يتسم بالتميز والمفاصلة
دين الله الذي يتسم بالجمال والكمال (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ14(الملك.
دين الله الذي أنزله ليُسعد به من خلق لا ليُسعد به العرب فحسب ولا ليُسعد به المسلمين فحسب بل أنزله ربنا جل وعلا ليُسعد به البشرية كلها في الدنيا قبل الآخرة.
فينبغي أن نُبين محاسن هذا الدين وأن نُبين عظمة هذا الدين وأن تُعلّم الجميع أن الإسلام حرم الظلم على المسلم للمسلم وحرم الظلم من المسلم لغير المسلم
بل إننا نعتقد أن الله جل وعلا يقيم دولة العدل وإن كانت كافرة ولا يُقيم دولة الظلم وإن كانت مسلمة، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية .. قال الله جل وعلا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)8المائدة
فلابد أن يعلم الجميع أن ديننا دين يملأ القلوب كلها بالأمن والأمان والطمأنينة ولا يجوز البتة أن نُحاكم الإسلام الدين الرباني والنبوي لمجرد خطأ وقع فيه داعية ينتسب إلى هذا الدين أو لمجرد إعلامي أخطأ على فضائية من الفضائيات ينتسب إلى هذا الإسلام العظيم ليس من العدل أن نُحاكم الإسلام لخطأ بعض المنتسبين إليه فالإسلام دين الله ليس من حق أي عالم مهما علا كعبه أن يقول أنا الإسلام
لا
ليس من حق أي أحد أن يقول هذا
أنا مسلم أقول قال الله وقال رسوله قد أخطئ في الفهم وقد أخطئ في التطبيق وقد أخطئ في الدعوة والسلوك فلا ينبغي أن يُحمل الإسلام خطأي أنا ولا ينبغي أن يُحمل المسلمون جميعاً خطأ فرد ينتسب إليهم ولو كان عالم من علماءهم أو داعية من دعاتهم.
فلابد أن نطمئن الجميع وأنا من هنا أطمئن الجميع أطمئن المسلمين من النخبة من المثقفين من الليبراليين الذين يتخوفون من الإسلام العظيم ويتصورون أن الإسلام وحش كاسر مستعد لقطع الأيدي وجلد الظهور ورجم الرجال والنساء وحرق وجوه النساء اللائي لم ينتقبن هذا خلل في الفهم وقصور في الطرح.
الإسلام دين الرحمة.. الإسلام دين الرفق واللين .. دين الأدب.. دين التواضع..
ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نُزع الرفق من شيء إلا شانه.
ربنا يعلم نبينا كيف يتحرك للدعوة (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ159 (آل عمران
فإذا كان هذا منهج الدعوة يحدد لسيد الدعاة فليس من حق أي أحد على طريق الدعوة أن يحيد عن منهج سيد الدعاة صلى الله عليه وسلم.
فينبغي أن نتحرك جميعاً أيها المسلمون لنُطمئن الدنيا كلها بأن إسلامنا دين رفق ولين وعدل ورحمة ووفاء وإخاء وسماح وعمل وبناء ورقي وإخلاص وطهر إلى غير ذلك من هذه المعاني والقيم الذي علمها لنا ربنا جل وعلا في قرآنه وعلمها لنا نبينا سيد الدعاة وإمام التقاة محمد صلى الله عليه وسلم
لا تخافوا الإسلام يا سادة لا تخافوا الإسلام أبداً
وأطمئن كذلك الأقباط في مصر وأقول لهم : لا تخافوا الإسلام ولا تخافوا شريعة محمد عليه الصلاة والسلام فالإسلام وشريعة الإسلام عدل كلها ومصالح كلها
وما عرف الأقباط معنى الأمن وحقيقة الأمان إلا في كنف الإسلام وفي ظلال الإسلام أولم يكفي أن أذكر بما ذكرنا به سابقاً من قول نبينا صلى الله عليه وسلم(آلا من ظلم معاهداً أو انتقصه حق أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيء بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة( حتى قال الإمام ابن حزم في مراتب الإجماع أن الأمة قد أجمعت على أن حماية أهل الذمة أي على أن حماية الأقباط بين أظهر المسلمين أجمعت الأمة على وجوب حماية أهل الذمة من أي اعتداء خارجي
فأن أقول ليسُ في حاجة إلى استقواء بأمريكا ولا بأوروبا لأن حمايتهم واجبة علينا نحن المسلمين.
