لو صح هذا الخبر.. قل علي الدنيا السلام في مصر. التي تئن وتتوجع من كثرة المصائب التي تنهال عليها من كل حدب وصوب. ليس من الداخل فقط. بل من الخارج أيضاً. وكأنها شاة يتصارع عليها الجزارون لينالوا منها بالسنج والسكاكين بعد تشفيتها وتعليقها علي أبواب سلخاناتهم ومحلاتهم ويقولون كما كان يقال زمان "من ده بكره بنصف جنيه".. خاصة أن العيد علي الأبواب والجميع يبحث عن أضاحي يقدمها قرباناً إلي اللَّه. نعود إلي الخبر الذي أوردته جريدة "الدستور" في عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي والذي أزعجني. بل أخافني وأحزنني علي ما آلت إليه المحروسة. يقول الخبر: إن حراس وزير داخلية قطر اعتدوا علي وحدة مرور في المهندسين بالجيزة. حيث قاموا بضرب أمين شرطة. وشرطي. وتحطيم جهاز اللاسلكي. ثم يسهرون بعد ذلك في كافيه شهير بميدان سفنكس. وكأن الأمر عادي. بل تمادوا في غيهم وضلالهم بمنع دخول أو خروج أحد من الكافيه إلا بإذن. لدرجة أن الحرس أخرج كل مَن في دورة المياه عندما أراد البيه الكبير الدخول لقضاء حاجته. الحقيقة الخبر غاية في الاستفزاز والمهانة والمساس بالسيادة المصرية. وعيب في حقنا جميعاً. ويجب ألا يمر مرور الكرام لأنه رفع ضغط المصريين وزاد من مرضي الضغط. بل والسكر.. وهم يتزايدون يومياً من هول ما يرون ويسمعون ويتابعون في وسائل الإعلام المختلفة. حتي ولو كان جزءاً من الخبر صحيحاً. وليس جله. كي لا يقال إنه خبر للإثارة. وإن كنت لا أختلف عليه. لذا يجب تسليط الضوء عليه وتدخل الأجهزة المعنية للتحقيق ولإيضاح الحقيقة أمام الرأي العام مهما كانت أبعادها وتداعياتها وأطرافها. حتي لو وصل الأمر إلي أعلي مستوي دبلوماسي. صراحة نرفض البلطجة القطرية كي تتجرأ علينا بقية الدول. وتكون مصر مرتعاً ومسرحية هزلية من نوع الكوميديا السوداء. تضاف إلي مشاهد الانفلات الأخلاقي والأمني الذي تشهده البلاد حالياً. التي نعاني منها ونتجرع كأسها المريرة. وباتت كابوساً مفزعاً يقضّ علينا مضاجعنا. بل طيَّر النوم من أعيننا.. كنت أتمني أن تورد بعض الصحف الخبر الذي انفردت به "الدستور" كي يطلع عليه أكبر عدد من القراء. وكنت "أتمني" أن تتناقله وسائل الإعلام المرئية والفضائيات بالذات. ولكن يبدو أنها استشعرت الحرج من دولة كعبها عال إعلامياً. فهي تمتلك الجزيرة التي اشترت وتشتري الذمم الخربة كي تتطاول علي مصر. ومعندهاش سيرة غير مصر. ولو كان هذا عندهم في الدوحة لقامت الدنيا ولم تقعد. وإن كان ذلك مستحيلاً إلا إذا كان من أمريكي أو جندي من جنود قاعدة السيلية الأمريكية الذين يرتعون هناك وكعبهم عال علي القطريين. ولكن لا أحد يجرؤ علي إعلان ذلك. فهم يظهرون عيوب الغير ويتشدقون بها. مع أن عيوبهم لا تُعد ولا تُحصي. فليس شعبهم ملائكة. ولن يكونوا. فقد عشت بينهم طوال خمس سنوات. وكنت أقوم بتغطية أخبار أكثر من وزارة بينها الداخلية والدفاع. وكنت لا أكتب إلا ما يُملَي عليّ بالنسبة لأصحاب البلد. فما بال الأسرة الحاكمة والصراعات الدفينة فيها. ومازلت أتذكر حادث قتل وزير الشئون البلدية والزراعة لزوجة أبيه المصرية بالرصاص. وأيضاً محاولة قتل مدير الأمن العام العميد الهريفي بتدبير من أحد أفراد الأسرة المالكة. وغير ذلك. ولكن "لا من شاف ولا من دري"!!.. علي رأي المثل.. وهذا حقهم لأنهم ليسوا مثلنا "ننشر فضائحنا. وعلي عينك يا تاجر"!! الأغرب في الدوحة تجاوز المرور خط أحمر حتي بالنسبة للأمراء هناك.. ولي واقعة هناك. حيث صدمت سيارة أحد أفراد الأسرة المالكة سيارتي أثناء الوقوف عند إشارة بالدائري الرابع بالدوحة خلف جريدة الراية التي كنت أعمل بها.. وصراحة توقف الرجل واعتذر لي ووعدني بالذهاب إلي المرور مساء لعمل محضر لإصلاح السيارة. حيث لا يمكن إصلاح السيارة إلا بمحضر شرطة. وبالفعل عندما ذهبت وجدته في انتظاري. وعندما حاول المحقق عدم تغريم الرجل عنفه وقال له لو كان هذا المصري كنت فعلت ذلك. لذا أستغرب من تصرف الوزير القطري الذي لا ينتمي إلي الأسرة المالكة الذي سار عكس الاتجاه هو و30 من مرافقيه. الحراس بطول الطريق من مسجد مصطفي محمود حتي ميدان سفنكس بالمهندسين. والتعدي علي رجلي المرور بالضرب في سابقة هي الأولي من نوعها. وأعتقد لو علم أولو الأمر في الدوحة بتلك الواقعة لكان معه تصرف آخر هو و3 مندوبين من سفارة قطر بالقاهرة. فما فعله هؤلاء المارقون لم يفعله أميرهم الذي لم يقطع إشارة ولا حتي عطل المرور أثناء سيره بموكبه المتواضع. وهذا شاهدته بنفسي أكثر من مرة سواء كنت مترجلاً أو راكباً سيارتي. أتمني أن يصل الحادث إلي أسماع الأمير الملتزم. لأنه لن يترك هذه الفعلة الشنعاء دون حساب. ولأنه هو الذي سيأخذ بحق المصريين المظلومين فور علمه. أما انتظار الرد المصري فأعتقد أنه لن يحدث. فكم من تجاوزات ارتكبها حمقي عرب علي أرضنا ولم نفعل شيئاً. ولو حدث فهو فاتر دون معني. وهذا سبب تجرؤ العرب علينا من أصغرهم لأكبرهم.. وتحيا مصر العروبة. .. وأخيراً: * هل يجرؤ وزير مصري تجاوز المرور في أي بلد عربي؟! * أتمني تناول وسائل الإعلام لهذا الحادث. لنري رد الفعل. * التليفزيون الإسرائيلي يحذر من نية الجماعات التكفيرية تنفيذ عملية إرهابية كبيرة في سيناء.. اللهم قد بلغت. اللهم فاشهد. * أزمة النائب العام مع الرئاسة.. سببها مستشارو الرئيس.. لذا يجب محاسبتهم قبل استبعادهم.