من منا لا يتذكر الفنان الراحل إسماعيل يس، أو كما أطلق عليه البعض "أبو ضحكة جنان" الذي أضحك أجيالًا وأجيالًا من الكبار والصغار، وحتى الآن يستمتع الجمهور بمشاهدة أفلامه، فقد كان إسماعيل يس ذا شخصية مميزة وكاريزما خاصة لم يحظ بها العديد من الفنانين، تعرفوا على حياته، وكيف كان حزينًا رغم أنه أضحك الملايين. ولد إسماعيل يس عام 1912 في السويس، وتوفيت والدته وهو طفل، وكان والده يمتلك صاغة، ولسوء تدبيره أفلس المحل، وتراكمت الديون عليه، ودخل السجن، فوجد إسماعيل يس نفسه في الشارع، ليعمل عندها مناديًا أمام أحد محلات الأقمشة. رحل بعدها إلى القاهرة عندما أكمل السابعة عشرة من عمره. وعمل في أحد المقاهي، وسكن في فندق شعبي رخيص الأجرة، ثم عمل مع إحدى الراقصات في الأفراح الشعبية، وبعدما تركها ذهب ليعمل في مكتب للمحاماة. اكتشف المؤلف الكبير أبو السعود الإبياري موهبة إسماعيل يس، حيث رشحه لأن يكون ملقيًا للمونولوجات، فأصبح إسماعيل يس مونولوجست في ملهى بديعة مصابني. دخل إسماعيل مجال السينما عام 1939، أما في عام 1944 فقد لفت إسماعيل يس انتباه الفنان الراحل أنور وجدي، ليحصل بعدها على أول بطولة مطلقة له في حياته في عام 1949. شكّل بعدها إسماعيل مع مكتشفه أبو السعود الإبياري والمخرج فطين عبد الوهاب ثلاثيًا رائعًا، حيث أصبحت لإسماعيل يس سلسلة أفلام خاصة له وباسمه، وهو ما لم يحصل عليه أي ممثل آخر، ومن هذه الأفلام "إسماعيل يس في البوليس الحربي" و"إسماعيل يس في الطيران" و"إسماعيل يس في متحف الشمع" و"إسماعيل يس في البحرية" و"إسماعيل يس في مستشفى المجانين" و"إسماعيل يس في الجيش" و"إسماعيل يس للبيع" و"إسماعيل يس طرزان" وغيرها من الأفلام الرائعة التي قدمها لجمهوره. إلى ذلك أصبح إسماعيل يس نجم شباك التذاكر على الرغم من عدم وسامته، إلا أن تمثيله وأداءه أمتعا الجمهور سواء في القديم أو في الحديث، وأظهرت أفلامه موهبة في الكوميديا نادرا ما تجد مثلها، فالضحكة عند رؤيته على الشاشة تكون نابعة من القلب، بسبب بساطته وتلقائيته وعدم تصنعه في التمثيل. كما أسس يس فرقته المسرحية الخاصة به، التي حملت اسمه بالتعاون مع رفيق عمره أبو السعود الإبياري، كانت فترة نشاطه عبر فرقته المسرحية ما بين عامي 1954 و 1966، حيث قدم خلال هذه الفترة الطويلة حوالي 60 عملًا مسرحيًا. في عام 1961 فوجئ إسماعيل يس بتراكم قيمة الضرائب عليه، مما جعله يعود مفلسًا ويفقد كل ما جمعه من مال، إلى أن توفي إثر أزمة قلبية حادة في عام 1972.