عرفته السينما المصرية ممثلًا أصبح «أيقونة الضحك»، ورمزًا لخفة الدم التلقائية، إنه إسماعيل ياسين الذى أضحك الملايين عانى من حياة غير مستقرة وبائسة فى طفولته، حيث لم يكمل دراسته الابتدائية، وترك المدرسة عقب وفاة أمه ودخول أبيه السجن، وعمل مناديًا أمام محل بيع أقمشة. ولد إسماعيل ياسين على نخلة بمدينة السويس عام 1912، وكان حلمه أن يصبح مغنيًّا متأثرًا بالفنان والموسيقار محمد عبد الوهاب، حيث غنى فى الأفراح والمقاهى، ثم ترك السويس ونزل إلى القاهرة لشق طريقه الفنى حيث انضم إلى فرقة «بديعة مصابنى»، ولكن الطريق جذبه بعيدًا عن الغناء، والتفتت إليه السينما حيث قدمه فؤاد الجزايرلى عام 1939 فى فيلم (خلف الحبايب). ثم انضم إسماعيل ياسين إلى فرقة «على الكسار» المسرحية فعمل مطربًا و"مونولوجست" وممثلًا، وظل أحد رواد هذا الفن على امتداد عشر سنوات من عام (1935- 1945)، إلى أن عمل بالسينما فى الأدوار الثانية أو مساندة البطل حتى أتيحت الفرصة لدور البطولة وأصبح أحد أبرز نجوم السينما وثانى الفنانين فى تاريخ السينما المصرية أنتجت لهما أفلامًا بأسمائهما بعد ليلى مراد، ومن هذه الأفلام (إسماعيل يس فى متحف الشمع - إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة - إسماعيل يس فى الجيش إسماعيل ياسين فى البوليس - إسماعيل ياسين فى الطيران- إسماعيل ياسين فى البحرية - إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين - إسماعيل ياسين طرزان- إسماعيل ياسين للبيع). وقد شارك إسماعيل فى أفلامه مجموعة من الفنانين اعتبرهم أصدقاء عمره مثل رياض القصبجى، زينات صدقى، حسن فايق، عبد الفتاح القصرى، وتوفيق الدقن. ساهم إسماعيل يس فى صياغة تاريخ المسرح الكوميدى المصرى، وكون فرقة تحمل اسمه، وظلت هذه الفرقة تعمل على مدى 12 عامًا من عام 1954 حتى عام 1966، وقدم خلالها ما يزيد على 50 مسرحية بشكل شبه يومى. وفى الستينيات بدأ ينحسر نجم إسماعيل يس فى المسرح والسينما وذلك لأسباب عديدة منها ابتعاده عن تقديم المونولوج، وتكرار نفسه فى السينما والمسرح بسبب اعتماده على صديق عمره أبو السعود الإبيارى فى تأليف جميع أعماله، ومرض القلب، وتدخل الدولة فى الإنتاج الفنى فى فترة الستينيات، وإنشاء مسرح التليفزيون. تراكمت عليه الضرائب والديون، فاضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966 وسافر إلى لبنان، وشارك هناك فى بعض الأفلام القصيرة، ثم عاد إلى مصر مرة أخرى وعاش فيها فترة صعبة للغاية إلى أن وافته المنية نتيجة أزمة قلبية حادة فى 24 مايو عام 1972عن عمر يناهز 60 عامًا.