لا نقول ذلك سياسة وإنما نقول ذلك تدينا وطاعة منا لربنا ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم
الأولوية الثالثة بإيجاز أن يُركز الخطاب الدعوي والإعلامي الآن على التطهير والتغيير
الكل ينادي بالتغيير .
وما أجمل أن نغير الفساد إلى صلاح وما أجمل أن نُغير الظلم إلى عدل وما أجمل أن نُغير الضلال إلى الهدى وما أجمل أن نُغير البدعة إلى السُنة وما أجمل أن نُغير الشر إلى الخير وما أجمل أن نُغير الباطل إلى الحق وما أجمل أن نُغير الضلال إلى الهدى وما أجمل أن نُغير الكسل إلى العمل وما أجمل أن نُغير الانحراف إلى الاستقامة
ما أجمل هذه المعاني!!
لكن اعلموا أيها الأفاضل أن هذا التغيير لا يمكن على الإطلاق أن يتم بتعديل الدساتير وإنما يجب أن نعتقد جميعاً أن هذا التغيير لا يبدأ إلا بالتطهير من أعماقنا ومن دواخلنا. قال جل وعلا (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ ) 11الرعد بدليل أننا بعد الثورة إلى هذه الشهور لم نرى تغييراً حقيقياً في سلوكياتنا ولا في أخلاقنا أي تغيير هذا الذي ننشده وأنت ترى رجلاً بسيارته الخاصة يمشي في عكس اتجاه السير وتيجي تقول له إيه اللي بتعمله؟ يقولك: أنا حر
بئس الحرية أي تغيير هذا الذي ننشده وأنت ترى رجُل يضع سيارته صف ثاني وصف ثالث وصف رابع في طريق عام لا تستطيع سيارة إسعاف أن تتحرك ولا سيارة رجل ركن إلى جانب الطريق لا يتمكن من أن يخرج لقضاء مصالحه أو إلى عمله
وتيجي تقول له : أنت راكن كدا غلط
يقول لك : أنا حر
بئس الحرية
أي حرية وأي تغيير هذا الذي ننشده ونحن نرى هذه الفوضى
هل نحتاج إلى ضابط شرطة ليوجه سلوكنا وقيمنا وأخلاقنا في كل شارع وفي كل ناحية؟
المسلم يراقب الرب العلي الأعلى لا يراقب القانون الوضعي الأعمى بل يراقب العلي الأعلى
التطهير لابد أن يبدأ من الأعماق .. لابد أن أتطهر أنا من داخلي لابد أن أطهر قلبي من الشرك من الرياء من النفاق من الشك من الغل من الحقد من الحسد من الضغينة من الكبر من الهوى من حب الشهوات من حب الشبهات .
لابد أن أطهر لساني من الكذب من الغيبة من النميمة من قول الزور من شهادة الباطل من ترويج الإشاعات التي تصيب البدن بالشلل لابد أن أطهر لساني من كل ذلك لابد أن أطهر يدي من الرشاوى من الفساد من الظلم من الاستبداد لابد أن أطهر جوارحي من المعاصي.
نعم هذا هو التغيير أيها الأفاضل بالله عليكم ما التغيير الذي حدث وما التطهير الذي تم ونحن لا زلنا على أخلاقنا ولا زلنا على قيمنا
نحتاج إلى تعديل لمنظومة القيم
نحتاج إلى تعديل لسلوكياتنا
شاب من شبابنا جاء إلى هذا المسجد العامر بالليل وأخذ مكانه في الصف الأول بأي دين وبأي شرع يريد أخ من إخواننا جاء الساعة العاشرة اليوم صباحاً أن يقتحم المسجد بأي صورة من الصور ليجلس في الصف الأول ولو داس على أعناق إخوانه وتخطى الرقاب رقبة رقبة
أي دين هذا؟
أي خلق هذا؟
وأي شرع يسير به هذا؟
نحن نخالف بهذا السلوك منهج ربنا ونخالف بهذه الأخلاقيات منهج حبيبنا ونبينا وأسوتنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم
ينبغي إن قال أحد قال الله أن ينصت الجميع ويقولوا سمعنا وأطعنا
وإن وقف أخ وقال قال رسول الله ينبغي أن يُطأطأ الجميع رأسه لله ولرسوله وأن يقول سمعنا وأطعنا
التطهير أيها الأفاضل والتغيير الحقيقي لن يكون أبداً بتعديل الدستور ولن يكون أبداً بتعديل القوانين
إنما يكون التغيير بالتطهير الداخلي ولابد أن نركز الخطاب الدعوي والإعلامي على هذه الحقيقة لنرى بلدنا فعلا تتغير إلى ما نرضي به ربنا ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم
تدبروا معي يا سادة قول ربنا جل جلاله (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ(11الرعد
أنا أخشى إن لم نُشكر الله على النعمة الذي أنعم بها علينا أن يسلُبها اللهم لا تستبدل بنا ونعوذ بك من السلب بعد العطاء يا أرحم الراحمين
نحن الآن في نعمة من أجل النعم لكننا واقبلوها مني
لكننا إلى الآن إلى هذه اللحظة لم نشكر الله على هذه النعمة شكر يليق بكماله وجلاله
وشكر يليق بقدر النعمة لأننا لا زلنا على سلوكياتنا وأخطائنا لم نتغير إلا من رحم ربي جل وعلا
من منا عاهد الله على الحفاظ على صلاة الفجر كل يوم؟
من منا عاهد الله على صلاة الليل كل ليلة؟
من عاهد الله على كف لسانه عن الإشاعات وعن ترويج الإشاعات وعن الغيبة والنميمة والكذب
أنا لا أعلم عصراً ولا زمنًا لوثت فيه الألسنة بالغيبة والنميمة كعصرنا هذا وكأيامنا هذه
والله الذي لا إله غيره لو كان الهواء يتلوث برائحة الغيبة لما استطعنا أن نتنفس هواءً نقياً طيلة الشهور الثلاثة الماضية
لانتشار الغيبة ولانتشار النميمة لا تجلس مجلسًا قط إلا وترى فيه الغيبة إلا وتسمع فيه النميمة إلا من رحم ربي
اللهم أجعلنا ممن رحمت في الدنيا والآخرة
أصبحت الغيبة فاكهة المجالس
أنت ما سمعتش؟ دا بيقولوا..مين اللي بيقول؟ هم بيقولوا.. يا عم مين اللي بيقول؟ بيقولوا.. وهكذا
ولا تصل أبداً إلى مصدر لأي إشاعة تروج الآن ولا تقف على مستند ولا على وثيقة وربنا جل وتعالى يقول) يَا أَيُّهَا الذِينَ آَمَنُوا ) يا أخي رب العزة ينادي عليك اصغ بقلبك وسمعك وكيانك الله يقول ) يَا أَيُّهَا الذِينَ آَمَنُوا ) هل أنت ممن وحدَّ الله؟ هل أنت ممن حققت الإيمان بالله؟ اصغ السمع والقلب لله ربك ربك ينادي عليك أيها المؤمن (يَا أَيُّهَا الذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا (6الحجرات وفي قراءة ثانية (فَتَثَبَّتُوا )
فمن أهم الأولويات أن نركز على حقيقة التغيير الذي ننشده
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِم52( الأنفال


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.